أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - كيف يتجرأ اللاجئون الفلسطينيون على “الحلم بالعودة”؟!














المزيد.....

كيف يتجرأ اللاجئون الفلسطينيون على “الحلم بالعودة”؟!


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 5983 - 2018 / 9 / 3 - 10:05
المحور: القضية الفلسطينية
    



في البداية جردناهم من أماكن عملهم؛ قمنا بإقالة عمال ومستأجرين للأراضي الزراعية وحراس وسلبناهم مصدر رزقهم. كان هذا في عشرينيات القرن الماضي.
سمينا هذا «احتلال العمل» و»عملا عبريا» وقلنا إن هذه «قيمة طلائعية». هل هذا كولونيالية؟ ما الامر؟ بعد ذلك جاء «انقاذ الأراضي» واندلعت «الاحداث»، وجاءت خطة التقسيم، واندلعت الحرب وتم طرد 750 ألف شخص منهم، أو أنهم هربوا لانقاذ حياتهم.
قالت الأمم المتحدة إنه يجب إعادتهم، لكن إسرائيل لم تذعن في أي يوم وطردت «المتسللين» الذين «تسللوا الى بيوتهم»، عدد منهم فقط جاء في محاولة لانقاذ ما تبقى من ممتلكاتهم. لن تتحمل اسرائيل في يوم ما أي جزء من المسؤولية. الفلسطينيون هم المذنبون. هم فقط. فهم لم يوافقوا على التقسيم، ولذلك يستحقون كل ما يحدث لهم، بما في ذلك الكارثة. اسألوا كل رجل دعاية اسرائيلي.
لقد تشتتوا في كل الاصقاع. العديد من احفادهم يعيشون في ظروف غير انسانية لا يعرف أي اسرائيلي مثلها.
في لبنان وسورية وقطاع غزة لم يكن امامهم أي سبيل لكسر دائرة العوز. في الضفة الغربية ايضا، الواقعة تحت سيطرة اسرائيل، ما زالت هناك مخيمات مهينة لم تحرك ساكنا لإعادة تأهيلهم. ما شأنها ولجوؤهم. خلقت الدعاية الاسرائيلية وضعاً فيه مجرد البحث في مصيرهم هو أمر غير شرعي تماما، وهو امر يسعى الى تقويض اسرائيل ويعمل على تدميرها. المتهم الاساسي بنكبتهم نظف نفسه من كل تهمة ومن كل مسؤولية ومن كل خطيئة ومن كل واجب لإعادتهم أو تعويضهم.
ولكن لم يُكتفَ بهذا. مكرهة الروائح التي تتصاعد من حين الى آخر من بيوت مستوطنة بيت ايل نحو مخيم الجلزون المجاور تقلق المستوطنين كما يبدو.
ربما ايضا القذارة التقليدية التي تتصاعد من مخيم اليرموك الخرب في سورية، من صبرا وشاتيلا النازفين في لبنان، من البريج والشاطئ في غزة، من الفوار وعايدة، من نور شمس وجنين في الضفة الغربية، ما زالت تزعج اللاوعي الصهيوني، لقد حان الوقت للمعركة الأخيرة في المسرحية.
في هذه المعركة سنضع حدا لمشكلة اللاجئين، هذا اذا كانت هناك «مشكلة» كهذه. رصاصة البداية اطلقت في واشنطن: الحرب التي منعتها اسرائيل ضد «الاونروا» حظيت هناك بآذان صاغية، ويقوم الاميركيون بتقليص ميزانيتها ويقولون إنه يجب اغلاقها. ليس هناك وكالة «اونروا» وليس هناك لاجئون. ولكن من سيمول التكاليف الصحية، التعليم والغذاء لمئات آلاف هؤلاء الفقراء؟ فورا بدأت معركة من اجل تسويد صورة الضحايا واثارة الشك في مسألة لجوئهم، هي المعركة الاكثر وقاحة من بين المعارك.
كيف يتجرأ هؤلاء الوقحون على التجول في المنفى وأن يظلوا لاجئين؟ لماذا لم تقم الدول العربية بفعل شيء من أجل إنقاذهم؟ جيل ثالث ورابع من اللاجئين؟ ليس هناك شيء كهذا. بأي حق، حيث إن الالمان من السوديت لاند يتم اعادة تأهيلهم بسرعة. اذاً، كيف يتجرأ ابن النصيرات على التذمر؟ اسرائيل، الدولة المزدهرة من بين دول العالم، والتي أنشئت بفضل اموال التبرعات من العالم، تشتكي من احدى المجموعات السكانية المعوزة في العالم وتتهمها بأنها تتظاهر بذلك. ايضا البيض في اميركا وفي جنوب افريقيا اتهموا السود بأنهم يتحملون المسؤولية عن وضعهم. الدولة التي صنعت من الحيونة علامات فارقة في دعايتها تحتج على تضحيات ضحاياها. وفوق ذلك تضيف احتجاجا غريبا: كيف يتجرأ اللاجئون على الحلم بالعودة؟!
هذه لحظة تأسيسية في تاريخ الوقاحة الاسرائيلية. هذه هي اللحظة التي فيها حطمت الدعاية الصهيونية كل الارقام القياسية للوقاحة، العالية اصلا. شعب يؤسس حقوقه في البلاد على ألفي سنة من التطلعات والشوق يحتج ضد شعب آخر من أبناء البلاد مثله طرد على يديه، وبأنه يتجرأ على الاشتياق للعودة خلال سبعين سنة. ألفا عام مسموح لأننا يهود، أما سبعون عام فممنوع لأنهم فلسطينيون.
الفلسطينيون متشوقون، شوقهم هو أمر وراثي، أقوى بدرجة لا تقدر من الاشتياق الذي يشعر به والدي نحو فلسطين. شوقهم لن يتوقف، بالتأكيد ليس بأمر من اسرائيل وأميركا.
عدد منهم يعيشون في ظروف مهينة، ويجب انقاذهم. اسرائيل لا تستطيع في أي يوم أن تتهرب من المسؤولية عن وضعهم. حتى لو سامحت اميركا، و»الاونروا» اغلقت، والحكومة اتخذت قراراً بأنه لا يوجد شعب فلسطيني ولن يكون هناك لاجئون في يوم ما.

عن «هآرتس»



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم لا يستمع إلى غزة إلا عندما يطلقون النار على إسرائيل !
- «البيت اليهودي» و«المعسكر الصهيوني».. توأمان
- أيها المحتلون الأعزاء نعتذر إذا تضررتم!
- إعلان نتالي بورتمان خطوة على الطريق الصحيح
- هذا ليس نتنياهو بل هو الشعب!
- جيش الذبح الإسرائيلي
- الإرهاب الذي في الشوارع والذي لا نسمع عنه
- أمريكا وأسرائيل ضدّ كل العالم
- فجأة ينادون بالمساواة
- مُعْجزةٌ تحدث في نابلس: حكاية مستشفى النجاح تحطّم كلّ القوال ...
- إسرائيليّون يقتلون إسرائيليين
- 15 رصاصة على ابن 15 سنة
- تخيّلوا أن نتنياهو اعْتُقِل في لندن
- أقتلوهم ، دمهم مهدور
- مُتْعةٌ أن تكون عربيًا
- لا يوجد شريك
- مات عربي. حسنا
- تمثيلية نتنياهو
- محمود درويش باق فينا ما حيينا
- بقينا مع الهذيان، ومع الكذب


المزيد.....




- ابنة بيل غيتس تكشف عن إصابة والدها بمتلازمة لا علاج لها
- برلماني أوكراني: زيلينسكي يبيع الوطن!
- الجزائر تتوعد بتقليص مساحة سفارة فرنسا بعد أزمة ركن سيارة ال ...
- مصر: الطفل ياسين يحضر للمحكمة بزي سبايدرمان والمؤبد للمعتدي ...
- السودان: المجد للبندقية أم لإطارات السيارات المحروقة؟
- تصاعد أعمدة الدخان الكثيف من الحرائق المستعرة غرب القدس
- وثائق تكشف الحلم الإيراني في سوريا: خططٌ سقطت مع رحيل الأسد ...
- عشرات القتلى في اشتباكات -طائفية- بسوريا.. وإسرائيل تتوعد
- احتجاز مراسل قناة -أر تي- فور وصوله إلى العاصمة الرومانية لت ...
- تهديد جديد شديد اللهجة من وزير الدفاع الإسرائيلي للشرع دعما ...


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - كيف يتجرأ اللاجئون الفلسطينيون على “الحلم بالعودة”؟!