أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - كوخ استيطاني جديد ظهر في الخليل. ما تلاه أكد أسوأ مخاوف الجيران الفلسطينيين














المزيد.....

كوخ استيطاني جديد ظهر في الخليل. ما تلاه أكد أسوأ مخاوف الجيران الفلسطينيين


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8466 - 2025 / 9 / 15 - 08:47
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


أُقيم الكوخ المهترئ قبل أربعة أشهر على يد مستوطنين من البؤرة الاستيطانية غير القانونية "جفعات غال"، على بُعد أمتار قليلة من مجمع عائلة التميمي في جبل جالس. الأريكة والكراسي أُخذت من بيوت الفلسطينيين.

سكان أحد أحياء الخليل فوجئوا قبل أشهر عندما رأوا مستوطنين يبنون كوخاً أمام بيوتهم. ومنذ ذلك الحين لم يعد بإمكانهم الوصول إلى بساتينهم أو رعي أغنامهم. ومؤخراً هاجم المستوطنون أباً وابنه عندما تجرّآ على قطف ثمار السماق من أرضهم، فتعرض الأب لإصابات بالغة استدعت 10 أيام من العلاج في المستشفى وخضوعه لعمليتين جراحيتين، فيما كاد ابنه المراهق أن يُخنق.

وادٍ مملوك لعائلة التميمي تحت الاحتلال

حين تغادر المبنى، يلفت نظرك الكوخ المعدني الصغير المزيَّن بأعلام إسرائيلية زرقاء وبيضاء. مضى على وجوده نحو أربعة أشهر، في محاولة لفرض السيطرة على الأرض. بالقرب منه رُفع علم إسرائيلي أكبر على أرض مملوكة لعائلة التميمي، أقرب إلى بيوتهم.

الأرض هنا، في جبل جالس جنوب غرب الخليل، مملوكة بالكامل لعائلة التميمي الممتدة. يمتد وادي الزيتون أمام بيوتهم حتى شارع 60. لكن منذ بداية الحرب في غزة قبل عامين تقريباً، لم يعودوا قادرين على الوصول إلى أشجارهم خوفاً من المستوطنين. ومنذ نصب الكوخ باتوا يخشون مغادرة منازلهم.

المستوطنون يزورون الكوخ بشكل متكرر فقط لاستفزاز السكان. الفلسطينيون يقولون إنهم أُجبروا مرة على مشاهدة ممارسات جنسية لمستوطنين مراهقين داخله، ما سبب لهم إحراجاً شديداً. الشرطة أزالت باب الكوخ بعد الشكوى، لكنه ما يزال قائماً، ووُضعت أمامه أريكة وكراسٍ مسروقة من منازل التميمي.

كذلك شق المستوطنون طريقاً ترابية لربط بؤرتهم "جفعات غال" بالمنطقة، تمر أمام بيوت العائلة. ورغم صدور أمر قضائي بوقف شق الطريق، إلا أنهم لا يزالون يستخدمونها بسياراتهم، في استفزاز متعمد لأصحاب الأرض.

جفعات غال: بؤرة عنيفة في توسع

على جانبٍ من المنطقة تقع المنطقة الصناعية لمستوطنة كريات أربع وقاعدتها العسكرية المحاطة بالغابات الهوائية، وعلى الجانب الآخر بؤرة "جفعات غال" التي أُنشئت عام 2003 على أراضٍ خاصة سُلبت من أصحابها. الباحث درور إتكِس من منظمة "كرم نَفوت" يؤكد أن البؤرة توسعت بشكل كبير تحت غطاء الحرب الأخيرة، ويُقدَّر أنها تضم الآن عشرات العائلات.

كما يشير إتكِس إلى أن "جفعات غال" واحدة من أعنف البؤر. ففي عام 2021 نشر تقرير عن جمعية استيطانية متطرفة تُدعى "جئולה تتنو لأرتس" (لتُفتدى الأرض)، مسجلة لدى وزارة العدل رغم أن مقرها مسكن غير قانوني في البؤرة نفسها، صدر بحقه أمر هدم.

هجمات متواصلة ضد التميمي

حظيرة الغنم الخاصة بالعائلة لم يتبقَّ فيها سوى عشرة رؤوس فقط؛ البقية سُرقت. لم يعد ممكناً إخراج القطيع للرعي بسبب تهديدات المستوطنين.

منظمة "بتسيلم" وثّقت خلال السنوات الماضية عشرات الاعتداءات من مستوطني "جفعات غال" على العائلة: تسميم وسرقة أغنام، حرق أشجار، تخريب، محاولات حرق للمنازل، واعتداءات جسدية. وتفاقمت هذه الهجمات منذ 2016. السكان يقولون إن إيلياهو غولدشتاين، ابن باروخ غولدشتاين منفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994، يعيش في البؤرة، وإن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يزورها كثيراً.

قبل شهر فقط خرج أحد أفراد العائلة لحرث أرضه مع حماره، فهجم عليه المستوطنون وسرقوا الحمار. السكان مقتنعون بأن الهدف هو تهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم، وهو ما يحدث على نطاق واسع في الضفة الغربية. لكنهم لم يتوقعوا "البوغروم" العنيف الذي وقع في 19 أغسطس وكاد يودي بحياة أفراد منهم.

اعتداء كاد أن ينتهي بالقتل

فرج التميمي، 40 عاماً، عامل بناء عاطل ومزارع وأب لسبعة أطفال، تعرض لإصابات خطيرة بعد أن انهال عليه المستوطنون بالهراوات والقضبان الحديدية، فكسرت ذراعه وتعرضت منطقة حساسة من جسده لإصابة بالغة.

شقيقته ريهام، 37 عاماً، أم لطفلين ومعلمة تربية خاصة، توثق اعتداءات المستوطنين بهاتفها بالتعاون مع "بتسيلم". قبل أيام من الاعتداء الأخير حاولت قطف أعشاب طبية لتسكين آلام ظهرها، لكن جنود الجيش الإسرائيلي طردوها قائلين إن الأرض تعود لـ"جفعات غال"، وهددوها بإطلاق النار إن لم تغادر.

فرج يقول إن عائلته تملك 74 دونماً من أشجار الزيتون واللوز، إضافة إلى 150 دونماً تملكها العائلة الممتدة، ولا يستطيعون الوصول إليها. أشجار الزيتون باتت مهملة ومريضة.

ويضيف أن منذ اندلاع الحرب قبل عامين، ازدادت مخاوفهم من المستوطنين والجيش. في نوفمبر 2023 أُحرقت 20 سيارة تابعة للعائلة. الشرطة نصحتهم آنذاك: "كلما اقترب المستوطنون، ادخلوا منازلكم وأغلقوا الأبواب".

هجوم 19 أغسطس

في ظهر أحد أيام الثلاثاء، خرج فرج مع ابنه قصي (14 عاماً) لقطف ثمار السماق. وبينما كانا يعملان، باغتهما ثلاثة مستوطنين: أحدهم مسلح ببندقية طويلة، والآخران بهراوات وقضبان حديدية. اعتدوا على فرج وكسروا ذراعه، وضربوه حتى سقط أرضاً، ثم انهالوا على ابنه محاولين خنقه.

كاد الهجوم ينتهي بقتلهما، لولا أن شاهد سائقان من شارع 60 ما يجري، فتوقفا وتدخلا، ما أجبر المستوطنين على الفرار. نُقل فرج وابنه إلى مستشفى الأهلي في الخليل. قصي تلقى العلاج وغادر، بينما خضع فرج لعملية جراحية وبقي في المستشفى أياماً.

اليوم يعيش فرج بآلام مستمرة ويخشى حتى تقديم شكوى للشرطة، بعدما قدم عدة شكاوى سابقة لم يُحقق فيها. يقول إنه سأل شرطياً مرة: "من سيحمينا؟" فرد: "اسأل أبو مازن".

وعندما سُئل إن كان يفكر في مغادرة بيته، أجاب بمرارة: "هل كنت لتترك بيتك؟".



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبراليون الإسرائيليون مذهولون من احتمال أن يعاملهم رئيس ا ...
- الجيش الإسرائيلي لا يمكنه أن يغطي بقبعاته السوداء جرائمه في ...
- معظم حركة الاحتجاج في إسرائيل لا تهتم إلا بحياة رهائن غزّة – ...
- «جنرال سفك الدماء» في الضفة الغربية هو الوجه الأخلاقي لإسرائ ...
- مكان ترامب هو المحكمة الجنائية الدولية، لا حفل جائزة نوبل
- «من يهتم بأطفال غزة الآن»، هكذا صرح الجنرال -المعتدل- في الج ...
- في معركة عقربا، المستوطنون الإسرائيليون لا يرحمون الأرض الفل ...
- عندما مات أنس الشريف، ماتت الصحافة، وماتت الحقيقة، ومات التض ...
- مطلق النار الإسرائيلي يخرج حرًّا – ويعود لترهيب قرية فلسطيني ...
- نتنياهو يدفع مجلس الأمن الإسرائيلي للموافقة على -أمر الإبادة ...
- الاعتراف بفلسطين مكافأة لإسرائيل، ما يجب فعله هو فرض العقوبا ...
- نكار تجويع غزة لا يقل دناءة عن إنكار الهولوكوست
- عار التجويع المتعمد: حرب الجوع التي تشنها إسرائيل في غزة
- يعلن الآن ان إسرائيل لديها خطة للتطهير العرقي للفلسطينيين من ...
- إسرائيل أنقذت أطفالاً من تحت الأنقاض ذات يوم. لكنها اليوم تق ...
- غرنيكا حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة غرنيكا. غرنيكا في دير ...
- الدولة اليهودية تبني غيتو
- عبودية ألمانيا لماضيها جعلها صامتة تجاه غزة لفترة طويلة جدًا
- الفضل لمن يستحقه: نتنياهو أنهى الحرب بين إسرائيل وإيران عندم ...
- هل من المشروع قتل رئيس دولة؟


المزيد.....




- حاكم جمهوري: قاتل تشارلي كيرك يحمل أيديولوجية يسارية
- م.م.ن.ص// الصحة حق للجميع، وليست سلعة!
- مظاهرات حاشدة للمعارضة قبل ساعات من حكم بشأن قيادة حزب الشعب ...
- اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين لفلسطين توقف المرحلة ال ...
- من باريس: التقدم والاشتراكية يوطد جسور التعاون مع القوى اليس ...
- ما الرسائل من تظاهرة حزب الشعب الجمهوري في أنقرة؟
- الفصائل الفلسطينية تحدد 6 تطلعات لوقف حرب الإبادة بقطاع غزة ...
- رئيس الوزراء الفرنسي الجديد يقدم تنازلات ويمد يده لليسار
- موقف السلطة من قتل النساء 
- صفحات من التاريخ انقلاب 8/ شباط /1963 الدموي المشؤوم، ذروة ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - كوخ استيطاني جديد ظهر في الخليل. ما تلاه أكد أسوأ مخاوف الجيران الفلسطينيين