أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جدعون ليفي - المحكمة العليا، فارس حقوق الانسان














المزيد.....

المحكمة العليا، فارس حقوق الانسان


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 6850 - 2021 / 3 / 25 - 12:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أمام فعنونو تصمت كل الكلمات السامية للمحكمة العليا عن حقوق المواطن في الخروج من دولته. وأمام الغزيين الذين يريدون الخروج من بلادهم، سجنهم يتم استنساخ الكلمات الجميلة عن التداعيات النفسية

منارة العدالة في اسرائيل اضاءت مرة اخرى: قضاة محكمة العدل العليا قاموا بفتح سماء الدولة، وشعب اسرائيل خرج من العبودية الى الحرية عشية عيد الفصح. الاهالي اجتمع شملهم مع اولادهم، الاحفاد اجتمع شملهم مع اجدادهم، وكل ذلك بفضل المحكمة العليا. ما الذي كنا سنفعله من غيرها؟ قضاة العدالة قاموا بغناء أغنية حقوق الانسان وأنشدوا قصيدة الحرية: "لا توجد حاجة الى قول المزيد من الكلمات عن اهمية الحق المعطى للمواطن للخروج من دولته.

ولا يقل عن ذلك اهمية الحق في العودة اليها"، كتبت بشكل احتفالي المحاربة من اجل الحرية، الرئيسة استر حيوت. القلب اتسع من الفخر، ما هذه الاستنارة وما هذه المشاعر العادلة وهذه الشجاعة. المحكمة وقفت امام السلطة التنفيذية وتغلبت عليها.

لنترك جانبا التاريخ المجنون حول اغلاق سماء الدولة لشهرين. عندما كانت سماء الدولة مفتوحة صرخوا هنا: هذا تنازل عنا. وعندما تم اغلاق السماء صرخوا: هذا استبداد. "مفتوح، مغلق، مفتوح"، مثلما كان اسم كتاب يهودا عميحاي، معسكر "فقط ليس بيبي" سيصرخ بشجاعة دائما. الآن المحكمة العليا اوقفت الاستبداد.

ولكن لحظة، لحظة، هل هكذا هي تتصرف دائما؟ هل حقا هي دائما تقدس حق خروجك من بلادك والعودة اليها؟ معالي حناجر القضاة محجوزة فقط للحالات التي يشعرون فيها بالثقة في عدم تعرضهم للأذى. مقابل جهاز الصحة الضعيف هم ابطال كبار. فجأة قيمة الحرية تفوق الحق في الحياة، فجأة الجميع يجب عليهم حني الرؤوس امام حقوق الانسان.

أمام جهاز الأمن هم يتصرفون بشكل مختلف. نفس الامور ولكن بالعكس. فجأة حقوق الانسان والحرية تخضع للمسؤول عن الامن، الذي يركع القضاة دائما امامه. كيف ارتجفت يد القاضي اسحق عميت عندما كتب عن "الضربات الدستورية العشرة" التي احدثتها الكورونا، بمعرفته أنها جميعها تلحقها اسرائيل بالفلسطينيين.

كيف لم يرف أي جفن للرئيسة حيوت عندما كتبت عن المس بمواطني اسرائيل، الذين لم يسمح لهم بالسفر. "مع كل التداعيات النفسية والعائلية والصحية والاقتصادية التي اكتنفت ذلك"، في الوقت الذي يعتبر فيه هذا الامر روتين حياة ملايين الفلسطينيين. في نهاية المطاف هذه هي نفس المحكمة التي تصادق على أي نزوة لجهاز الامن وعلى أي حكم وحشي تصدره اسرائيل.

غزة موجودة تحت الحصار منذ 15 سنة. ايضا هناك، أيتها القاضية حيوت، "توجد تداعيات نفسية واقتصادية"؛ آباء تم فصلهم عن اولادهم؛ مرضى تم منعهم من تلقي العلاج؛ عمال تم منعهم من كسب الرزق؛ طلاب تم منعهم من التعليم – هؤلاء جميعا هم ضحايا اجهزة الاحتلال، التي لا تتجرأ المحكمة على الوقوف في وجهها. وهي تصادق بسهولة على اعتقالات بدون محاكمة وهدم بيوت وإطلاق نار القناصة على متظاهرين غير مسلحين.

هي لا تحرك ساكنا من اجل السماح للطلاب بالذهاب للتعلم، وتمنع مرة تلو الاخرى المواطن مردخاي فعنونو من الخروج من البلاد. امام فعنونو تصمت جميع الكلمات السامية للمحكمة العليا. عن حقوق المواطن في الخروج من دولته. امام الغزيين الذين يريدون الخروج من بلادهم – سجنهم يتم استنساخ الكلمات الجميلة عن "التداعيات النفسية"، وأمام فلسطينيين في الشتات، الذين يريدون زيارة بلادهم أو العيش فيها يتم محو الكلمات السامية التي تتعلق بمن "وضعته الدولة في ضائقة في الدول المطلة على البحر". هناك خبراء يحذرون من تداعيات فتح الاجواء، لكن المحكمة العليا تتجاهلهم. فقط هي تذعر من تحذيرات مندوبي الشباك.

امام جهاز الصحة يسهل جدا رفع روح الحرية. القضاة يفهمون في الامن بالضبط مثلما يفهمون في الأوبئة، لكن اعتبارات الخبراء في الطب يسهل عليهم رفضها خلافا لاعتبارات رجال الامن. امامهم يجب دائما حني الرؤوس بخنوع. المحكمة التي تتراجع امام جهاز الامن هي محكمة غير متنورة.

هي جزء من الاستبداد، حتى لو اهتمت بأجواء مفتوحة للإسرائيليين. ماذا بشأن اجواء مفتوحة وحرية وحقوق الانسان وحفاظ على القانون الدولي لمن يوجدون تحت الاحتلال؟ من اجل ذلك القضاة بحاجة الى درجة أكبر من الشجاعة التي لا تتوفر لدى أي واحد منهم. تريدون فعالية قضائية؟ هذا جيد، لكن لتكن في كل مكان وليس فقط في المناطق السهلة على المحكمة الجبانة.

- 21/3/2021



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس -ابرتهايد في المناطق-، بل ابرتهايد
- بيبي أو غيدي: أفول اليسار
- قتلوا نور وأجبروا عائلته على تقليص جنازته
- هكذا يبدو المحارب من اجل الحرية
- لواء كفير الى بلفور، والاسرائيليون سيصابون بالصدمة
- إسرائيل لديها حق الفيتو في أميركا
- متى سيحطمون عندنا النصب التذكارية؟
- في إسرائيل حياة السود لا قيمة لها
- الجريمة الكبرى والأقوى في الدولة
- جندي اسرائيلي أزهق حياته عبثا، لماذا؟
- شمعة في ذكرى بطل يهودي
- ليذكر شعب اسرائيل محمد كسبة
- اسرائيل بحالة اغلاق، الفلسطينيون كانوا سيشتاقون جدا لكهذا اغ ...
- اسمحوا لنا باسقاط طفل تتدفق منه الدماء
- معارضو النظام هم وطنيون
- اليهود هم نفس اليهود
- نعم، اقتل
- ما الذي حققتموه؟
- فقط اليهودي يمكنه أن يكون اسرائيليا
- اطردوني


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جدعون ليفي - المحكمة العليا، فارس حقوق الانسان