أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جدعون ليفي - الاعزاء مواطني غزة, إذا لم يوجد طحين، فكلوا الدم والأكاذيب














المزيد.....

الاعزاء مواطني غزة, إذا لم يوجد طحين، فكلوا الدم والأكاذيب


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8368 - 2025 / 6 / 9 - 06:23
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الافتراء الدموي الرهيب، الذي يتضمن الدم والطحين والأكاذيب، نُقش إلى الأبد في ذاكرة الشعب اليهودي. أما الآن، فقد انقلبت الرواية إلى دم، وطحين، وأكاذيب إسرائيلية.
يمكن رؤية الدم والطحين في صورة التُقطت في غزة ونُشرت نهاية هذا الأسبوع تُظهر جثة مشوهة مغطاة بالطحين المختلط بالدم ليشكل عجينة وردية اللون مروّعة. وجه القتيل مغطى بسترة ممزقة؛ كان أحد العشرات الذين قُتلوا في مركز توزيع الطعام في غزة، الذي حوّلته قوات الجيش الإسرائيلي إلى منطقة موت أخرى.
الكذبة الكبرى
أما الأكاذيب حول الدم والطحين، فقد وزعها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي وأتباعه من الصحفيين العسكريين المطيعين – وهم معظم مراسلي الشؤون العسكرية في إسرائيل. تحقيق أجرته صحيفة هآرتس، استند إلى لقطات فيديو وشهادات شهود وتغيرات في رواية الجيش، أثبت أن الجيش الإسرائيلي مسؤول عن إطلاق النار وقتل العشرات. وتول تحقيق شبكة CNN الى نفس النتيجة، مما دحض تلك الأكاذيب واحدة تلو الأخرى. ما تبقى أمامنا إذًا هو: دم، وطحين، وأكاذيب. ولا يمكننا السكوت عنها.
في يوم الأحد الماضي، قُتل عشرات الأشخاص بالرصاص أثناء وقوفهم في طابور للحصول على الطعام. المتحدث باسم الجيش قال إن "الحادث المميت ببساطة لم يحدث!" سواء حدث أم لا، فقد قُتل ما لا يقل عن 35 شخصًا وأُصيب 170 آخرون في طابور يائس.
وفي الصباح حاول الجيش الإسرائيلي الزعم أن قواته لم تطلق النار على المدنيين بالقرب من موقع المساعدات أو داخله، لكنه اعترف بحلول المساء بأن الجنود أطلقوا "طلقات تحذيرية" على بعد نحو كيلومتر من مركز المساعدات، وأضاف أن "لا علاقة لذلك بالوفيات في المنطقة".
الإهانة للعقل
تحوّلت الأكاذيب إلى إهانة للعقل. فالمكان الذي قُتل فيه الناس كان ضمن ما تم تعريفه كمحيط للمجمع. حتى المؤسسة التي تدير المركز انضمت إلى التغطية على الحقيقة، قائلة: "هذه التقارير المزيفة تُروّج لها حركة حماس".
أي شخص تابع أحداث غزة بنية حسنة، كان يعلم منذ البداية أن الجنود هم من ذبحوا المدنيين الجائعين، ما لم يكونوا قد انتحروا جماعيًا.
منذ مقتل الصحفية الفلسطينية-الأمريكية شيرين أبو عاقلة في الضفة الغربية عام 2022، ومرورًا بمقتل 15 مسعفًا في رفح في مارس، ووصولًا إلى هذه المجزرة، بات من الواضح أن تصريحات المتحدث باسم الجيش يجب اعتبارها كاذبة حتى تثبت العكس. وهذا نادر جدًا.
عندما يتعلق الأمر بجرائم الحرب، فإن احتمال سماع كلمة صدق من الجيش الإسرائيلي، وخصوصًا في الساعات الأولى بعد وقوع الحدث – حينما يكون الوقت مثاليًا لنشر الأكاذيب – هو احتمال ضئيل، إن لم يكن معدومًا. إسرائيل ووسائل إعلامها لا تنزعج من ذلك كثيرا؛ فالجميع يفضّل العيش ضمن كذبة مريحة ومُدمِنة حول "أخلاقية الجيش".
التحقيق الذي فضح كل شيء
لكن هذه المرة لم تنجح الكذبة. فقد كان تحقيق جيريمي دايموند وزملائه صفعة قوية لأكاذيب الجيش والإعلام الإسرائيلي. نير دڤوري – اسم إسرائيلي نمطي لصحفي نمطي – كان الاحرى بك ان تذهب وتتعلم أساسيات الصحافة من دايموند. احضر على الأقل درسًا تمهيديًا لتبدأ بفهم دورك كصحفي.
حتى إيلانا ديان يمكنها أن تتعلم فصلًا من دايموند عن الصحافة الاستقصائية: فهي لا تتعلق فقط باستدرار العواطف الوطنية والعسكرية من الجمهور، خصوصًا في زمن الحرب. ولم يُعرض أي تحقيق مشابه لتحقيق CNN على التلفزيون الإسرائيلي.
قدّم دايموند 17 شهادة عيان، وتحليلًا باليستيًا للذخيرة التي وُجدت في أجساد القتلى، وتحليلًا لأصوات إطلاق النار – وكلها أثبتت أن مصدر النيران كان رشاشات آلية لا يمتلكها إلا الجيش الإسرائيلي. شهود عيان قالوا إنهم تعرضوا لإطلاق نار من دبابات، ومروحيات، وطائرات بدون طيار، ومن البحر. حتى أكثر خيال "مشرقي" تطرفًا لا يمكنه أن ينسب هذه المجزرة إلى أحد غير الجيش الإسرائيلي. لكن الجيش تجاهل الضجيج المتصاعد في الخلفية، والذي لا يُسمع إلا في الخارج، واستمر في ذبح الجائعين.
الموت من أجل الطحين
أمين خليفة، الذي زحف يوم الأحد فوق الرمال مرعوبًا من إطلاق النار، قال لشبكة CNN: "نحن نحمل طعامنا مغمورًا بالدم، نموت لنحصل على الطعام"، قُتل يوم الثلاثاء، أي بعد يومين فقط. كان في الثلاثين من عمره، وجائعًا حين مات. هذه المرة، اخترع الجيش كذبة جديدة: "الجنود شعروا بأنهم مهددون". وتم تعليق توزيع الطعام، الذي تحوّل إلى توزيع للدم، لبضعة أيام.

إذا لم يكن هناك طحين، فكلوا الدم يا أهل غزة – دمًا، وطحينًا، وأكاذيب.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القادة العسكريون الإسرائيليون لا يطيعون الأوامر فقط. كان بإم ...
- في الوقت الذي كانت فيه جنين تدفن موتاها، أطلق الجنود النار ع ...
- كيف سيتصرف رجل حماس مع مختطفينا عندما يسمع عن تنكيلنا بأسراه ...
- أتمنى النجاح لمحكمة العدل الدولية في لاهاي
- صرخت ملك: -امي، امي-، فشعرتُ بالسعادة. هل هذا جُرم؟
- بإستئنافها الحرب، قررت اسرائيل أن تتخلى عن المختطفين
- نحن على شفا كارثة تاريخية، تشمل إسرائيل أيضًا
- الديمقراطية.. تهديد وجودي لإسرائيل
- في المعسكرين لا توجد ديمقراطية حقيقية
- الشرطة التي تعتدي على جنازة بطلة شعبية مثل شيرين أبو عاقلة ه ...
- المحكمة العليا، فارس حقوق الانسان
- ليس -ابرتهايد في المناطق-، بل ابرتهايد
- بيبي أو غيدي: أفول اليسار
- قتلوا نور وأجبروا عائلته على تقليص جنازته
- هكذا يبدو المحارب من اجل الحرية
- لواء كفير الى بلفور، والاسرائيليون سيصابون بالصدمة
- إسرائيل لديها حق الفيتو في أميركا
- متى سيحطمون عندنا النصب التذكارية؟
- في إسرائيل حياة السود لا قيمة لها
- الجريمة الكبرى والأقوى في الدولة


المزيد.....




- ظاهرة كونية غامضة.. العلماء يكتشفون أقوى انفجار شهده الكون ع ...
- منتجات غير متوقعة تحسن جودة النوم
- روسيا.. ابتكار بوليمرات قادرة على الإصلاح ذاتيا
- الدفاع الروسية: طائرة مسيرة تدمر آلية قتالية بريطانية الصنع ...
- تصعيد ميداني ينهي فعالية وقف إطلاق النار في طرابلس (فيديوهات ...
- خبير روسي يوضح العلاقة بين الحطام الفضائي وتغير المناخ
- ما الدروس التي يجب تعلمها من أفغانستان والعراق؟
- ترامب يواجه معاملة عدائية من الصحافة
- هل ستحافظ الولايات المتحدة على زعامتها العالمية؟
- الإعلام الياباني: انفجار بقاعدة كادينا الجوية الأمريكية في ا ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جدعون ليفي - الاعزاء مواطني غزة, إذا لم يوجد طحين، فكلوا الدم والأكاذيب