أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - متلازمة العيسوية














المزيد.....

متلازمة العيسوية


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 6324 - 2019 / 8 / 18 - 12:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


(هآرتس)



ما يجري في العيسوية الآن يوجد فيه كل شيء. اطار مشهد وطننا، هناك حرف انظار عن الاساس والانشغال بالامور الهامشية؛ تنكيل وجرائم احتلال بقناع الحفاظ على الامن؛ الايمان بأنه يمكن حل كل شيء بالقوة؛ وبالطبع رؤية اخرى للابرتهايد في بنتوستان آخر.

العيسوية هي هونغ كونغ الاحتلال الاسرائيلي، بدون أن تشمل النمو الاقتصادي بالطبع. ومثلما أن هونغ كونغ هي "منطقة ادارية خاصة" للجمهورية الشعبية الصينية، فان العيسوية هي منطقة ادارية خاصة للاحتلال. هنا توجد حرية نسبية. فقط سكان الدولة الاستبدادية يمكنهم الحلم بها، بما في ذلك حرية الحركة، التأمين الوطني والاقامة، في حدود تقررها الدولة الاستبدادية.

عندما يجتاز السكان الحدود، في نظر الدولة الاستبدادية، فان الدولة في "هونغ كونغ" تهدد بالعمل وهي تعمل في العيسوية. قريبا ستأتي بعثات من الخبراء الصينيين الى العيسوية للتعلم من الاسرائيليين كيف يقمعون شعب بطريقة تمثل نبراسا للغرباء.

العيسوية وصلت للحظة الى الوعي الاسرائيلي فقط بفضل مسلسل تلفزيوني فيه تم عرضها بصورة كاذبة على أنها اقليم مليء بالكراهية والأخطار، وايضا بفضل النبأ الذي نشره نير حسون عن غرس السلاح. ما حدث بعد ذلك هو أمر طبيعي: قوافل الضمير الاسرائيلي استيقظت للحظة من سباتها، لكنها فعلت ذلك بطريقتها، باجراءات فارغة وقلب الوظائف وادانات وخطوات واستنتاجات وطرد وسرعان ما اصبحت الصورة باهتة: الضحية تحولت الى متهمة، أحد المتهمين تحول الى ضحية والمتهم الاساسي يواصل حياته الطبيعية وكأن شيئا لم يحدث.

التهمة القيت على "كودا للاعلام"، ورام لندس تم الاعلان عنه كمحتل للعيسوية. هو من ناحيته اعتذر عن الخطأ وتجاهل ضحيته المباشرة، سامر سليمان. عندها جاءت صحوة الضمير الكبرى والمثيرة للحدث الاعلامي، الذي لم يكن مستعدا للصمت أكثر. على ماذا؟ على وقف الاتصال مع "كودا". ليس بسبب التنكيل في العيسوية أو تصرف رجال الوحدة السرية الخاصة، فقط "كودا" هي التي تهمهم. من لم يوقعوا في أي يوم على عريضة بشأن أي موضوع تجندوا لصالح لندس. احتلال العيسوية واصل التسبب في مللهم واثارة تثاؤبهم. مصير "كودا" هو الذي أيقظهم من سباتهم. حقيقة أن المتهمة الاساسية، شرطة لواء القدس والمسؤولين عنها، تواصل حياتها العادية بدون ازعاج، لم تهم أي أحد.

أمس نشر نير حسون في الصحيفة أن تنكيل رجال الشرطة في القدس بسكان العيسوية تواصل ايضا في ايام العيد. اقتحامات عنيفة للبيوت اثناء مآدب العيد بدون أي سبب، بما في ذلك اطلاق الرصاص المطاطي واعتقال بسبب حيازة مسدس لعبة. العيسوية وجدت في حالة حظر تجول في فترة العيد، من يزرعون الدلائل، من يزرع دلائل في التلفزيون يفعل ذلك ايضا بعيدا عن العدسات كعمل روتيني – يواصلون اعمال الزعرنة، والعملية التي أعلنوا عنها والتي هي ليست سوى تنكيل من اجل التنكيل، وربما ايضا من اجل التدريبات ورفع قائد اللواء الجديد، تواصلت رغم كل ما نشر عنها.

من اعتقد أن المنشورات ستوقف الشرطة ولو للحظة خاب أمله. لقد انتهى خجل الاحتلال منذ زمن. في السابق كانت قضية كهذه ستخفف عمل الشرطة ولو لفترة ما. لم تعد حاجة لذلك. الاحتجاج الوحيد هو على اقصاء المخرج التلفزيوني. "كودا للاعلام" تمت معاقبتها بشدة، لكن حتى الآن لم يتم التحقيق مع أي شرطي زرع أدلة.

القرية التي تقع على سفح الجامعة العبرية، منارة العلم والاكاديميا في اسرائيل، التي لم تهتم في أي يوم بما يجري تحتها وكأنها برج عاجي، تواصل كونها ضحية لعنف الشرطة ومصيرها لا يهم أي أحد.

ما يريدونه في هونغ كونغ يريدونه في العيسوية: الحرية والهوية القومية. استبداد الصين واستبداد اسرائيل لن يسمحا بحدوث ذلك. والفرق بينهما هو أنه لا يوجد أحد في العالم يقول إن الصين ديمقراطية.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شركة الاحتلال للانتاج
- علينا الإصغاء الى مانديلا
- معالجة العنصرية بكل أشكالها
- على قدم واحدة
- -صرخة من غزة-
- أيادي ملطخة بالدماء
- الباستيل سينتظر
- كيف يتجرأ اللاجئون الفلسطينيون على “الحلم بالعودة”؟!
- العالم لا يستمع إلى غزة إلا عندما يطلقون النار على إسرائيل !
- «البيت اليهودي» و«المعسكر الصهيوني».. توأمان
- أيها المحتلون الأعزاء نعتذر إذا تضررتم!
- إعلان نتالي بورتمان خطوة على الطريق الصحيح
- هذا ليس نتنياهو بل هو الشعب!
- جيش الذبح الإسرائيلي
- الإرهاب الذي في الشوارع والذي لا نسمع عنه
- أمريكا وأسرائيل ضدّ كل العالم
- فجأة ينادون بالمساواة
- مُعْجزةٌ تحدث في نابلس: حكاية مستشفى النجاح تحطّم كلّ القوال ...
- إسرائيليّون يقتلون إسرائيليين
- 15 رصاصة على ابن 15 سنة


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - متلازمة العيسوية