أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جدعون ليفي - بقينا مع الهذيان، ومع الكذب














المزيد.....

بقينا مع الهذيان، ومع الكذب


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 5097 - 2016 / 3 / 8 - 08:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



//ترجمة: أمين خير الدين
شاب كلّ ما فيه أمريكي – شعر أشقر، يزور الكنيسة أسبوعيّا، يعود من ركض الصباح، يقرر الانضمام إلى مقاطعة إسرائيل، سمع عن حركة B.D.S. (حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل) وعن القهر والاحتلال، جمع كل ما في بيته من منتجات إسرائيل، أو بواسطة شركات تتعامل معها – تقريبا جمع كلّ ما في البيت – وبدأ بإطلاق النار على ما جمع.
فجأة ظهر شاب آخر، واقترح عليه أن يُطْلق النار على التوراة. هو أيضا من إنتاج إسرائيل. تراجع الفتى، واستوعب الرسالة المعروضة في آخر الفيلم القصير: "لا تقاطعوا الله واشتروا منتجات إسرائيليّة".
أنتج هذا الفيلم بواسطة "هيوبيل.كوم" وهي جمعيّة أسسها زوجان من منتسي عمل أحدهم في فيدرال إكسبرس، وهي تخصّصث بتأهيل العائلات، وتأهيل شعب إسرائيل. كما كُتِب في الموقع. هدفهما جلب متطوّعين من أمريكا، ودعم "المزارعين الإسرائيليين" يقصدون المستوطنين. في الموقع، يمكن التبرع بالنقود، ويمكن التبرع بالصلاة من اجل المستوطنين، كما يظهر في الشريط جنود أمريكان "متقاعدون متطوّعون في حقول مستوطنة هار براخا، وهم يرددون "هورا".
كثيرة هي الجمعيّات اليمينيّة المهوّسة، والشاب الذي أقنع صاحبه بعدم مقاطعة الله قال أيضا: " أكثرية الفلسطينيين غير مقهورين، المقهورون تقهرهم حكومتهم، توفر لهم إسرائيل الوظائف، والكهرباء مجانا، والخدمات الصحيّة وأطنانا من المساعدات الإنسانيّة، كنتُ هناك ورأيتُ". أطنان مساعدة، صحيح أو غير صحيح – ليست هيوبيل. كوم وحدها تبثّ هذه الأكاذيب السخيفة. كثيرون يسوّقون هذه البضاعة – منهم حكومة إسرائيل.ربّما ليس لها سوق أكثر جديّة من الخبراء الشواذ الأمريكان المتواجدين في كيرم نبوت على جبل براخا.
ما قاله الإعلامي في الشريط، قاله رئيس حكومة إسرائيل لزميله البريطاني ديفيد كاميرون، حين انزلقت عن لسانه كلمة نقد غريبة عن الاحتلال الإسرائيلي، أنّبه نتنياهو، مستهزئا بفطنته قائلا: "فقط السياسة الإسرائيلية تؤمِّن للسكان العرب في مدينة القدس شوارع، وعيادات وأماكن عمل، أمورًا غير متوفّرة لإخوانهم في الشرق الأوسط".
يمكن أن يكون إعلاميون إسرائيليّون هم الذين يدرّبون "هيوبيل .كوم" وربما هناك أدمغة كبيرة تفكر مثلها، حسب القول الإنجليزي المأثور، لكن لا يمكن تجاهل التغيير المربك الذي طرأ على الدعاية الإسرائيليّة.
عندما لا يتكلم أحد في العالم بجدّيّة عن عمليّة السلام، وعندما لا يتخيّل أحد أن حكومة إسرائيل معنيّة بتقدّم عمليّة السلام، وعندما يصبح حل الدولتين نصبا تذكاريا، يجب على الدعاية أن تطوّر نفسها من جديد. لا يمكن القول "لا يوجد شريك" لأنه من الواضح أنهم لا يريدون، ولا يمكن القول "دولتان" من الواضح أنهم لا يقصدون، يجب أن يقولوا شيئا، لذلك اتجهوا إلى تنبؤات أورويل يانتيت كتلك التي لم يجرؤ جورج أورويل على تخيّلها، سنة "1984" حين لم يذهب بعيدا.
تقوم الدعاية الإسرائيليّة الجديدة على ثلاثة أسس، على الأقل، اثنان منها أكاذيب مطلقة: لا يوجد احتلال، والفلسطينيون يعيشون بصبابة، والله أعطى.
تضع السياسة الجديدة بعد نتنياهو، نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطبولي، فتقول بجدية عميقة ليوسي فيرتر (هآرتس 2/26 ): " الاحتلال ليس احتلالا"، ثمّ تضيف شيئا عن الحقّ التوراتي.
هذه أخبار جيدة، حسب أقوال الناطقين الإسرائيليين، حالة الفلسطينيين ممتازة، ليسوا مقهورين – ولا محتلين – بُشْرى سارة، وهناك أيضا أخبار جيدة: العالم معتوه، ومثله الإسرائيليون، ولذلك يمكن بيعه كل شيء بسعر رخيص، والأخبار الأكثر جودة – إسرائيل الرسميّة ترفع، بكامل وعيها، الشعار البالي، يوم القيامة : الله موجود، والاحتلال غير موجود.
مع بداية الاحتلال تجوّل بعض المهوَّسين، وأخذوا يروّجون هذه البضاعة، كثيرون لم يقتنعوا، إشهار هذا السلاح ثانية يدلّ على: انتهت إدعاءات إسرائيل، وبقينا مع الهذيان، ومع الكذب.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمْر والقهوة السّادة للمحزونين على الطفلة التي قُتِلت بهكذ ...
- في سنجل، ابن الخامسة يستقبل المُعَزّين
- شُلّ محمد بنجاح: الآن هو مُصاب برأسه، يتحرك على كرسي مُتحرِّ ...
- الجنازة الثالثة في دوما
- المواطنون الأمريكيون من أصل فلسطيني يُهانون عند دخولهم إلى إ ...
- القائمة المشتركة بصيص ضوء في هذه الانتخابات
- أب وابنه لم يلتقيا ولن يلتقيا
- أربع رصاصات خاطئة، وصفر اعتذار
- ليس عيبًا: الدم اليهودي يساوي أكثر!
- زوجته وابنه
- يمكن أن نفهم حماس
- السيئون للطيران(*)
- المرحلة القبيحة
- يوم ميلاد بيرس التسعين: احتفال مليء بالكذب والتضليل والخداع
- انقضى زمان القصف
- رسالة رد من -مساعد ارهاب-
- حقيبة اكاذيب الجيش الاسرائيلي
- اسرائيل 2011: ليس من الشرعي الدفاع عن حقوق الانسان
- دولة ال لا - لا
- إزاء هذه العنصرية كلها


المزيد.....




- حزب الله: إيران حقّقت نصرا مؤزرا
- كيف تطيل عمر مناشف الميكروفايبر وتحافظ على فعاليتها؟
- 16 قتيلا في احتجاجات بكينيا
- اعتمد على المباغتة.. الجزيرة تحصل على تفاصيل كمين خان يونس
- الموساد يشيد بعملائه داخل إيران وبدعم الـ-سي آي إيه- للهجوم ...
- إصابة 3345 إسرائيليا بالحرب مع إيران و41 ألفا طالبوا بتعويض ...
- أبو عبيدة: جثث العدو ستصبح حدثا دائما ما لم يتوقف العدوان
- لماذا تتجه طهران لمنع الوكالة الدولية لتفتيش منشآتها؟
- كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة
- موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركيا


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جدعون ليفي - بقينا مع الهذيان، ومع الكذب