أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جدعون ليفي - الديمقراطية.. تهديد وجودي لإسرائيل














المزيد.....

الديمقراطية.. تهديد وجودي لإسرائيل


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 7567 - 2023 / 3 / 31 - 15:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



التهديد الأكبر الذي يواجه إسرائيل هو التهديد الديمقراطي. لا يوجد خطر على النظام في إسرائيل مثل تحوله ديمقراطياً. لا يوجد أي مجتمع يعارض الديمقراطية مثل المجتمع الإسرائيلي. يوجد عدد غير قليل من الأنظمة، التي تعارض الديمقراطية، لكن لا يوجد مجتمع حرب. في إسرائيل الشعب، صاحب السيادة، يعارض الديمقراطية. لذلك فإن النضال الحالي الذي يتفاخر بكونه فوق ديمقراطي هو حدث مقنع. هو يستهدف الحفاظ على التشبه بالديمقراطية. بالنسبة لمعظم الإسرائيليين فإن الديمقراطية الحقيقية تعني تدمير إسرائيل. هم على حق. ديمقراطية حقيقية ستؤدي إلى نهاية التفوق اليهودي الذي يسمونه صهيونية، ونهاية لدولة يسمونها يهودية وديمقراطية. لذلك فإن التهديد بالديمقراطية هو التهديد الوجودي الذي يتوحد حوله كل الإسرائيليين اليهود: إذا اتبعت هنا ديمقراطية في دولة كل مواطنيها فستحل النهاية على الديمقراطية الوهمية.

لذلك فإن قادة الاحتجاج يحرصون على الامتناع عن أي مس حقيقي بالديمقراطية؛ كي لا ينهار المشهد العبثي كبرج من الورق. ليس بسبب العنصرية أو كراهية العرب هم لا يريدون أعلام فلسطين ومتظاهرين عربا، فهم طيبون في نهاية المطاف، بل فقط من منطلق الإدراك بأن إثارة مسألة الفصل العنصري ستجعل نضالهم أمرا سخيفا.

عندما نذكر في أُذن الإسرائيليين الليبراليين والمحافظين، على حد سواء، الدولة الديمقراطية الوحيدة والتي فيها كل شخص له صوت واحد والجميع فيها متساوون، وهذا هو حجر الأساس لكل ديمقراطية، فإن الرد الفوري والمعادي يكون: "ما علاقة ذلك؟". بعدها سيقولون "هذا لم ينجح في أي مكان"؛ وفي النهاية سيقولون، "هذا تدمير لإسرائيل"، ليس أقل من ذلك. لا توجد أي دولة تحوّلها إلى ديمقراطية يساوي في نظر سكانها تدميرها. ليس هناك أي نضال من أجل الديمقراطية يتجاهل بالكامل استبدادية الدولة في الساحة الخلفية.

عند كتابة هذه السطور سمعت في الفضاء أصوات المتظاهرين أمام متحف "ارض إسرائيل" يهتفون "ديمقراطية، ديمقراطية". الادعاء ضعيف، يجب رفع الصوت، أيها الأصدقاء. وحتى لو تحققت كل طلباتكم التي لا يوجد اكثر عدالة منها فإن إسرائيل لن تتحول إلى ديمقراطية.

عندما يهتفون "ديمقراطية" بصوت أجش وبصورة تبعث على الشفقة، في حين أنه على بعد مسافة نصف ساعة في السيارة من مكان التظاهرة يختطف الجنود أشخاصا مدنيين من السرير في كل ليلة بدون أمر قضائي، وتخضع قرية كاملة لحظر التجول لأنها وقعت ضحية مذابح، وآلاف الأشخاص في الاعتقال بدون محاكمة، والأولاد يموتون كإجراء روتيني، فإنه لا يمكن قبول النفاق.

إن الأكثر فظاعة في بنود خطة ياريف ليفين هو الحلم الديمقراطي مقارنة مع نظام الاحتلال. حتى لو انتخب مركز "الليكود" وحده جميع قضاة المحكمة العليا، وتم انتخاب قاض لكل لواء فستكون المحكمة الجديدة منارة للعدالة العالمية مقابل المحاكم العسكرية. وكيف يمكن تجاهل المحاكم العسكرية عندما نناضل من اجل جهاز القضاء في إسرائيل؟ أليست جزءا من جهاز القضاء؟ هل هي فيلق من الأجانب؟ أليس منها ينبت الكثير من قضاة إسرائيل؟ أم أننا سنعود إلى كذبة وقت الطوارئ والأمر المؤقت؟

واصلوا التظاهر بقوة، افعلوا كل شيء من اجل إسقاط الحكومة السيئة هذه، لكن لا تحملوا اسم الديمقراطية عبثا، أنتم لا تحاربون من اجل الديمقراطية، أنتم تحاربون من اجل حكومة أفضل في نظركم. هذا مهم، هذا مشروع وهو يستحق التقدير. ولكن لو كنتم ديمقراطيين لكنتم ناضلتم من اجل دولة ديمقراطية، وإسرائيل ليست كذلك، وأنتم أيضا لستم هكذا. أنتم تناضلون ضد حكومة فظيعة، يجب النضال ضدها لأنها تدمر الأنسجة بسرعة كبيرة. هي تدمر حياتنا الجيدة، واقتصادنا المزدهر، والعلوم، والثقافة، وجهاز القضاء، وأيضا الجيش الأكثر تطوراً في العالم. يا للعار، يا للعار، يا للعار. يجب النضال ضدها. من أجل الديمقراطية ناضلوا عندما يكون لكم الوقت الكافي لذلك.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في المعسكرين لا توجد ديمقراطية حقيقية
- الشرطة التي تعتدي على جنازة بطلة شعبية مثل شيرين أبو عاقلة ه ...
- المحكمة العليا، فارس حقوق الانسان
- ليس -ابرتهايد في المناطق-، بل ابرتهايد
- بيبي أو غيدي: أفول اليسار
- قتلوا نور وأجبروا عائلته على تقليص جنازته
- هكذا يبدو المحارب من اجل الحرية
- لواء كفير الى بلفور، والاسرائيليون سيصابون بالصدمة
- إسرائيل لديها حق الفيتو في أميركا
- متى سيحطمون عندنا النصب التذكارية؟
- في إسرائيل حياة السود لا قيمة لها
- الجريمة الكبرى والأقوى في الدولة
- جندي اسرائيلي أزهق حياته عبثا، لماذا؟
- شمعة في ذكرى بطل يهودي
- ليذكر شعب اسرائيل محمد كسبة
- اسرائيل بحالة اغلاق، الفلسطينيون كانوا سيشتاقون جدا لكهذا اغ ...
- اسمحوا لنا باسقاط طفل تتدفق منه الدماء
- معارضو النظام هم وطنيون
- اليهود هم نفس اليهود
- نعم، اقتل


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جدعون ليفي - الديمقراطية.. تهديد وجودي لإسرائيل