أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - عار التجويع المتعمد: حرب الجوع التي تشنها إسرائيل في غزة














المزيد.....

عار التجويع المتعمد: حرب الجوع التي تشنها إسرائيل في غزة


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8413 - 2025 / 7 / 24 - 06:21
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


تسير خطة إسرائيل لتطهير قطاع غزة عرقياً بخطى سريعة، وربما حتى أفضل مما كان متوقعاً. فإلى جانب الإنجازات "الملحوظة" في القتل المنهجي والتدمير، شهدت الأيام الأخيرة تحقيق إنجاز بالغ الخطورة: بدأ التجويع المتعمد يؤتي ثماره.
تنتشر آثار هذه السياسة بسرعة، وتحصد الضحايا بأعداد لا تقل عن أولئك الذين يموتون جراء القصف. من لا يموت أثناء انتظاره للطعام، تزداد فرص موته جوعاً.
سلاح التجويع المتعمد يعمل بفعالية. لقد تجسدت "مؤسسة غزة الإنسانية"، بشكل مأساوي، قصة نجاح. لم يُقتل مئات الغزيين فقط أثناء انتظارهم في طوابير للحصول على مساعدات توزعها المؤسسة، بل هناك من لم يتمكن حتى من الوصول إلى نقاط التوزيع، ومات جوعاً. ومعظم هؤلاء من الأطفال والرضّع.
في يوم الأربعاء وحده، توفي 15 شخصاً بسبب الجوع، من بينهم ثلاثة أطفال ورضيع يبلغ من العمر ستة أسابيع. ومنذ بداية الحرب، بلغ عدد الوفيات بسبب الجوع 102، من بينهم 80 طفلاً، مع تزايد الأعداد في الأيام الأخيرة.
الصور التي تُخفى عن الرأي العام الإسرائيلي من قبل الإعلام المحلي "الإجرامي"، الذي لن يُغفر له صمته وتغاضيه عن مأساة غزة، تُشاهد في بقية أنحاء العالم. إنها صور تذكّر بصور الناجين من معسكرات الاعتقال، صور من المحرقة/الهولوكوست. إخفاؤها بمثابة إنكار لواقعها.
هياكل الأطفال الرضع، أحياء وأموات، الذين تبرز عظامهم من تحت الجلد الهزيل، وقد ذبلت عضلاتهم، وأعينهم وأفواههم مفتوحة، بوجوه هامدة.
إنهم ملقون على أرضيات المستشفيات، أو على أسرّة عارية، أو يُنقلون على عربات الحمير. إنها صور من الجحيم. في إسرائيل، يرفض كثيرون هذه الصور، ويشككون في صحتها. بينما يُبدي آخرون فرحهم وفخرهم عند رؤيتهم لأطفال يتضوّرون جوعاً. نعم، هكذا صرنا كذلك.
تحويل التجويع المتعمد إلى سلاح شرعي ومقبول بين الإسرائيليين، سواء بالدعم العلني أو باللامبالاة الباردة، هو المرحلة الأكثر شيطانية حتى الآن في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وهو أيضاً السلاح الوحيد الذي لا يمكن تبريره بأي ذريعة أو تفسير. حتى جهاز الدعاية الإسرائيلي اللامحدود لم يتمكن من تبريره. لقد أصبح التجويع وسيلة شرعية لأنه يخدم الهدف: التطهير العرقي.
يجب إدراك هذه الحقيقة ورؤية استمرار الحرب في هذا السياق. فكما تستفيد إسرائيل من القتل بالرصاص، فإنها تجني مكاسب أيضاً من الجوع الذي يفتك بمئات الأرواح. بهذه الطريقة وحدها يمكن تحويل غزة إلى مكان غير صالح للعيش، وبذلك فقط يمكن دفع سكانها لمغادرتها "طوعاً"، أولاً إلى "المدينة الإنسانية"، ومن ثم إلى ليبيا، أو إلى أي مكان آخر لا يعلمه إلا الله.
الجوع أصبح مرئياً على الجميع. الصحفيون الفلسطينيون في غزة، الذين لم يُقتلوا بعد على يد جيش الاحتلال، يقولون إنهم لم يأكلوا شيئاً منذ يومين أو ثلاثة.
حتى الأطباء الأجانب تحدثوا يوم الأربعاء عما أكلوه – أو بالأحرى ما لم يأكلوه. طبيبة كندية في مستشفى ناصر قالت إنها لم تأكل في اليومين السابقين سوى وعاء صغير جداً من العدس. هي لن تتمكن من الاستمرار في علاج المرضى والجرحى بهذه الطريقة. وهذا أيضاً يصب في مصلحة إسرائيل.
رافقت قناة الجزيرة شاباً خرج للبحث عن طعام لأطفاله. بحث طويلاً حتى عثر على كيسين من الدقيق الإسرائيلي وزجاجة زيت في أحد الأسواق. لكن السعر كان مئات الشواقل للكيس، فعاد إلى منزله خالي الوفاض، إلى أطفاله الجائعين. في الاستوديو، شرحوا المراحل الثلاث المؤدية إلى الموت جوعاً. أطفال هذا الرجل كانوا في المرحلة الثانية.
لقد حوّل التجويع المتعمد هذه الحرب إلى أبشع حروب إسرائيل، بل إلى أكثرها إجراماً. لم يحدث أن جُوّع مليونا إنسان بهذه الطريقة من قبل.
ومع ذلك، هناك ما هو أسوأ من التجويع المتعمد: اللامبالاة التي يُقابل بها هذا التجويع في إسرائيل. على بُعد ساعة ونصف فقط بالسيارة من المكان الذي مات فيه الطفل يوسف الصفدي يوم الأربعاء، بعدما فشلت أسرته في إيجاد أي بديل لحليب الرضع.
بينما كان يوسف يلفظ أنفاسه، كانت القناة 12 الإسرائيلية تعرض برنامج طبخ، وكانت نسب المشاهدة مرتفعة.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يعلن الآن ان إسرائيل لديها خطة للتطهير العرقي للفلسطينيين من ...
- إسرائيل أنقذت أطفالاً من تحت الأنقاض ذات يوم. لكنها اليوم تق ...
- غرنيكا حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة غرنيكا. غرنيكا في دير ...
- الدولة اليهودية تبني غيتو
- عبودية ألمانيا لماضيها جعلها صامتة تجاه غزة لفترة طويلة جدًا
- الفضل لمن يستحقه: نتنياهو أنهى الحرب بين إسرائيل وإيران عندم ...
- هل من المشروع قتل رئيس دولة؟
- حرب مع إيران، واستمرار القتال في غزة: إسرائيل أسد مريض، لا ن ...
- الاعزاء مواطني غزة, إذا لم يوجد طحين، فكلوا الدم والأكاذيب
- القادة العسكريون الإسرائيليون لا يطيعون الأوامر فقط. كان بإم ...
- في الوقت الذي كانت فيه جنين تدفن موتاها، أطلق الجنود النار ع ...
- كيف سيتصرف رجل حماس مع مختطفينا عندما يسمع عن تنكيلنا بأسراه ...
- أتمنى النجاح لمحكمة العدل الدولية في لاهاي
- صرخت ملك: -امي، امي-، فشعرتُ بالسعادة. هل هذا جُرم؟
- بإستئنافها الحرب، قررت اسرائيل أن تتخلى عن المختطفين
- نحن على شفا كارثة تاريخية، تشمل إسرائيل أيضًا
- الديمقراطية.. تهديد وجودي لإسرائيل
- في المعسكرين لا توجد ديمقراطية حقيقية
- الشرطة التي تعتدي على جنازة بطلة شعبية مثل شيرين أبو عاقلة ه ...
- المحكمة العليا، فارس حقوق الانسان


المزيد.....




- وصول الناشط جورج عبد الله إلى لبنان بعد اعتقاله أكثر من 40 ع ...
- إسرائيل تُكمل الحرب.. وجورج عبد الله ينتزع حريته بعد41 عاماً ...
- من سجون فرنسا إلى ساحات بيروت.. جورج عبد الله يعود منتصراً
- دژ? ش??شي پ?شو?خت? ل? ه?ر?مي کوردستان
- ??ژه??اتي ناو??است، ب?ر?وکو?؟
- فيديو بمناسبة الذكرى السنوية السابعة لتاسيس منظمة البديل الش ...
- س?بار?ت ب? ه??و?ست ل? س?ر ش?? و ئاگرب?ست
- المناضل اللبناني جورج عبد الله يتنسم الحرية بعد اعتقال دام ...
- جورج عبد الله يغادر السجن في فرنسا عائدا إلى لبنان
- عودة الناشط جورج عبد الله إلى لبنان بعد قضائه أكثر من 40 عام ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - عار التجويع المتعمد: حرب الجوع التي تشنها إسرائيل في غزة