أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - علينا أن نرحّب بالتدخّل الدولي في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني














المزيد.....

علينا أن نرحّب بالتدخّل الدولي في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8494 - 2025 / 10 / 13 - 07:51
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


إن الادعاء بأن هذا تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية لإسرائيل هو، بطبيعة الحال، هراء محض. فمصير الشعب الفلسطيني ليس مسألة داخلية إسرائيلية، بل ليس شأنًا إسرائيليًا على الإطلاق. فالعالم لا يملك فقط الحق في تقديم العون له، بل عليه واجب القيام بذلك.

إليكم بعض الأخبار السارة: هناك احتمال أن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني على وشك أن يشهد تدويلا دراماتيكيا. وفي حاضرٍ ينذر مستقبله بالشر، لا يمكن أن تكون هناك أنباء أفضل من ذلك. يجب إنقاذ الفلسطينيين من القبضة الإسرائيلية الأبدية، ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا من خلال التدويل.
بعدما اقترفته إسرائيل اخيرا في غزة والضفة الغربية، لم يعد من الممكن ترك مصير الفلسطينيين بيدها. الخبر المذهل بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيعقد هذا الأسبوع قمة في مصر مع زعماء عرب، في غياب إسرائيل، لمناقشة مستقبل غزة، هو مؤشر مُبشر. وربما، فقط ربما، سيتحرر الفلسطينيون أخيرا من تحت الحذاء الإسرائيلي الذي يضغط على أعناقهم.
بدأ الأمر باتفاق إطلاق سراح الرهائن. فالتظاهرات الحازمة والمثيرة للإعجاب في إسرائيل للمطالبة بإطلاقهم لم تؤثر على الحكومة ولا على من يقودها، لكنها كانت نقطة تحول في البيت الأبيض.
لقد أثرت المظاهرات، والتصريحات، والأهم من ذلك لقاءات الرئيس بعائلات الرهائن، في قلب الرئيس القاسي النرجسي على نحوٍ معجز، ودفعته إلى التحرك. وفجأة تبيّن أن ساحة النضال الفاعلة الحقيقية هي تلك التي تُخاض في الخارج.
هذه دروس مهمة للمستقبل: قبل أن نوجّه اللوم لكل من يحتجّ أو يقاوم أو يناضل أو يعبّر عن آراء "هدّامة" في الخارج، يجب أن ندرك أن الساحة الوحيدة التي يمكن أن يُحدث فيها تغيير حقيقي اليوم هي الساحة الدولية. فمنها وحدها يمكن أن تخرج بوادر الأمل.
لم يعد هناك أي احتمال لأن يُخرج الإسرائيليون أنفسهم من الهاوية الأخلاقية التي انزلقوا إليها، أو أن يستيقظوا يوما ما ليقولوا: دعونا نُنهي نظام الفصل العنصري والاحتلال والسيطرة الخبيثة على شعبٍ آخر.
من يرغب في محاربة هذه الظواهر عليه أن يركّز جهوده في الخارج. فهناك، سيجد ليس فقط آذانًا أكثر إصغاءا، بل أيضًا فرصا للفعل. وحين تقود الرأيَ العام حكوماتٌ أكثر استعدادا للانخراط في هذا النضال، سيولد الأمل من جديد.
إن الادعاء بأن هذا تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية لإسرائيل هو، بطبيعة الحال، هراء محض. فمصير الشعب الفلسطيني ليس مسألة داخلية إسرائيلية، بل ليس شأنًا إسرائيليًا على الإطلاق. والعالم لا يملك فقط الحق في تقديم العون له، بل عليه واجب القيام بذلك، لأن الفلسطينيين عاجزون أمام آلة الاحتلال الإسرائيلية.
إن تدويل القضية سيُدخل قوى جديدة إلى معادلة المحتل والمُحتل، وهو الأمر الوحيد القادر على قلب موازينها.
ما يُسمى بـ"اتفاق الرهائن" يتضمن، في وصفه المضلِّل، خطوةً أولى نحو إدخال قدم العالم في باب هذا الصراع. وإذا حدث غير المتوقع ونُفّذت البنود اللاحقة من الاتفاق، فإن العالم سيكون في الداخل.
والتصريحات المعلنة مشجعة أيضا: فالعالم سيدخل قطاع غزة عبر تقديم المساعدات، وعبر إعادة الإعمار، وحتى من خلال قوات عسكرية ستحل محل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
حتى الآن، وبعد كل هجوم دوري يشنّه الجيش الإسرائيلي على غزة، كان ينسحب تاركا القطاع لمصيره حتى يحين موعد الغزو التالي، الذي يكون دائما أكثر وحشية من سابقه. أما الآن، فثمة قوة أخرى يُفترض أن تملأ الفراغ في غزة. إن شاء الله.
نأمل أن ينجح هذا المشروع التجريبي في غزة بحيث يجلب قوات أجنبية إلى الضفة الغربية أيضا، لإعادة النظام والقانون إلى تلك الأرض التي يسودها انعدام القانون، بينما تحل محل الجيش الأجنبي الذي يسيطر على المنطقة حاليا – أي جيش الاحتلال الإسرائيلي. وأي خطوة أخرى ستُفشلها إسرائيل والمستوطنون.
تخيلوا فقط: جنودا أوروبيين وأميركيين يحمون الرعاة في الضفة الغربية من عنف المستوطنين، وقوات سلام تمنع الجيش الإسرائيلي من اقتحام البيوت ليلاً لاعتقال الناس من أسرّتهم، كما يحدث الآن. جنودًا من دول العالم يزيلون مئات الحواجز المنتشرة في الضفة، ويساعدون في بناء واقعٍ أكثر عدلا.
هل يبدو ذلك ضربًا من الهذيان؟ بالتأكيد. لكن في عشية إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والفلسطينيين الأسرى والمخطوفين، لا بد من الحلم. وستكون فرحتنا بإطلاق سراحهم أعظم إن علمنا أن هناك استمرارا، وأن أفظع الحروب ستنتهي بما هو أكثر من مجرد "صفقة رهائن". الكرة الآن في ملعب ترامب. قد نذهب بعيدا على أجنحة غروره الكبير – على الأقل في أحلامنا.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الإفراط في الحداد واللامبالاة تجاه كارثة غزة: عبادة المو ...
- لا تبكوا على الحليب المسكوب، بل على الدم المسفوك: أجيال ستمر ...
- نتنياهو، إذا كان قتل 20,000 طفل في غزة امرا «خيرا» — فما هو ...
- اعتراف بلا إنقاذ: الهدية الجوفاء التي يقدمها العالم للفلسطين ...
- سكان مخيم جنين للاجئين ظنوا أن قوات الجيش الإسرائيلي قد غادر ...
- أيّ حياة تنتظر ستة أطفال وُلدوا في غزّة هذا الأسبوع؟
- لا مكان لإسرائيل في مسابقة اليوروفيجن وهي ترتكب الفظائع في غ ...
- كوخ استيطاني جديد ظهر في الخليل. ما تلاه أكد أسوأ مخاوف الجي ...
- الليبراليون الإسرائيليون مذهولون من احتمال أن يعاملهم رئيس ا ...
- الجيش الإسرائيلي لا يمكنه أن يغطي بقبعاته السوداء جرائمه في ...
- معظم حركة الاحتجاج في إسرائيل لا تهتم إلا بحياة رهائن غزّة – ...
- «جنرال سفك الدماء» في الضفة الغربية هو الوجه الأخلاقي لإسرائ ...
- مكان ترامب هو المحكمة الجنائية الدولية، لا حفل جائزة نوبل
- «من يهتم بأطفال غزة الآن»، هكذا صرح الجنرال -المعتدل- في الج ...
- في معركة عقربا، المستوطنون الإسرائيليون لا يرحمون الأرض الفل ...
- عندما مات أنس الشريف، ماتت الصحافة، وماتت الحقيقة، ومات التض ...
- مطلق النار الإسرائيلي يخرج حرًّا – ويعود لترهيب قرية فلسطيني ...
- نتنياهو يدفع مجلس الأمن الإسرائيلي للموافقة على -أمر الإبادة ...
- الاعتراف بفلسطين مكافأة لإسرائيل، ما يجب فعله هو فرض العقوبا ...
- نكار تجويع غزة لا يقل دناءة عن إنكار الهولوكوست


المزيد.....




- الصين والإبادة الجماعية في غزة: نأي إستراتيجي
- لقاء تشي غيفارا مع ارنست ماندل
- انبعاث اليسار الجذري والسياسة العمالية
- معادلة أبو بكر الجامعي المستعصية عن الحل
- الحركة الشيوعيّة المصريّة: تاريخ من الفرص الضائعة
- بلاغ صحفي للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- إسرائيل، لا الصهيونية ولا دولتها قابلة للإصلاح
- نضالات جيل- زد212: ماذا بعد خطاب الملك؟
- بلاغ إخباري للمكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- كلمة الميدان: العدالة ومحاكمة مجرمي الحرب في السودان


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - علينا أن نرحّب بالتدخّل الدولي في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني