أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - معظم حركة الاحتجاج في إسرائيل لا تهتم إلا بحياة رهائن غزّة – لا بحياة الفلسطينيين














المزيد.....

معظم حركة الاحتجاج في إسرائيل لا تهتم إلا بحياة رهائن غزّة – لا بحياة الفلسطينيين


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8451 - 2025 / 8 / 31 - 09:58
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لمواجهة الشرّ المطلق، يجب التمسك بالإنسانية المطلقة، وهي شبه غائبة في إسرائيل. فلو كانت الحركة الاحتجاجية أخلاقية بحق، لجعلت همّها الرئيسي النضال ضد الإبادة الجماعية، إلى جانب حملتها من أجل إطلاق سراح الرهائن.
إسرائيل تُقاد اليوم بحكومة قاسية ورئيس وزراء عديم القلب، لم يسبق أن شهدنا مثلهما هنا. حياة البشر – سواء كانوا من الغزيين أو الرهائن أو الجنود – لا تهم هذه الحكومة. فهي تذبح سكّان غزة وتهمل الرهائن والجنود بنفس البرود.
في مقابلها، توجد حركة صغيرة خارج البرلمان، إنسانية وجريئة، ترى قيمة متساوية في حياة كل إنسان.
وبين هذه القلّة وذلك الحكم الشرير، تقف كتلة الوسط. معظمها يحتج على التلاشي المتزايد للإنسانية والخداع الذي تمارسه الحكومة. أناس هذا المعسكر يُصدمون بكل مقطع فيديو، ويفقدون النوم قلقاً على مصير الرهائن الهزال والجنود القتلى. لكن عندما يسمعون عن مجزرة مروّعة في مستشفى، يتثاءبون غير مكترثين.
هؤلاء أفضل من الحكومة ومؤيديها. فهم أكثر إنسانية ويُبدون تضامناً، لكن بشكل انتقائي فقط. لا وجود لما يُسمى "نصف أخلاق". فالأخلاق المزدوجة ليست أخلاقاً، وكذلك "نصف الأخلاق". بل هي نقيض الأخلاق الحقيقية. هكذا هو حال هذا المعسكر: يقلقون على حياة 20 رهينة، بينما يتجاهلون حقيقة أن دولتهم تقتل في المعدّل 20 إنساناً بريئاً كل ساعة.
بالنسبة لهم، تتوقف الإنسانية عند حدود الجنسية. يبذلون المستحيل لإنقاذ أي إسرائيلي، لكنهم يغضّون الطرف بلا اكتراث عن الفلسطيني، الذي يكون مصيره غالباً أسوأ بكثير. يستشيطون غضباً من قسوة بنيامين نتنياهو، لكن قلوبهم الباردة لا تقلّ عنه قسوة. فعندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين، يظهر منهم نفس الشرّ والقسوة.
من الصعب فهم هذه الظاهرة، التي بلغت ذروتها في هذه الحرب. كيف يمكن أن يُصدم المرء من رؤية الرهينة الجائع "إفياتار دافيد" ثم يهزّ كتفيه – أو حتى يبتهج – لمشاهد القتل في طوابير الطعام؟ كيف يمكن أن يُفجع بمقتل عائلة بيباس، ولا يهتم بمقتل ألف رضيع و19 ألف طفل قضوا بنيران الجيش الإسرائيلي، أو بأربعين ألف يتيم في غزة؟
كيف يمكن أن يفقد النوم قلقاً من أنفاق حماس، بينما لا يكترث بما يجري في مراكز الاعتقال مثل سديه تيمان أو مجيدو؟ كيف يمكن أن يطالب بزيارات الصليب الأحمر للرهائن، وهو يعرف أن إسرائيل تمنع تلك الزيارات عن آلاف الفلسطينيين المختطفين؟
من الطبيعي أن يقلق المرء أولاً على أبناء شعبه. لكن إظهار لا مبالاة كاملة تجاه أبناء الأمة الأخرى، الذين يُذبحون بعشرات الآلاف وتُدمَّر بلادهم أمام أعيننا وبأيدينا نحن، يحوّل كثيرين من "الطيبين" في تظاهرات "كابلان" و"ساحة الرهائن" إلى أشخاص منزوعي الإنسانية.
بالنسبة لهم – وبعضهم يقولها صراحة – يجب على إسرائيل أن تفعل المستحيل لإطلاق سراح الرهائن، وبعدها تستطيع أن تعود للحرب والإبادة والتطهير العرقي. المهم هو إطلاق الرهائن. لكن هذا ليس أخلاقاً ولا إنسانية. هذا قومية متطرفة بائسة.
رؤية البشر – الأطفال، ذوي الإعاقة، الشيوخ، النساء، والضعفاء – كغبار، وقتلهم وتجويعهم كأمر مشروع، واعتبار ممتلكاتهم بلا قيمة وكرامتهم غير موجودة – هو تماماً ما يفعله نتنياهو وبن غفير وسموتريتش.
لمواجهة الشرّ المطلق، يجب التمسك بالإنسانية المطلقة، وهي شبه معدومة في إسرائيل. الاحتماء الرمزي بشريط أصفر على باب السيارة، والتظاهر بالاهتمام بالرهائن، ليسا ملجأً ولا يشكلان أخلاقاً. حتى متطرف قومي فارغ مثل الصحفي ألموغ بوكر، الذي يعتقد أن "لا أبرياء في غزة"، يريد إطلاق الرهائن. لكن هذا لا يجعله أقل تطرفاً أو أقل دناءة ولو للحظة.
إن القوة الأخلاقية لحركة الاحتجاج جزئية فقط بسبب انتقائيتها. فلو كانت أخلاقية تماماً، لجعلت نضالها الأساسي ضد الإبادة، إلى جانب الحملة لإطلاق الرهائن. عندها لن يضعف نضالها، بل ستتعزز قوته الأخلاقية. لا مهرب من الأرقام: 20 رهينة أحياء وأكثر من مليوني فلسطيني حياتهم جحيم. لا بد أن يكون القلب مع الاثنين معاً.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «جنرال سفك الدماء» في الضفة الغربية هو الوجه الأخلاقي لإسرائ ...
- مكان ترامب هو المحكمة الجنائية الدولية، لا حفل جائزة نوبل
- «من يهتم بأطفال غزة الآن»، هكذا صرح الجنرال -المعتدل- في الج ...
- في معركة عقربا، المستوطنون الإسرائيليون لا يرحمون الأرض الفل ...
- عندما مات أنس الشريف، ماتت الصحافة، وماتت الحقيقة، ومات التض ...
- مطلق النار الإسرائيلي يخرج حرًّا – ويعود لترهيب قرية فلسطيني ...
- نتنياهو يدفع مجلس الأمن الإسرائيلي للموافقة على -أمر الإبادة ...
- الاعتراف بفلسطين مكافأة لإسرائيل، ما يجب فعله هو فرض العقوبا ...
- نكار تجويع غزة لا يقل دناءة عن إنكار الهولوكوست
- عار التجويع المتعمد: حرب الجوع التي تشنها إسرائيل في غزة
- يعلن الآن ان إسرائيل لديها خطة للتطهير العرقي للفلسطينيين من ...
- إسرائيل أنقذت أطفالاً من تحت الأنقاض ذات يوم. لكنها اليوم تق ...
- غرنيكا حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة غرنيكا. غرنيكا في دير ...
- الدولة اليهودية تبني غيتو
- عبودية ألمانيا لماضيها جعلها صامتة تجاه غزة لفترة طويلة جدًا
- الفضل لمن يستحقه: نتنياهو أنهى الحرب بين إسرائيل وإيران عندم ...
- هل من المشروع قتل رئيس دولة؟
- حرب مع إيران، واستمرار القتال في غزة: إسرائيل أسد مريض، لا ن ...
- الاعزاء مواطني غزة, إذا لم يوجد طحين، فكلوا الدم والأكاذيب
- القادة العسكريون الإسرائيليون لا يطيعون الأوامر فقط. كان بإم ...


المزيد.....




- احتجاجات تعم إندونيسيا بعد مقتل عامل توصيل تحت مدرعة شرطة
- احتجاجات حاشدة تهز إندونيسيا
- رسالة جديدة لأوجلان من سجنه في تركيا: دعوتنا للسلام ليست مجر ...
- فلسطين والسودان ولا مبالاة الشمال العالمي
- رائد فهمي يلتقي الشخصية اليسارية البريطانية البارزة جيريمي ك ...
- آلاف الأستراليين يتظاهرون ضد الهجرة وسط تحذيرات من صعود اليم ...
- حزب العمال: اليمن يدفع فاتورة الدم مع فلسطين ولكنه لا يساوم ...
- بمناسبة اليوم العالمي لضحايا الإخفاء القسري: جريمة الإخفاء ا ...
- قوة تشكلت في الكهوف.. كيف قاد الحزب الشيوعي الصيني حرب المقا ...
- بيان عائلات المختطفين مجهولي المصير وضحايا الاختفاء القسري ب ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - معظم حركة الاحتجاج في إسرائيل لا تهتم إلا بحياة رهائن غزّة – لا بحياة الفلسطينيين