أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - مكان ترامب هو المحكمة الجنائية الدولية، لا حفل جائزة نوبل














المزيد.....

مكان ترامب هو المحكمة الجنائية الدولية، لا حفل جائزة نوبل


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8445 - 2025 / 8 / 25 - 06:54
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الرئيس الأميركي يحلم، كما يُقال، بأن يُمنح جائزة نوبل للسلام في أوسلو؛ لكن المكان المناسب له هو المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. لا يوجد أي شخص غير إسرائيلي يتحمّل قدراً من المسؤولية عن حمّام الدم في غزة مثل دونالد ترامب. لو أراد، كان بإمكانه ـ هو وحده ـ أن يُنهي بهذه الحرب المروعة وقتل الأسرى الإسرائيليين عبر مكالمة هاتفية واحدة.
لكنه لم يفعل. لم يتصل ترامب فقط، بل يواصل تمويل وتسليح ودعم آلة الحرب الإسرائيلية وكأن شيئاً لا يحدث. إنه آخر مشجّع متبقٍّ لها. الأسبوع الماضي، وصف قائد إسرائيل الأعلى، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بأنه "بطل حرب". وسارع ترامب إلى أن ينسب إلى نفسه هذا الشرف المشكوك فيه، مضيفاً: "أظن أنني أنا أيضاً كذلك"، بطريقته المعهودة في التواضع.
الرئيس الأميركي يعتقد أن من يرتكب إبادة جماعية في غزة هو بطل. ويعتقد أيضاً أن من يطلق القاذفات من مكتبه في عملية خاطفة، بلا مخاطرة، ضد إيران، هو بطل. هذه هي عقلية أقوى رجل في العالم.
الربط بين ترامب وجائزة نوبل للسلام يُحوِّل الليل إلى نهار، والكذب إلى حقيقة، ومُرتكب أبشع حرب في هذا القرن إلى مزيج من مارتن لوثر كينغ جونيور والدالاي لاما، وكلاهما نال الجائزة. ترامب ونيلسون مانديلا في قارب واحد! لا حدود للسخرية الفجّة، وكل ذلك على حسابنا.
إذا كان نتنياهو وترامب يستحقان جائزة، فهي تلك التي لم تُنشأ بعد لحسن الحظ: "جائزة الإبادة الجماعية".
تقريرين صادمين صدرا الجمعة لم يتركا مجالاً للشك في الطبيعة الإبادية لهذه الحرب. مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل لانعدام الأمن الغذائي (IPC) ـ وهي السلطة العالمية الأولى في أزمات الغذاء والمدعومة من الأمم المتحدة ـ أكدت أن أكثر من نصف مليون إنسان في مدينة غزة وضواحيها يواجهون ظروف مجاعة كارثية في أعلى مستوياتها. في هذه الأثناء، يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لغزو هذه المدينة الجائعة، وترامب يمنح هذا الغزو الوحشي الضوء الأخضر والدعم الدولي والسلاح.
في الوقت نفسه، كشفت مجلة +972 الإسرائيلية وموقعها الشقيق بالعبرية "سيخا ميكوميت"، إلى جانب صحيفة الغارديان البريطانية، عن قاعدة بيانات استخباراتية عسكرية إسرائيلية تشير إلى أن 83% من الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي حتى الآن كانوا مدنيين ـ وهي نسبة مرتفعة جداً حتى مقارنة بالحروب الأكثر فظاعة مثل البوسنة والعراق وسوريا. واحد فقط من كل ستة فلسطينيين قُتلوا كان مقاتلاً، وفق بيانات الجيش الإسرائيلي نفسه. خمسة من كل ستة كانوا مدنيين أبرياء، أغلبهم نساء وأطفال. كما اشتبهنا، كما علمنا: إنها إبادة جماعية. وأميركا تقف خلفها.
ترامب شارك في هذه الحرب، لكنه ما زال يجرؤ أن يحلم بجائزة نوبل للسلام. الرأي العام الأميركي ثابت، وكذلك الرئيس. مكالمة واحدة من البيت الأبيض كفيلة بوقف المجزرة، لكن لا مؤشر حتى الآن على أنه سيفعل. ورغم امتلاكه جهازاً استخباراتياً ضخماً يضم 16 وكالة بميزانيات هائلة، قال ترامب إنه شاهد على التلفاز أن هناك "مجاعة حقيقية" في غزة.
لكن فيما يبدو أن شاشة ترامب لم تصدمه بما يكفي ليُنفِّذ عملية الإنقاذ الوحيدة التي يمكن ويجب على أميركا القيام بها: إلزام إسرائيل بوقف فوري وكامل لإطلاق النار. إسرائيل نتنياهو لا تستطيع تحدي رعب العالم. ومع ذلك، يفعل ترامب كل ما بوسعه لمنع الدول الأخرى من فرض عقوبات على إسرائيل لوقف الإبادة. أوروبا غاضبة، لكنها مشلولة بخوفها منه، وكذلك المنظمات الدولية.
السياسي اليهودي الأميركي ووزير في الحكومة الإسرائيلية، رون ديرمر، تمكّن من خداع البيت الأبيض وأجهزته الاستخباراتية الستة عشر، حتى ظنّوا أن الدم مطر، بل مطر مُبارك لأميركا. والنتيجة: أن مهندس خطة "ريفييرا غزة"، الرئيس الأميركي، أصبح كاهانيّاً مُعلناً. ويريد جائزة نوبل للسلام من أجل ذلك.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «من يهتم بأطفال غزة الآن»، هكذا صرح الجنرال -المعتدل- في الج ...
- في معركة عقربا، المستوطنون الإسرائيليون لا يرحمون الأرض الفل ...
- عندما مات أنس الشريف، ماتت الصحافة، وماتت الحقيقة، ومات التض ...
- مطلق النار الإسرائيلي يخرج حرًّا – ويعود لترهيب قرية فلسطيني ...
- نتنياهو يدفع مجلس الأمن الإسرائيلي للموافقة على -أمر الإبادة ...
- الاعتراف بفلسطين مكافأة لإسرائيل، ما يجب فعله هو فرض العقوبا ...
- نكار تجويع غزة لا يقل دناءة عن إنكار الهولوكوست
- عار التجويع المتعمد: حرب الجوع التي تشنها إسرائيل في غزة
- يعلن الآن ان إسرائيل لديها خطة للتطهير العرقي للفلسطينيين من ...
- إسرائيل أنقذت أطفالاً من تحت الأنقاض ذات يوم. لكنها اليوم تق ...
- غرنيكا حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة غرنيكا. غرنيكا في دير ...
- الدولة اليهودية تبني غيتو
- عبودية ألمانيا لماضيها جعلها صامتة تجاه غزة لفترة طويلة جدًا
- الفضل لمن يستحقه: نتنياهو أنهى الحرب بين إسرائيل وإيران عندم ...
- هل من المشروع قتل رئيس دولة؟
- حرب مع إيران، واستمرار القتال في غزة: إسرائيل أسد مريض، لا ن ...
- الاعزاء مواطني غزة, إذا لم يوجد طحين، فكلوا الدم والأكاذيب
- القادة العسكريون الإسرائيليون لا يطيعون الأوامر فقط. كان بإم ...
- في الوقت الذي كانت فيه جنين تدفن موتاها، أطلق الجنود النار ع ...
- كيف سيتصرف رجل حماس مع مختطفينا عندما يسمع عن تنكيلنا بأسراه ...


المزيد.....




- م.م.ن.ص// تعزية في وفاة المناضل عزيز المنبهي
- فلتتضافر كل الجهود لوقف الإبادة الجماعية والتجويع في غزة ومن ...
- تونس: حزب العمال يستقبل وفدا عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ...
- لنقف بحزم ضد عسكرة المدن والقمع السياسي
- با ل?ب?اوان? دژ ب? ميلتاريز?کردني شار?کان و س?رکوتي سياسي بو ...
- مظاهرات حاشدة في أستراليا دعماً للفلسطينيين، وغانتس يدعو لتح ...
- عائلتي الشهيدين الدريدي وبلهواري: تعزية في وفاة المناضل الكب ...
- ستوكهولم.. مئات المتظاهرين ينددون بخطة إسرائيل لاحتلال كامل ...
- م.م.ن.ص// الرفيق: المفهوم، المضمون، والوجود الثوري
- -كان ديكتاتورا-.. عمرو موسى يشعل ضجة بانتقاده جمال عبدالناصر ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - مكان ترامب هو المحكمة الجنائية الدولية، لا حفل جائزة نوبل