أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - اسمحوا لنا باسقاط طفل تتدفق منه الدماء














المزيد.....

اسمحوا لنا باسقاط طفل تتدفق منه الدماء


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 6512 - 2020 / 3 / 12 - 16:12
المحور: القضية الفلسطينية
    



حسب الكاريزما اختار القناصة ضحاياهم بحرص. وضبط النفس يخجل القناصة، لكن خجلنا هو هم وقادتهم والجيش الذي أمرهم باطلاق النار على المتظاهرين وكأنهم أوز تجاوز الخط



إنهم من أفضل أبنائنا. أحدهم (موسيقي من ثانوية جيدة) والآخر (من الكشافة، خريج تخصص المسرح)، هم قناصة أطلقوا النار على آلاف المتظاهرين غير المسلحين قرب الجدار. في غزة يوجد الآن 8 آلاف شاب معاق من صنع أيدينا.

عدد منهم بترت ارجلهم، وأبناءنا يتفاخرون بذلك.

لا أحد من القناصة الذين تحدثوا في البرنامج المخيف لهيلو غلزار (ملحق "هآرتس" أول أمس) نادم على أي شيء. اذا كان نادما فهو فقط لأنهم لم يسفكوا المزيد من الدماء. وقد تندروا على أحدهم في الكتيبة وقالوا "ها قد جاء القاتل". جميعهم يتصرفون كقتلة.

اذا كانت افعالهم لا تدل على ذلك – اكثر من 200 قتيل على أيديهم – تأتي اقوالهم وتثبت أنهم فقدوا كل معيار للاخلاق. هم ضائعون. هم سيتعلمون في الجامعات وسيشقون حياتهم المهنية وينشئون عائلة، لكنهم لن يستيقظوا في أي يوم من العمى. ضحاياهم تحولوا الى اشخاص معاقين، لكن هم انفسهم معاقون بصورة أشد.

نفوسهم تشوهت تماما. هم لن يكونوا في أي يوم اشخاص اخلاقيون، هم خطيرون على المجتمع. لقد فقدوا الانسانية، هذا اذا كانت لديهم انسانية، على تلال اطلاق النار التي تقع قبالة قطاع غزة. هم أولاد اصدقاءنا وهم اصدقاء أولادنا. وهم شباب الشقة التي توجد مقابل شقتنا. انظروا كيف يتحدثون.

احاديث المقاتلين التي كانت ذات يوم تحولت الآن الى احاديث لجزارين. ربما وفرنا على انفسنا التظاهر بالورع، لكن لا يمكن أن لا ننصدم من الدرك الاسفل الذي وصلنا اليه. لقد قاموا باحصاء عدد الارجل التي اصابوها. "لقد اصبت 7 – 8 في اليوم. وخلال بضع ساعات تقريبا حطمت الرقم القياسي". وهو حسب تقديري اصاب 28 رُكبة.

لقد قاموا بقنص شباب وفتيان غير مسلحين حاولوا عبثا النضال من اجل حريتهم. وهو أمر لا يوجد ما هو أكثر عدالة منه. "السيناريو الثابت هو أن تصيب وتكسر العظام، وخلال لحظة تأتي سيارة اسعاف لإخلاء المصاب، وبعد اسبوع يحصل على مخصصات العجز". هل هذا غير كاف؟. "لقد كنت احاول التصويب نحو مكان سمين، منطقة العضلات". هل هذا غير كاف؟. "واذا اخطأت واصبت شريان رئيسي في الركبة بدل الكاحل أو أنك تعمدت أن تخطيء أو أنك لا يجب أن تكون قناص. فهناك عدد قليل من القناصين يختارون أن يخطئوا".

لقد عرفوا من الذي يقف امامهم. وهم حتى لا يسمون ضحاياهم "ارهابيين"، بل فقط "محرضين". وأحدهم قارنهم مع اعضاء حركة شبيبة. "حتى اذا كنت لا تتذكر كيفية ربط ربطات العنق، فأنت يمكن أن تعرف حسب الشخصية من هو المدرب ومن هو المتدرب". حسب الشخصية اختاروا ضحاياهم بحرص القناصة. "هالة القيادة حسمت مصير الشباب والعيش مع اعاقة في قفص غزة".

ولكنهم لم يكتفوا بذلك. فقد تحولوا الى متعطشين للدماء، مثلما فقط شباب تم تحريضهم يمكنهم أن يكونوا. لقد أرادوا المزيد من الدماء. ليس مجرد دماء، بل دماء طفل. ليس مجرد دماء طفل، بل امام انظار عائلته. اسمحوا لي لمرة واحدة بإسقاط طفل إبن 16 أو حتى إبن 14، لكن لا يحمل كرة. اسمحوا لي بتفجير رأسه أمام أبناء عائلته وأبناء قريته وأن تتدفق الدماء منه.

وعندها ربما خلال شهر لن احتاج الى اسقاط 20 رُكبة اخرى. إن دماء رأس الطفل أرادوها فقط كي يوفروا على أنفسهم اسقاط 20 رُكبة اخرى. اعمار ضحاياهم حددوها حسب القمصان. فالبالغين يغلقون الأزرار، والاطفال يلبسون الفانيلات.

لم يتم تقديم أحد للمحاكمة. هذا خطأ. فمن أطلق النار على شاه حكم بسبعة ايام سجن. جنود الجيش الاكثر اخلاقية في العالم لا يطلقون النار على الاغنام، مع 200 قتيل و8 آلاف مصاب، يعتقدون أن "ضبط النفس وصل الى درجة الخجل". هذا خجلهم. وخجلنا هو هم. هم وقادتهم. هم والجيش الاسرائيلي الذي أمرهم بإطلاق النار على المتظاهرين مثلما يطلقون النار على "الأوز الذي اجتاز الخط"، وهذا ايضا حسب لغتهم.

إن من يطلق النار على الأوز ليس قناصا، بل صيادا.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معارضو النظام هم وطنيون
- اليهود هم نفس اليهود
- نعم، اقتل
- ما الذي حققتموه؟
- فقط اليهودي يمكنه أن يكون اسرائيليا
- اطردوني
- عيد ميلاد حزين
- موسم قطف الزيتون الاخير في الولجة
- فتاتنا
- جميعنا وسط
- من فضلك، قُم بالضم
- هل كان الوضع جيد قبل نتنياهو
- محفظة غانتس اللامعة
- ليعلم لوندون وتسيبر أن اسرائيل قاتلة أكثر ب 18 ضعفا
- متلازمة العيسوية
- شركة الاحتلال للانتاج
- علينا الإصغاء الى مانديلا
- معالجة العنصرية بكل أشكالها
- على قدم واحدة
- -صرخة من غزة-


المزيد.....




- شاهد تطورات المكياج وتسريحات الشعر على مدى الـ100 عام الماضي ...
- من دبي إلى تكساس.. السيارات المائية الفارهة تصل إلى أمريكا
- بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل: ما هي الدول المنخرطة؟
- السفارة الروسية: طهران وعدت بإتاحة التواصل مع مواطن روسي في ...
- شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون - العملاء الأجانب- (ف ...
- -بوليتيكو-: شولتس ونيهمر انتقدا بوريل بسبب تصريحاته المناهضة ...
- من بينها جسر غولدن غيت.. محتجون مؤيدون لفلسطين يعرقلون المرو ...
- عبر خمس طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني
- هاري وميغان في منتجع ليلته بـ8 آلاف دولار


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - اسمحوا لنا باسقاط طفل تتدفق منه الدماء