أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - أتمنى النجاح لمحكمة العدل الدولية في لاهاي














المزيد.....

أتمنى النجاح لمحكمة العدل الدولية في لاهاي


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 7849 - 2024 / 1 / 7 - 21:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


من يرى الحرب - عديمة الجدوى - المستمرة؛ ومن يرى حجم القتل والدمار في غزة؛ من يريد وضع حد للمعاناة اللاإنسانية لأكثر من مليوني شخص - يجب عليهم أن يأملوا، في سريرتهم على الأقل، في أن تصدر محكمة العدل الدولية في لاهاي يوم الخميس أمرًا احترازيًا لوقف الحرب. ليس من السهل على الإسرائيلي أن يتمنى صدور قرار قضائي ضد دولته، قد يؤدي أيضاً إلى اتخاذ إجراءات عقابية ضدها، لكن هل هناك سبيل آخر لوقف الحرب؟

ليس من السهل أن تعرف أن من قدم الشكوى ضد دولتك هي دولة تعرف أمراً أو اثنين عن الأنظمة الظالمة والشريرة، والتي كان زعيمها المؤسس قدوة أخلاقية للعالم أجمع. ليس من السهل أن تقاضيك جنوب أفريقيا، وليس من السهل أن تُتَهَم بارتكاب جرائم إبادة شعب جماعية نفذت للوهلة الأولى على يد دولة تأسست على رماد أكبر إبادة جماعية في التاريخ.

ولم يعد من الممكن تجاهل حقيقة أن الشكوك تحوم حالياً فوق رأس إسرائيل بارتكاب أخطر الجرائم ضد الإنسانية والقانون الدولي. لم نعد نتحدث عن الاحتلال، بل نتحدث عن الفصل العنصري والترحيل والتطهير العرقي والإبادة الجماعية - ولا يوجد ما هو أسوأ من ذلك. ويبدو أنه لا توجد اليوم دولة أخرى متهمة بكل هذه الأمور. ولا يمكن دحض هذه الاتهامات بشيء، ولا حتى بمعاداة السامية. حتى لو كان بعضها مبالغًا فيه وحتى لا أساس له من الصحة، فإن اللامبالاة التي يتم التعامل معها هنا، مع إلقاء اللوم الأبدي على المتهِم إلى الأبد، ربما تكون طريقة جيدة للإنكار والقمع، ولكن ليس لتنظيف اسم إسرائيل، وبالتأكيد ليس للشفاء والتصحيح.

إن مقتل أكثر من 20 ألف شخص خلال ثلاثة أشهر، بينهم آلاف الأطفال والرضع، والتدمير الكامل لمناطق بأكملها، لا يمكن إلا أن يثير الشكوك حول وقوع إبادة جماعية. إن التصريحات غير المعقولة الصادرة عن شخصيات رئيسية حول الحاجة إلى تطهير غزة من سكانها، أو حتى القضاء عليهم، تثير شكوكا قوية حول نية تنفيذ تطهير عرقي. وتستحق إسرائيل أن تحاكم على كليهما.


لم تنطلق إسرائيل الى هذه الحرب لارتكاب جريمة إبادة شعب، لا شك في ذلك، لكنها ترتكبها فعلا، حتى من دون ان تقصدها. وكل يوم يمر في هذه الحرب، مع مئات القتلى يوميا، يعزز الشكوك. وفي لاهاي سيتعين عليهم إثبات النية مقدما، وهذا قد لا يتم إثباته. فهل هذا يعفي إسرائيل؟

إن الشك بوجود خطط للتطهير العرقي، والتي لن تتم مناقشتها في الوقت الحالي في لاهاي، هو أمر اوضح أكثر. هنا النية مكشوفة ومعلنة. إن خط الدفاع الإسرائيلي، الذي بموجبه لا يمثل وزراؤها المركزيون الحكومة، هو أمر مثير للسخرية. أشك في أن أحدا سوف يأخذه على محمل الجد. إذا كان صاحب نظرية الترحيل بتسلئيل سموتريتش لا يمثل الحكومة، فماذا يفعل فيها؟ إذا لم يُقِل بنيامين نتنياهو إيتمار بن غفير فكيف يكون رئيس الوزراء غير مذنب؟ ولكن فوق كل هذا، يخيم الجو العام في إسرائيل، والذي ينبغي أن يزعجنا أكثر مما يحدث في لاهاي. إن روح العصر تشير إلى شرعية واسعة النطاق لارتكاب جرائم حرب. إن التطهير العرقي في غزة ثم في الضفة الغربية أصبح بالفعل موضوع نقاش مع أو ضد، والقتل الجماعي لسكان غزة ليس قضية في السجال الإسرائيلي على الإطلاق.

مشكلة غزة ولدت عام 1948 على يد إسرائيل. وهي التي قامت بترحيل مئات الآلاف من الأشخاص إليها، فيما لا بد أنه كان تطهيراً عرقياً كاملاً لجنوب البلاد؛ إسألوا يجآل ألون. ولم تتبنَّ إسرائيل أبدا المسؤولية عن ذلك. والآن يطالب وزراء بإنجاز العمل في غزة أيضًا. إن الطريقة المقززة في التعامل مع مسألة "اليوم التالي"، والنقطة الأساسية فيها هي أن إسرائيل ستقرر ماذا سيكون في غزة ومن سيكون في غزة، تظهر فقط أن روح 1948 لم تمُت. هذا ما فعلته إسرائيل آنذاك، وهذا ما تريد أن تفعله مرة أخرى.


ولتقرر محكمة العدل الدولية في لاهاي ما إذا كان هذا كافيا للإدانة بارتكاب جرائم إبادة جماعية أو جرائم حرب أخرى. من وجهة نظر ضميرية، أُعطيَ الجواب بالفعل.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخت ملك: -امي، امي-، فشعرتُ بالسعادة. هل هذا جُرم؟
- بإستئنافها الحرب، قررت اسرائيل أن تتخلى عن المختطفين
- نحن على شفا كارثة تاريخية، تشمل إسرائيل أيضًا
- الديمقراطية.. تهديد وجودي لإسرائيل
- في المعسكرين لا توجد ديمقراطية حقيقية
- الشرطة التي تعتدي على جنازة بطلة شعبية مثل شيرين أبو عاقلة ه ...
- المحكمة العليا، فارس حقوق الانسان
- ليس -ابرتهايد في المناطق-، بل ابرتهايد
- بيبي أو غيدي: أفول اليسار
- قتلوا نور وأجبروا عائلته على تقليص جنازته
- هكذا يبدو المحارب من اجل الحرية
- لواء كفير الى بلفور، والاسرائيليون سيصابون بالصدمة
- إسرائيل لديها حق الفيتو في أميركا
- متى سيحطمون عندنا النصب التذكارية؟
- في إسرائيل حياة السود لا قيمة لها
- الجريمة الكبرى والأقوى في الدولة
- جندي اسرائيلي أزهق حياته عبثا، لماذا؟
- شمعة في ذكرى بطل يهودي
- ليذكر شعب اسرائيل محمد كسبة
- اسرائيل بحالة اغلاق، الفلسطينيون كانوا سيشتاقون جدا لكهذا اغ ...


المزيد.....




- هدده بأنه سيفعل بأخته ما فعل به لإسكاته.. رجل يتهم قسيسًا با ...
- مصر تفتتح أكبر مراكز بيانات -مؤمنة- في تاريخها تحتوي على كل ...
- يوتيوبر أمريكي ينجو من الموت بأعجوبة (فيديو)
- السعودية.. جدار غباري يجتاح وادي الدواسر وزوبعة ضخمة تظهر ش ...
- بوريل: لسنا مستعدين للموت من أجل دونباس
- السيسي للمصريين: علموا أولادكم البرمجة بدلا من كليات الآداب ...
- محمد صلاح.. يلمح إلى -خطورة- الأسباب وراء المشاجرة الحادة بي ...
- الزي الوطني السعودي.. الحكومة توجه موظفي الحكومة بارتدائه اع ...
- الشرطة الليبية.. ردود فعل واسعة بعد تدافع رجال أمن خلف شاحنة ...
- حمزة يوسف أول رئيس وزراء مسلم لاسكتلندا يستقيل قبل تصويت مقر ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - أتمنى النجاح لمحكمة العدل الدولية في لاهاي