أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - نتنياهو يدفع مجلس الأمن الإسرائيلي للموافقة على -أمر الإبادة-














المزيد.....

نتنياهو يدفع مجلس الأمن الإسرائيلي للموافقة على -أمر الإبادة-


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8427 - 2025 / 8 / 7 - 04:48
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


للمرة الأولى في تاريخ إسرائيل، من المقرر أن يتخذ مجلس الأمن قرارا بشأن الإبادة يوم الخميس. خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة، والتي من الواضح أن أحدا في مجلس الأمن لن يعارضها، تعني المصادقة على قتل آلاف الأشخاص، وتدمير ظروف الحياة لأكثر من مليوني شخص من "الأحياء الأموات"، وتنفيذ التدمير النهائي لشريط مزدحم ومكتظ من الأرض كان يسكنه الناس ذات يوم، لكنه لن يكون كذلك بعد الآن.
إذا تم تنفيذ هذه الخطة بالكامل، فسيُذكر يوم الخميس باعتباره اليوم الذي صدر فيه أمر الإبادة. قد يتعلم الناس عن هذا اليوم في دروس التاريخ، كما يتعلمون عن تواريخ أخرى حُدد فيها مصير شعب ما. وسُتسجل أسماء صانعي القرار في صفحات العار.
في هذه المرة، ستسقط الأقنعة الأخيرة المتبقية. لن يأخذ أحد بعد الآن الثرثرة حول "تدمير حماس" أو "تحرير الرهائن" على محمل الجد. الأمر الذي سيصدر يوم الخميس لن يكون حُكما بالإعدام على حماس، بل سيكون حُكما بالإبادة. الضحايا الأوائل سيكونون حفنة الرهائن الأحياء. ومباشرة بعدهم، سيتحدد مصير جميع المستضعفين في غزة.
إذا تبقّى أي من مقاتلي حماس في غزة، فسيكونون آخر من يعاني. فالجيش الإسرائيلي لم يخض أي اشتباكات عسكرية حقيقية معهم منذ وقت طويل.
عندما تندفع دبابات الجيش الإسرائيلي عبر أنقاض مدينة غزة، وحين تُقصف رُكام رفح بالطائرات، فإن من سيعاني هم الأطفال، وكبار السن، والنساء، والمرضى، والمبتورون، وذوو الإعاقات الذين تمكنوا من النجاة حتى الآن. لن يكون لديهم مكان يحتمون فيه من نيران المدفعية العشوائية والطائرات المسيّرة.
الأمر واضح – إسرائيل بات لديها الآن خطة للتطهير العرقي للفلسطينيين من غزة.
مقاتلو حماس، إن تبقى منهم أحد، سيظلون في مخابئهم التي لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من العثور عليها خلال 22 شهرًا. ومن غير المرجح أن يتمكن الآن. ولكن، ما الفرق الذي سيحدثه ذلك بعد الآن؟
لقد هُزمت حماس عسكريا، لكنها ازدادت قوة سياسيا. ولن تُغيّر الجولة القادمة من الحرب هذه الحقيقة الواضحة. عندما كتب الشاعر يهودا عميحاي في قصيدته "نشيد لعشية السبت" عن حرب لم تكن كافية أبدا، لا أعتقد أنه كان يتخيل مدى هذا "اللا كفاية".
لم تكن الستون ألف قتيل في غزة كافية، ولا عشرون ألف طفل فلسطيني، ولا الألف رضيع الذين قُتلوا أو ماتوا جوعا.
ولا كان ألف جندي قُتلوا كافيا. ولا معاناة الرهائن وعائلاتهم كانت كافية. ولا التدمير، ولا الجوع، ولا تهجير مئات الآلاف من الناس اليائسين من مكان إلى آخر، كانت كافية.
لم تكن كافية للحرب، ولم تكن كافية لمن أشعلوها – نتنياهو وشركاؤه، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي وضباطه. وسيتضح ذلك في مجلس الأمن يوم الخميس.
أمر اليوم للجيش سيكون: "تحرّك، تحرّك، وأنهِ". تحرّك، تحرّك، حتى يُقضى على غزة كمكان يمكن العيش فيه، لجيلٍ كامل على الأقل. وهكذا، سيُنفّذ أيضًا مخطط التطهير العرقي.
قرار يوم الخميس سيكون إيذانًا ببدء التهجير السكاني. فالمجلس الأمني الذي سيتخذ قرارا بإعادة احتلال غزة، سيتخذ أيضا قرارا بتطهيرها عرقيا.
وسيكون هذا أيضا أول قرار علني من نوعه في تاريخ إسرائيل. على عكس التطهير العرقي الذي حدث خلال النكبة عام 1948، هذه المرة لن نحتاج إلى سنوات من البحث في الأرشيفات للعثور على أمر صريح. فسيصدر يوم الخميس، حتى وإن كان بعبارات غير مباشرة.
بالنظر إلى ظروف الحياة في غزة، فإن قرار إعادة احتلالها سيضع سكانها أمام خيارين: الموت أو التهجير. وهذا بالضبط ما تسعى إليه الحكومة، بدعم من واشنطن ومن قطاع كبير من الإسرائيليين.
سيتخذ مجلس الأمن القرار بالموافقة عليه، وسيتبعه المجلس الوزاري بكامله. الضابط الشجاع في الجيش الإسرائيلي الذي سيتخلى عن رتبته بسبب الجرائم التي ستُرتكب، لم يولد بعد. وسائل الإعلام ستهلل وتُغطّي المشهد الدموي القادم، كما فعلت مع المشاهد السابقة.
السؤال الوحيد المتبقي: ماذا سيفعل العالم؟ هل سيستمر بإصدار الإدانة تلو الأخرى، و"الاعتراف" بدولة فلسطين دون أن يحرّك ساكنًا لوقف حملة الإبادة هذه؟ العالم وحده يملك القوة لإيقافها. داخل إسرائيل، لن يفعل أحد شيئًا. أما نتنياهو؟ فقد يشتاق قريبًا إلى "أيامه السعيدة" في قاعة القاضية ريفكا فريدمان-فيلدمان أثناء محاكمته.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعتراف بفلسطين مكافأة لإسرائيل، ما يجب فعله هو فرض العقوبا ...
- نكار تجويع غزة لا يقل دناءة عن إنكار الهولوكوست
- عار التجويع المتعمد: حرب الجوع التي تشنها إسرائيل في غزة
- يعلن الآن ان إسرائيل لديها خطة للتطهير العرقي للفلسطينيين من ...
- إسرائيل أنقذت أطفالاً من تحت الأنقاض ذات يوم. لكنها اليوم تق ...
- غرنيكا حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة غرنيكا. غرنيكا في دير ...
- الدولة اليهودية تبني غيتو
- عبودية ألمانيا لماضيها جعلها صامتة تجاه غزة لفترة طويلة جدًا
- الفضل لمن يستحقه: نتنياهو أنهى الحرب بين إسرائيل وإيران عندم ...
- هل من المشروع قتل رئيس دولة؟
- حرب مع إيران، واستمرار القتال في غزة: إسرائيل أسد مريض، لا ن ...
- الاعزاء مواطني غزة, إذا لم يوجد طحين، فكلوا الدم والأكاذيب
- القادة العسكريون الإسرائيليون لا يطيعون الأوامر فقط. كان بإم ...
- في الوقت الذي كانت فيه جنين تدفن موتاها، أطلق الجنود النار ع ...
- كيف سيتصرف رجل حماس مع مختطفينا عندما يسمع عن تنكيلنا بأسراه ...
- أتمنى النجاح لمحكمة العدل الدولية في لاهاي
- صرخت ملك: -امي، امي-، فشعرتُ بالسعادة. هل هذا جُرم؟
- بإستئنافها الحرب، قررت اسرائيل أن تتخلى عن المختطفين
- نحن على شفا كارثة تاريخية، تشمل إسرائيل أيضًا
- الديمقراطية.. تهديد وجودي لإسرائيل


المزيد.....




- في ذكرى هيروشيما وناغازاكي- تحذير مستخلص من التاريخ: ”هذا م ...
- من أجل تجاوز مغرب بسرعتين: مغرب الرأسماليين ومغرب الكادحين- ...
- إجلاء موظفي سفارة کيان الاحتلال في اليونان بسبب الاحتجاجات ا ...
- بعد «الربيع العربي»… صيف الاحترار الأقصى
- حزب النهج الديمقراطي العمالي يدعو إلى تصعيد وتوحيد النضال لم ...
- «الديمقراطية» تحذر من خطورة قرار اجتياح كل القطاع وإحتلاله ع ...
- -أوديسة- كريستوفر نولان تُغضب البوليساريو بعد التصوير في الد ...
- تسقط حكومة قطع الأرزاق.. متضامنون مع هشام البنا
- تجويع غزة.. حين يتساوى الميسورون والفقراء
- قانون طرد المستأجرين: لا بديل عن التنظيم الشعبي للدفاع عن ال ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - نتنياهو يدفع مجلس الأمن الإسرائيلي للموافقة على -أمر الإبادة-