أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - «من يهتم بأطفال غزة الآن»، هكذا صرح الجنرال -المعتدل- في الجيش الإسرائيلي














المزيد.....

«من يهتم بأطفال غزة الآن»، هكذا صرح الجنرال -المعتدل- في الجيش الإسرائيلي


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8438 - 2025 / 8 / 18 - 04:47
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ينبغي أن نشكر الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل، أهارون حاليفا، على "وثيقة حاليفا" التي بثّها قبل أيام التلفزيون الإسرائيلي (القناة 12). الجميع مشغول الآن بتحليل القصة والتعليق على ما تسرّب من نميمة، لكن القضية الجوهرية تم طمسها من قبل مدّعي المعرفة البائسين الذين عرضوا هذه القصة. اللواء حاليفا كشف الحقيقة عن التيار السائد، ليس في الجيش فحسب، بل في المجتمع الإسرائيلي عامة.

إنه بالتحديد حاليفا، الذي يُعتبر إلى حد ما بطلاً لمعسكر الوسط–اليسار، من يرسم صورة الجنرال الإبادي. فهو ينأى بنفسه عن بتسلئيل سموتريتش، ويسخر من إيتمار بن غفير، ويهاجم نتنياهو بلا تحفظ، باعتباره جنرالاً "مستنيراً وتقدمياً". لكنه يفكر ويتحدث بالضبط مثلهم.

في نهاية المطاف، هم جميعاً دعاة إبادة. الفارق الوحيد هو بين من يعترفون بذلك ومن ينكرونه. وفي المعسكر "المستنير" الذي يزهو بنفسه وينتمي إليه حاليفا، ظهر أنه من القلائل الذين يعترفون: نحن بحاجة إلى إبادة جماعية كل بضع سنوات؛ قتل الشعب الفلسطيني أمر مشروع، بل ضروري.

هكذا يتحدث جنرال "معتدل" في الجيش الإسرائيلي. فهو ليس مثل المتطرفين دافيد زيني أو باراك هيرام. ليس متديناً ولا مسيحانياً، بل مجرد شاب لطيف من حيفا ومن حي تساهالا الراقي في تل أبيب.

على مدى 40 دقيقة، أطلق حاليفا كلاماً عن الثقافة التنظيمية والسياسية الفاسدة هنا، قبل أن يصل إلى جوهر المسألة: قتل 50 ألف إنسان كان "ضرورياً". إبادة جماعية كإرث للأجيال القادمة.

"مقابل كل قتيل في 7 تشرين الأول، كان يجب أن يموت 50 فلسطينياً. لا يهم إن كانوا أطفالاً. أنا لا أتكلم بدافع الانتقام، بل أوجّه رسالة للأجيال القادمة. لا يوجد ما يمكن فعله؛ هم بحاجة إلى نكبة بين الحين والآخر كي يشعروا بالثمن." بوم.

المذيع داني كوشمارو والمراسلان يارون أفرهام ونير دفوري تجاهلوا هذه "التعليقات التافهة"، فهي بالنسبة لهم بديهيات. عندما يتحدث مدير الاستخبارات العسكرية الليبرالي بهذه الطريقة، فهذا يعني نهاية الجدل حول ما إذا كانت هناك إبادة في غزة أم لا، وكذلك نهاية الجدل حول أهداف هذه الحرب. فمنذ بدايتها وحتى نهايتها البعيدة كانت حرب إبادة.

وهذا يشمل عبارة "لا يهم إن كانوا أطفالاً" أيضاً. الشخص نفسه الذي تحدث ذات مرة بحساسية عن الأمهات اللواتي ينمن مطمئنات لأن أبناءهن ليسوا في الحرب، مقابل الأمهات اللواتي لا ينعمن بالنوم لأن أبناءهن في غزة، أصبح الآن يدعو بلا مبالاة إلى قتل الأطفال.

الأمهات الفلسطينيات لم يعد لديهن وسائد؛ جزء كبير منهن لم يعد لديهن أبناء أيضاً. لكن بالنسبة لحاليفا، الأطفال لم يعودوا مهمين. هكذا يتحدث الجنرال الذي سبق أن مدحته رايا يارون–كرميلي، الناطقة باسم حركة "مخسوم ووتش" المناهضة للحرب.

فقد روت أنه حين كان قائداً لواءً في الضفة الغربية، زار حاليفا حاجزاً يُسمّى "حاجز الأطفال" وقال للجنود هناك أن يتصرفوا باحترام (هآرتس بالعبرية، 1 أيار 2024). لم يكن ينقصه سوى توزيع الحلوى من جيبه. والآن: "لا يهم إن كانوا أطفالاً."

وإذا لم تكن كلمات الجنرال كافية، يمكن العثور على دليل داعم آخر، لا يقل إقناعاً، في كلمات زوجة رئيس الأركان يوم 7 تشرين الأول. فقد قالت شارون حاليفي في بودكاست إن زوجها غادر البيت في ذلك الصباح ومعه التفلّين، ووعدها قائلاً: "غزة ستُدمّر." وكان ذلك صباح 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

ماذا يفعل المرء مع جيش قادته يعترفون بأنهم خاضوا حرب إبادة؟ كيف يمكن العيش مع فكرة أن الإبادة كانت الهدف الحقيقي والأصلي لهذه الحرب؟ ليس أي إبادة، بل إبادة تُرتكب كل بضع سنوات؟

لا، حاليفا، ذنبك في 7 تشرين الأول يتضاءل أمام مسألة أخرى. نعم، حذّرت، وربما لم تحذّر. لكنك كرّست كل سنواتك لفكرة حكم شعب آخر بالقوة الوحشية، والآن تقول إننا بحاجة إلى إبادة كل بضع سنوات.

ولهذا يجب أن تُرسل إلى لاهاي.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في معركة عقربا، المستوطنون الإسرائيليون لا يرحمون الأرض الفل ...
- عندما مات أنس الشريف، ماتت الصحافة، وماتت الحقيقة، ومات التض ...
- مطلق النار الإسرائيلي يخرج حرًّا – ويعود لترهيب قرية فلسطيني ...
- نتنياهو يدفع مجلس الأمن الإسرائيلي للموافقة على -أمر الإبادة ...
- الاعتراف بفلسطين مكافأة لإسرائيل، ما يجب فعله هو فرض العقوبا ...
- نكار تجويع غزة لا يقل دناءة عن إنكار الهولوكوست
- عار التجويع المتعمد: حرب الجوع التي تشنها إسرائيل في غزة
- يعلن الآن ان إسرائيل لديها خطة للتطهير العرقي للفلسطينيين من ...
- إسرائيل أنقذت أطفالاً من تحت الأنقاض ذات يوم. لكنها اليوم تق ...
- غرنيكا حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة غرنيكا. غرنيكا في دير ...
- الدولة اليهودية تبني غيتو
- عبودية ألمانيا لماضيها جعلها صامتة تجاه غزة لفترة طويلة جدًا
- الفضل لمن يستحقه: نتنياهو أنهى الحرب بين إسرائيل وإيران عندم ...
- هل من المشروع قتل رئيس دولة؟
- حرب مع إيران، واستمرار القتال في غزة: إسرائيل أسد مريض، لا ن ...
- الاعزاء مواطني غزة, إذا لم يوجد طحين، فكلوا الدم والأكاذيب
- القادة العسكريون الإسرائيليون لا يطيعون الأوامر فقط. كان بإم ...
- في الوقت الذي كانت فيه جنين تدفن موتاها، أطلق الجنود النار ع ...
- كيف سيتصرف رجل حماس مع مختطفينا عندما يسمع عن تنكيلنا بأسراه ...
- أتمنى النجاح لمحكمة العدل الدولية في لاهاي


المزيد.....




- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- دعوة للمشاركة في بناء الجبهة الوطنية الشعبية…. أطلقها الرفيق ...
- بمشاركة الفصائل الفلسطينية.. حماس تتسلم مقترحاً مصرياً قطريا ...
- اليسار خارج المنافسة في الجولة الثانية من رئاسيات بوليفيا
- بيان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني
- ثالوث الهيمنة: الرأسمالية المتوحشة والأبوية والشعبوية ضدّ تح ...
- محذرًا من تكرار مآسي 7 أكتوبر..نتنياهو: التظاهرات المطالبة ب ...
- استمرار المواجهات بين المتظاهرين والشرطة في صربيا لليلة الخا ...
- تأسيس الحركة السودانية للتحرر الوطني (1946-1947)
- سوريا ـ مئات المتظاهرين في السويداء يطالبون بـ-حق تقرير المص ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - «من يهتم بأطفال غزة الآن»، هكذا صرح الجنرال -المعتدل- في الجيش الإسرائيلي