أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - بيبي أو غيدي: أفول اليسار














المزيد.....

بيبي أو غيدي: أفول اليسار


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 6772 - 2020 / 12 / 27 - 10:45
المحور: القضية الفلسطينية
    



*الخطأ الاول الذي اوصل اليسار الى ما هو عليه هو انضمام اليسار الصهيوني الى حكومات الوحدة مع الليكود في بداية الثمانينيات، في سعي لا أمل فيه في أن يمسك العصا من المنتصف ويكون هذا وذاك*



رئيس الحكومة القادم لدولة اسرائيل سيكون رجل يمين مطلق، عنيد وعديم الشفقة. في 23 آذار القادم سيتم اجراء الانتخابات التمهيدية لليمين التي ما زالت تسمى، لسبب ما، الانتخابات العامة للكنيست الـ 24. ربما انتخابات، لكن بالتأكيد ليست انتخابات عامة: لعبة بيتية لليمين الذي قام بمحو اليسار، لعبة لا تتضمن بالطبع العرب الذين تم اقصاءهم والفلسطينيين الذين سلبت حقوقهم. في نهايتها سيتقرر هل سيقود الحكومة القادمة بنيامين نتنياهو أم جدعون ساعر.



هكذا ستصل الى الذروة العملية التي بدأت قبل سنوات، عملية انجراف وحشي جر اسرائيل نحو اليمين أكثر فأكثر، من خلال اعطاء الشرعية لليمين المتطرف الذي كان ذات يوم غير شرعي. ونزع شرعية اليسار الصهيوني الذي كان ذات يوم شرعي ومر بضعف وخواء وفقدان الطريق. هذه العمليات نضجت، والآن هي تعطي ثمارها التي تجلب العار – الانتخابات هي لانتخاب واحد من بين شخصين قوميين متطرفين، نتنياهو أو ساعر، بيبي أو غيدي. ولن يكون هناك أي مرشح آخر لديه فرصة للفوز كما يبدو.

هذا واقع محبط، لكنه واقعي للغاية. في كل الجولات الانتخابية السابقة كانت تسمع كلمة اخرى، وإن كانت ضعيفة، لكنها ايضا كانت رؤية خاطئة. الآن غابت ومن الصعب معرفة متى ستعود، بالتأكيد ليس في هذه الانتخابات. ما كان يعتبر تيارات عميقة خفية، تحولت الى واقع جلي: اسرائيل هي دولة يمينية وقومية متطرفة، ذات ايديولوجيا واحدة سائدة، من المحظور التشكيك فيها.



الانتخابات بين نتنياهو وساعر ليست انتخابات حقيقية. والوصول الى وضع من عدم وجود خيار ليس بالصدفة. ليس ظرفا عابرا يعتبر اللقاء بين الاثنين. إن تحولهما الى متنافسين لهما الفرص الاعلى يعكس روح العصر. اسرائيل تريد شخص قوي، شخص "يري الجميع"، ويكون "يهودي" مع كل ما يحمله هذا من معنى، وايضا اشكنازي.

اسرائيل لا تريد اكثر من ذلك. من المشكوك فيه اذا كان معظم المصوتين لساعر يريدون دكاكين مغلقة في ايام السبت، أو جولات مؤمنة لاولادهم في مغارة الماكفيلا. ومن المشكوك فيه اذا كان معظم المصوتين لنتنياهو يريدون تخريب الجهاز القضائي أو يحبون سلوكه الشخصي، لكنهم يريدون هذين الاثنين لأنهما يمين قوي، لأنهما سيجلبان الكرامة والفخر لشعب اسرائيل، لأنهما يمثلان قومية متطرفة، وقحة، فظة وذكورية، لا يهم ما هو ثمنها أو ما هو مغزاها.

الخطأ الاول كان انضمام اليسار الصهيوني لحكومات الوحدة مع الليكود في بداية الثمانينيات، في سعيه عديم الاحتمال لكي يكون هذا وذاك – ليبرالي وأيضا أمني، يهودي وأيضا ديمقراطي، يساري وأيضا صهيوني – والنهاية المحتمة هي أن تكون لا هذا ولا ذاك، وأن تتحول الى لا شيء. هكذا أفل اليسار الى داخل فراغ ذاته، أفول اصبح بائس أكثر فأكثر.



الضربة النهائية القاضية اوقعتها، دون أن تقصد، حركة الاحتجاج الفارغة "فقط ليس بيبي". مقعد واحد تظاهر في الشوارع في الوقت الذي فيه عشرات المقاعد توزعت بين اليمين واليمين. "سنحارب نتنياهو وكأنه لا يوجد احتلال، وسنحارب الاحتلال وكأنه لا يوجد نتنياهو"، هكذا ادعى مرة اخرى اتباع "هذا وذاك". هذا كان شعار كذبهم الاخير الذي استهدف صد النقد "التطهري".

يتسحاق لاؤور رد عليهم أول أمس في الفيسبوك "أنتم في نهاية الامر لم تحاربوا الاحتلال في أي يوم من الايام. الفلسطينيون يحاربون الاحتلال وأنتم تتجاهلونهم بشكل فظ".

سنوات من الهرب من البشرى، الاعتذار والتلعثم، الخوف وخداع النفس، سنوات "هذا وذاك" وصلت هكذا الى نهايتها: نتنياهو وساعر، يمين ويمين. الاسابيع التي بقيت على موعد الانتخابات ستكون مثيرة للشفقة: هل غادي أيزينكوت سيخلصنا؛ هل عمير بيرتس سيتركنا؟ هل رون خولدائي سيتنافس، هي ميرتس سيحصل على خمسة مقاعد أو ستة مقاعد؛ هل يائير لبيد سينضم الى حكومة ساعر – بينيت؛ ومن سيدعم إيهود باراك. إن شيئا من كل هذا غير مهم حقا، بالضبط مثلما هو السؤال الوجودي، السؤال المصيري: بيبي أم غيدي؟



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتلوا نور وأجبروا عائلته على تقليص جنازته
- هكذا يبدو المحارب من اجل الحرية
- لواء كفير الى بلفور، والاسرائيليون سيصابون بالصدمة
- إسرائيل لديها حق الفيتو في أميركا
- متى سيحطمون عندنا النصب التذكارية؟
- في إسرائيل حياة السود لا قيمة لها
- الجريمة الكبرى والأقوى في الدولة
- جندي اسرائيلي أزهق حياته عبثا، لماذا؟
- شمعة في ذكرى بطل يهودي
- ليذكر شعب اسرائيل محمد كسبة
- اسرائيل بحالة اغلاق، الفلسطينيون كانوا سيشتاقون جدا لكهذا اغ ...
- اسمحوا لنا باسقاط طفل تتدفق منه الدماء
- معارضو النظام هم وطنيون
- اليهود هم نفس اليهود
- نعم، اقتل
- ما الذي حققتموه؟
- فقط اليهودي يمكنه أن يكون اسرائيليا
- اطردوني
- عيد ميلاد حزين
- موسم قطف الزيتون الاخير في الولجة


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - بيبي أو غيدي: أفول اليسار