أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جدعون ليفي - تخيّلوا أن نتنياهو اعْتُقِل في لندن














المزيد.....

تخيّلوا أن نتنياهو اعْتُقِل في لندن


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 5430 - 2017 / 2 / 12 - 11:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(ترجمة: أمين خير الدين)

يوم الاثنين من هذا الأسبوع جرت القُرْعة: أُعْلِنَت دولة الأبرتهايد الثانية، دولة إسرائيل. وفي ساعات الظهر في لندن لم يوافق رئيس الحكومة على حلّ الدولتين، وبذلك أشار نتنياهو بصراحة إلى نهاية هذا الحل. وفي مساء ذلك اليوم صوتت الكنيست على قانون النهب، وأشارت إلى النظام الجديد الذي تؤسّسه تحت غطاء هذا القانون. بهذا إسرائيل أعلنت ما عندها، بشكل واضح وقاطع: دولة واحدة من البحر إلى النهر، وشُرطة – أبرتهايد. شعبان أحدهما فوقي، والآن لا أحد يستطيع أن يدّعي أن البُصاقَ مطرٌ، وأنّ هذا البُصاق يستحقّ الردّ، وعلى الردّ أن يكون عمليّا.
جميل أن تستنكر ألمانيا، وجميل أن يصوت "المعسكر الصهيوني" ضد هذا القانون، وردّ تريزا ماي وفريدريكا موغريني مُشجّع، لكن هذا لم يعُد يكفي، نهاية الكلام الفارغ، كفى ضرائب كلام أجْوف، انتهت اللعبة. يجب إيقاف هذه العربدة، وستوقف بالعمل. لن يجدي أيّ إعلان بالشجب، إسرائيل تدوس، مع تصفيق أمريكي، بالغمز، أو بالصمت. ولن تفيد محكمة العدل العليا كمهدئ للألم الوطني، سيجد اليمين طريقه للالتفاف عليه.
من المشكوك فيه أن إسرائيل قد تعمقت في إدراك خطر هذا القانون: ابتداء من الآن تُسمح السرقة من العرب. حاليا فقط أراضٍ، ومن الأرض المُحتلة، لكن ليس هناك من يضمن أن يكتفي القانون بذلك، لماذا يُسْمح بسرقة الأرض ولا يُسمح بسرقة السيّارات، الحلي وليس النقود؟ ما الفرق؟ ولماذا يُسْمح بقتل العرب فقط في الأرض المحتلّة؟ إنّهم دون البشر وإسرائيل تتثاءب.
في العالم، غير المعرض لعمليّة شطف الأدمغة التي تجري هنا، يدركون معنى هذا القانون: معناه نهاية الديمقراطية الإسرائيليّة، ولا أقلّ من ذلك، في المرّة السابقة التي قام بها نظام يُفرّق بين شعب وشعب، عِرْق وعرق، عرف العالم كيف يتعامل معه. أيضا كان لحكم البيض في جنوب إفريقيا حُجج وتفسيرات كثيرة، دينيّة وأمْنيّة، لكن العالم لم يقتنع بهذه الأكاذيب. وممنوع أن يقتنع العالم بالأكاذيب هنا. واجبه. وليس حقّه، أن يتحرّك. يجب ألاّ ينتظر حتى يتمّ ضمُّ الأّرض المحتلة. ثمّة دولة عنصرية تقوم في القرن الـ 21 – وليست أيّة دولة، إنها بؤبؤ عين العالم - ولذلك قد لا يتحرّك.
الاتحاد الأوروبي ألغى لقاء، ومنظمة BDS أحرزت نصرا، خاصّة في هذه الأجواء. هذا لا يكفي، وإلاّ كيف سيشعر مَنْ ينشد العدل أمام تنفيذ الجريمة؟ هو يتمنى أن يُقاد مرتكب الجريمة إلى المحاكمة. وعقوبة هذا النظام الجديد تقرره فقط محكمة العدل الدوليّة في لاهاي.هذه مُهمّتها، وهذا واجبها. وهي المكان الذي يُقَدّم فيه المجرمون للمحاكمة. وراء كلّ جريمة مُجْرم. وإلا ماذا قصد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش عندما قال ستكون لهذا القانون:عواقب قانونيّة بعيدة المدى على إسرائيل.
ما يُفْهم على أنه حلم أو كابوس يجب أن يصل إلى ما يلي: تخيّلوا أن نتنياهو يُعْتَقَل في لندن( ويتمنى التحقيق معه بشأن السجائر)، وأبيغدور ليبرمان يُسَلَّم للعدالة من مينسك، ونفتالي بينت يتأرجح في سجن فيدرالي، والسفير الجديد المُعتمد في نيويورك يفقد حصانته، ويُمْنَع قائد المنطقة من النزول من طائرته في فرنسا. تخيلوا كل غطارسة اليمين الذين يشعرون اليوم أنهم اعتلوا قمّة العالم، تخيّلوا أنهم لا يجرؤون على المرور في مطار بن غوريون الجوي.
ليس ثمّة تشفٍّ بأحد، لكن ثمّة تطلُّع إلى العدل. مِنْ يؤسّس نظاما ظالما فاضحا بعنصريّته يجب أن يكون هناك من هو مسئول عن عمله وعليه أن يدفع الثمن، حتى لو كان بشكل شخصيّ، فقط الخوف من العالم يوقف هذا اليمين من أن يسنّ قوانين أخرى، فقط الخوف من العالم يعيد إسرائيل إلى مصافّ الشعوب. قد يدّعي اليمين أن التّوجّه للعالم "ليس ديمقراطيّا"، سيكون من الصعب تخيُّل نُكْتَةٍ أفضل من ذلك، سيقولون "الأكثرية تُقرّر" وسيكون أيضا من الصعب تخيل نكتة مُحزنة أكثر من ذلك، فقط لاهاي توقفهم عند حدِّهم، فقط في لاهاي يتوقّفون، والطريق إلى لاهاي لا زالت طويلة.
(عن هآرتس)



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقتلوهم ، دمهم مهدور
- مُتْعةٌ أن تكون عربيًا
- لا يوجد شريك
- مات عربي. حسنا
- تمثيلية نتنياهو
- محمود درويش باق فينا ما حيينا
- بقينا مع الهذيان، ومع الكذب
- التمْر والقهوة السّادة للمحزونين على الطفلة التي قُتِلت بهكذ ...
- في سنجل، ابن الخامسة يستقبل المُعَزّين
- شُلّ محمد بنجاح: الآن هو مُصاب برأسه، يتحرك على كرسي مُتحرِّ ...
- الجنازة الثالثة في دوما
- المواطنون الأمريكيون من أصل فلسطيني يُهانون عند دخولهم إلى إ ...
- القائمة المشتركة بصيص ضوء في هذه الانتخابات
- أب وابنه لم يلتقيا ولن يلتقيا
- أربع رصاصات خاطئة، وصفر اعتذار
- ليس عيبًا: الدم اليهودي يساوي أكثر!
- زوجته وابنه
- يمكن أن نفهم حماس
- السيئون للطيران(*)
- المرحلة القبيحة


المزيد.....




- اجتماع ثلاثي في عمّان لدعم استقرار السويداء ووحدة سوريا
- وزير الخارجية المصري: تنسيق مع واشنطن والدوحة لإحياء هدنة ال ...
- إسقاط المساعدات فوق غزة يتواصل وسط تشكيك بمدى فعاليتها
- وقف تصدير الأسلحة الألمانية لإسرائيل - نهاية مبدأ المصلحة ال ...
- قمة ألاسكا حول أوكرانيا: هل تصطدم طموحات ترامب بشروط بوتين؟ ...
- تصاعد المخاوف في أوروبا بشأن المواد الكيميائية الأبدية السام ...
- خطوة في طريق مسدود.. قراءة إيرانية في زيارة وفد الطاقة الذري ...
- السيسي: نرفض المساس بأمننا المائي وحصتنا من نهر النيل
- إيران تعلن القبول بمفاوضات مباشرة مع أميركا -حال توفر الشروط ...
- عاجل | الإخبارية السورية: رتل عسكري للاحتلال الإسرائيلي تحرك ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جدعون ليفي - تخيّلوا أن نتنياهو اعْتُقِل في لندن