أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - نعم، اقتل














المزيد.....

نعم، اقتل


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 6416 - 2019 / 11 / 22 - 10:20
المحور: القضية الفلسطينية
    



*بومبيو دعا بالفعل الى اعادة الكولونيالية والاعتراف بالابرتهايد. والشرعنة الأميركية لجريمة الاحتلال هي الضمانة لعدم اخلاء المستوطنات وتوسعها. وقد حان الوقت الاكثر مصيرية في تاريخ اسرائيل الذي يجب عليها فيه الحسم هل ستكون ديمقراطية أم ابرتهايد*


لقد تبين أن دونالد ترامب أحد الاعداء الاكثر خطورة لاسرائيل، هو يفعل كل ما في استطاعته لافسادها ويجعل العالم المتنور يكرهها بشكل أكثر. ومن اجل تعميق الفساد فان وزير الخارجية الأميركي ذهب بعيدا في هذا الاسبوع وقلب الوصايا العشرة رأسا على عقب. من الآن يجب عليك أن تسرق. وقريبا: اقتل. بدون أي مكانة اخلاقية أو صلاحية قانونية – المجال الاخير الذي يمكن لادارة ترامب الحكم فيه الى درجة ما هو احكام القضاء والاخلاقي – اعلن مايك بومبيو بأن المستوطنات لا تخرق القانون الدولي.

من الصعب التفكير بنكتة أكثر مرارة من هذه. اعلان الولايات المتحدة الذي فيه الاغتصاب لا يخرق القانون، أصبح في الطريق. هل سيتحول في حينه الاغتصاب الى أمر اكثر قانونية وأكثر اخلاقية؟ بالتأكيد لا. ايضا هكذا المستوطنات لن تصبح كذلك.

لا يوجد أي رجل قانون دولي مهم يوافق على اعلان الولايات المتحدة. حتى الآن ايضا لا يوجد أي سياسي في العالم، باستثناء اليمينيين في اسرائيل وفي الولايات المتحدة، سيوافق على هذا الاعلان. الحميمية الفكرية بين ادارة ترامب واسرائيل هي أمر آخر يجب علينا الخجل منه. لا يوجد لترامب وبومبيو، مثلما لا يوجد لاغلبية الاسرائيليين، أي فكرة عن المستوطنات، أو عن طريقة اقامتها وتوسعها الوحشي وأهدافها، باستثناء الدعاية التي تم تلقينها لهم من قبل اللوبي اليهودي، الاسرائيلي والافنغلستي.

من المشكوك فيه أن مشهد مستوطنة بسغوت، مثلا، التي قمت بزيارتها هذا الاسبوع والتي أحاطت نفسها بجدار الكتروني من اجل أن يتمكن المستوطنون فيها بفضله من السيطرة بالقوة على مئات الدونمات من اراضي الفلسطينيين الخاصة التي تم حجزها في حدودها، ودولة اسرائيل لم تحرك ساكنا للدفاع عنها، كان سيغير شيء ما في موقف الادارة الجاهل هذا.

ولكن لا يوجد أي شخص لديه ضمير في العالم كان سيبقى مطمئنا حيال عمليات السلب والنهب الوحشية في بسغوت، مثلما هي الحال في أي مستوطنة اخرى. الادعاء بأن هذا لا يعتبر خرق للقانون الدولي يدل ليس فقط على انغلاق اخلاقي وجهل محرج، بل هو ايضا مهم من ناحية دولية.

بومبيو دعا بالفعل الى اعادة الاستعمار الكولونيالي للعالم والاعتراف بالابرتهايد. حسب رأيه ليس في ذلك أي شر. الولايات المتحدة قامت بتشجيع الكولونيالية الاسرائيلية وهي ستشجع الكولونيالية في اماكن اخرى ايضا. وعن كولونيالية قانونية لم يسمع العالم منذ زمن. الآن الولايات المتحدة اعادت خلقها من جديد.



في الساحة الاقليمية فان معنى اعلان بومبيو هو معنى حاسم مثل حد السيف: موت آخر احتمال لحل الدولتين. اذا كانت المستوطنات قانونية فلماذا يتم اخلاءها؟ واذا لم تكن تخرق القانون فما السيء فيها؟ وابقاء القرار حول مستقبلها وقانونيتها في أيدي اسرائيل يشبه ابقاء قرار مشابه في أيدي الزوج العنيف: هو الذي سيقرر اذا كانت الضربات التي يستخدمها ضد زوجته قانونية أم لا. إذا هيا نسرق وهيا نقتل، لان أميركا تسمح بذلك.

ولكن الحقيقة هي أن قرار حسم مستقبل المستوطنات صدر منذ زمن، حتى بدون هراءات بومبيو. ومن لا يفهم ذلك يجب عليه السفر في شوارع الضفة ويشاهد بعينيه. لم يولد بعد السياسي الاسرائيلي الذي كان ينوي في أي يوم اخلاءها، أو السياسي الذي سيكون قادرا على فعل ذلك في أي يوم. الرد المهين والذي يبعث على اليأس لبني غانتس الذي انضم الى احتفال اليمين في اعقاب اعلان بومبيو جسد الى أي درجة المعركة على المستوطنات التي هي معركة على حل الدولتين، تم حسمها منذ زمن من قبل اغلبية الاسرائيليين. بومبيو فقط وقع على تابوت الدفن.

الشرعنة الأميركية للجريمة هي الضمانة لتخليد الاستيطان الى الأبد، وزيادة توسعها. لا توجد مقولة موثوقة أكثر من بسغوت الى الأبد وايتمار من الأزل والى الأبد. الاستنتاج الذي لا مناص منه هو أن اسرائيل اجتازت نقطة اللاعودة ووصلت الى نقطة الحسم الاكثر مصيرية في تاريخها، الديمقراطية أم الابرتهايد، الديمقراطية أم اليهودية، لم يبق لها أي احتمال آخر.



اختيار ترامب، بومبيو واسرائيل، واضح ومخيف وهو أن المستوطنات قانونية، لا يوجد احتلال ولا يوجد شعب فلسطيني ولا توجد حقوق انسان ولا يوجد قانون دولي. يمكن الانتقال الى المرحلة القادمة، الى الضم والطرد. وأميركا ستسمح ايضا بذلك.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي حققتموه؟
- فقط اليهودي يمكنه أن يكون اسرائيليا
- اطردوني
- عيد ميلاد حزين
- موسم قطف الزيتون الاخير في الولجة
- فتاتنا
- جميعنا وسط
- من فضلك، قُم بالضم
- هل كان الوضع جيد قبل نتنياهو
- محفظة غانتس اللامعة
- ليعلم لوندون وتسيبر أن اسرائيل قاتلة أكثر ب 18 ضعفا
- متلازمة العيسوية
- شركة الاحتلال للانتاج
- علينا الإصغاء الى مانديلا
- معالجة العنصرية بكل أشكالها
- على قدم واحدة
- -صرخة من غزة-
- أيادي ملطخة بالدماء
- الباستيل سينتظر
- كيف يتجرأ اللاجئون الفلسطينيون على “الحلم بالعودة”؟!


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - نعم، اقتل