أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - عندما مات أنس الشريف، ماتت الصحافة، وماتت الحقيقة، ومات التضامن














المزيد.....

عندما مات أنس الشريف، ماتت الصحافة، وماتت الحقيقة، ومات التضامن


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8434 - 2025 / 8 / 14 - 08:43
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


يرفض صحفيو إسرائيل أن يروا أن دولة قتلت في هذه الحرب على غزة صحفيين أكثر مما قُتل في أي نزاع آخر في التاريخ، ستوجّه أسلحتها يوما ما نحوهم أيضا.
"إذا وصلتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي... يعلم الله أنني بذلت كل جهد وكل قوة امتلكتها كي أكون سندا وصوتا لشعبي، منذ أن فتحت عيني على الحياة في أزقة وشوارع مخيم جباليا للاجئين. كان أملي أن يطيل الله عمري حتى أعود مع عائلتي وأحبتي إلى مدينتنا الأصلية، المجدل عسقلان المحتلة. لكن إرادة الله غلبت، ونُفذ قضاؤه."
لم تكن إرادة الله هي من حددت مصير الصحفي أنس الشريف يوم الأحد، مع ثلاثة صحفيين آخرين ومدنيين اثنين، في خيمة الصحافة الملاصقة لمستشفى الشفاء بمدينة غزة. لم تكن إرادة الله، بل كانت طائرة مسيّرة عسكرية إسرائيلية استهدفت الشريف، أبرز مراسلي الجزيرة خلال الحرب. لم تكن إرادة الله، بل إرادة إسرائيل في إعدامه، بزعم أنه كان يقود "خلية تابعة لحماس"، دون تقديم أي دليل يثبت ذلك.
كثيرون في العالم صدّقوا رواية الجيش، كما صدّقوا من قبل أن جيش الدفاع الإسرائيلي لم يقتل مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة في جنين عام 2022. حتى من يريد أن يصدّق أن الشريف كان قائد خلية، عليه أن يسأل: وماذا عن الخمسة الذين قُتلوا معه؟ هل كانوا نواب قائد الخلية؟ لا يمكن تصديق أي شيء يقوله جيش يقتل الصحفيين بدم بارد، أو دولة تمنع التغطية الحرة للحرب، حتى في القصص عن "قائد خلية إرهابية" من جباليا.
لم يكن استهداف إسرائيل للصحفيين الفلسطينيين في غزة ضررًا جانبيًا، بل هو استراتيجية.
من الصعب تصديق – أو ربما لم يعد شيء صعب التصديق – قلّة الاهتمام هنا بمقتل أربعة صحفيين. انقسمت الصحافة الإسرائيلية بين من تجاهل القصة، ومن نشر أن إسرائيل "صفّت إرهابيًا". وبلا أي معلومات، تجند تقريبًا الجميع ليرددوا الرواية التي أملاها عليهم الجيش الإسرائيلي، ضاربين عرض الحائط بالحقيقة، وكذلك بإظهار أي تضامن مع زميل شجاع.
الدليل الوحيد الذي قدمته إسرائيل كان صورة لأنس الشريف مع قائد حماس يحيى السنوار. وهذا – برأيهم – كافٍ للإعدام.
كان أنس الشريف أشجع مليون مرة من أي صحفي إسرائيلي، وأقل انصياعًا لخدمة دعاية دولته وشعبه من نير دفوري وأور هيلر. كان يمكنه أن يعلّم الصحفيين الإسرائيليين أبجديات المهنة.
لكن وقاحة الإعلام هنا بلا حدود: يصرخ مراسلو القنوات الإسرائيلية بأن الجزيرة شبكة دعائية، بينما هم أنفسهم قد أعطوا سمعة سيئة للدعاية القومية المتطرفة ولطمس الحقيقة في هذه الحرب.
إذا كانت الجزيرة دعاية، فما هي القناة 12 إذن؟ وماذا عن القنوات 11 و13 و14 و15؟ هل لها أي صلة بالصحافة في هذه الحرب؟
عندما ماتت الصحافة، ماتت معها الحقيقة والتضامن. أولئك الذين قتلوا في هذه الحرب صحفيين أكثر مما قُتل في أي حرب أخرى في التاريخ – 186 بحسب لجنة حماية الصحفيين في نيويورك، و263 بحسب "بتسيلم" – سيوجهون يومًا ما أسلحتهم إلينا نحن الصحفيين الإسرائيليين الذين لا نروق لهم. من الصعب فهم كيف لا يدرك الصحفيون الإسرائيليون ذلك. أو ربما يخططون لمواصلة خدمتهم المطيعة لآلة الدعاية الإسرائيلية، لأنهم يرون أن هذه هي الصحافة.
لكن هذا الأسبوع، قصف الجيش الإسرائيلي خيمة صحافة، والمشاهد التي لم تُعرض كانت مروّعة: جثث الصحفيين تُسحب من الخيمة المشتعلة، وزملاؤهم الإسرائيليون إما صفقوا أو ظلوا صامتين. يا لها من فضيحة، شخصية ومهنية. ما الذي يجعل هذا أقل صدمة من جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018؟ لأنهم لم يقطعوا جثة أنس الشريف إربًا؟
يقول أصدقاء أنس ووصيته إنه كان يعلم أنه هدف. حين بدأ الجيش الإسرائيلي في أكتوبر يهدد حياته، قالت إيرين خان، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحرية التعبير، إنها قلقة على مصيره. وأشارت إلى أن الشريف كان آخر صحفي باقٍ على قيد الحياة في شمال قطاع غزة. وهذا بالضبط سبب قتله من قبل إسرائيل. كانت آخر كلمات وصيته: "لا تنسوا غزة".



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطلق النار الإسرائيلي يخرج حرًّا – ويعود لترهيب قرية فلسطيني ...
- نتنياهو يدفع مجلس الأمن الإسرائيلي للموافقة على -أمر الإبادة ...
- الاعتراف بفلسطين مكافأة لإسرائيل، ما يجب فعله هو فرض العقوبا ...
- نكار تجويع غزة لا يقل دناءة عن إنكار الهولوكوست
- عار التجويع المتعمد: حرب الجوع التي تشنها إسرائيل في غزة
- يعلن الآن ان إسرائيل لديها خطة للتطهير العرقي للفلسطينيين من ...
- إسرائيل أنقذت أطفالاً من تحت الأنقاض ذات يوم. لكنها اليوم تق ...
- غرنيكا حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة غرنيكا. غرنيكا في دير ...
- الدولة اليهودية تبني غيتو
- عبودية ألمانيا لماضيها جعلها صامتة تجاه غزة لفترة طويلة جدًا
- الفضل لمن يستحقه: نتنياهو أنهى الحرب بين إسرائيل وإيران عندم ...
- هل من المشروع قتل رئيس دولة؟
- حرب مع إيران، واستمرار القتال في غزة: إسرائيل أسد مريض، لا ن ...
- الاعزاء مواطني غزة, إذا لم يوجد طحين، فكلوا الدم والأكاذيب
- القادة العسكريون الإسرائيليون لا يطيعون الأوامر فقط. كان بإم ...
- في الوقت الذي كانت فيه جنين تدفن موتاها، أطلق الجنود النار ع ...
- كيف سيتصرف رجل حماس مع مختطفينا عندما يسمع عن تنكيلنا بأسراه ...
- أتمنى النجاح لمحكمة العدل الدولية في لاهاي
- صرخت ملك: -امي، امي-، فشعرتُ بالسعادة. هل هذا جُرم؟
- بإستئنافها الحرب، قررت اسرائيل أن تتخلى عن المختطفين


المزيد.....




- م.م.ن.ص// أجنحة الغضب: شهداء غشت والثورة التي لا تموت
- بلاغ المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي بشأن وضعية ...
- مشروع توسعي يكشف النوايا الخبيثة للكيان الصهيوني ويمثل تهديد ...
- يساريون إسرائيليون يتظاهرون في مطار بن جوريون للمطالبة بوقف ...
- تظاهرة يسارية بمطار بن غوريون تطالب بوقف حرب غزة لإعادة الأس ...
- بلاغ حزب النهج الديمقراطي العمالي بوجدة حول تلوث المياه الجو ...
- مذكرة من النقابات المستقلة لـ “جبران” تطالب بإلغاء شرط تحديث ...
- هل كان ماركس مفكرًا اقتصاديًّا فحسب؟
- لا للفصل التعسفي.. نطالب بعودة المفصولين من معهد “هندسة الطي ...
- وقفة احتجاجية لموظفات “محو الأمية” للمطالبة بالتثبيت


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - عندما مات أنس الشريف، ماتت الصحافة، وماتت الحقيقة، ومات التضامن