أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - الجيش الإسرائيلي لا يمكنه أن يغطي بقبعاته السوداء جرائمه في غزة














المزيد.....

الجيش الإسرائيلي لا يمكنه أن يغطي بقبعاته السوداء جرائمه في غزة


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8455 - 2025 / 9 / 4 - 04:51
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


إسرائيل تغطي وجهها: ربما خجلاً، أو ذنباً، أو خوفاً، وعلى الأرجح بسبب الثلاثة معاً. الصيحة الجديدة هي أن الضباط الذين تتم مقابلتهم على شاشات التلفزيون يغطون وجوههم بقبعات سوداء. جيش الشعب تحوّل إلى جيش المقنّعين.
العقيد (احتياط) "ت."، قائد كتيبة في سلاح الاحتياط، يقول إن نسبة حضور الجنود الاحتياط "مبهرة". أما الرائد (احتياط) "س."، نائب قائد كتيبة احتياط، فيقول: "تركت زوجة شجاعة وحدها في البيت مع ثلاثة أطفال عادوا إلى روتينهم، ومشروعي التجاري وُضع على الرف. ومع ذلك، نحن ندرك أننا في مهمة مهمة". كلاهما أدلى بتصريحاته وهو يرتدي غطاء أسود للوجه. بدا الاثنان مثل لصّين يستعدان لسطو مسلح؛ لا يظهر سوى أعينهما. لقد حلّت الأقنعة العسكرية السوداء محلّ الجوارب النايلون الكلاسيكية للّصوص. ومن الواضح أن هناك شيئاً أو أحداً ينبغي إخفاؤه.
كان الطيارون أول من بدأ هذه العادة. في كل مقابلة كانوا يرتدون الخوذة اللامعة ونظارات شمسية داكنة حتى لا يتعرّف عليهم أحد. في البداية كان الخوف من أن يقع الطيار أسيراً في الليل فيتم التعرّف عليه من ظهوره التلفزيوني. بفضل الخوذة والنظارات السوداء يمكنه الادعاء أنه مجرد كاتب مكاتب، أو معارض لنظام التعويضات في الجيش. لكن مع تصاعد الجرائم التي ارتكبها الطيارون في غزة، أصبح للتنكّر هدف إضافي أكثر خطورة: منع التعرّف عليهم في لاهاي، حيث يعرفون جيداً ما يفعله هؤلاء الطيارون.
حتى عناصر الحراسة الخاصة برئيس الوزراء وعدد من الوزراء انضموا مؤخراً إلى هذه المسرحية المليئة بالغموض والتستّر والتضخيم الذاتي. صاروا يرتدون كمامات سوداء، مضيفين بعداً جديداً لمشهد سريالي أصلاً: عشرات الحراس يحيطون بشخص واحد بطريقة استعراضية. والآن لم يعودوا مجرد حُرّاس، بل أهداف "حساسة" أيضاً. مع الكمامات السوداء، تحوّل هؤلاء الحُرّاس من صورة "النخبة" إلى ما يشبه رجال عصابات المافيا. ربما يكون هذا هو الهدف.
لكن هذه الأغطية العسكرية والأزياء المسرحية للحُرّاس ليست مجرد كاريكاتير للغرور؛ إنها تعكس واقعاً أوسع. بعض ضباط الاحتياط الذين يدخلون غزة هذا الأسبوع يعلمون أنهم مُكلّفون بارتكاب جرائم حرب مروّعة. ومع ذلك، يلبّون النداء. القناع يساعدهم على ذلك. يقول إن لديهم ما يخفونه وما يخافون منه.
اللصّ المسلّح الذي يخرج لأكبر عملية سطو في حياته يعرف أن ما يفعله غير قانوني، وغير أخلاقي، وخطير؛ لهذا يرتدي جوارب النايلون. الأمر نفسه ينطبق على الضباط الذين يدخلون غزة. ربما يشعر بعضهم بالخجل من أفعالهم. لكن من غير المرجّح – فاللصوص أيضاً لا يشعرون بالخجل؛ معظمهم يخشون فقط القبض عليهم. الخوف من لاهاي بات يخيم على الجيش، وهذا أمر طبيعي.
ليس أن هذا الرعب مبرّر تماماً. عجلة العدالة في لاهاي تدور ببطء لا يُحتمل. وبحلول الوقت الذي ستقرر فيه المحكمة إن كان يجري ارتكاب إبادة جماعية في غزة، لن يبقى هناك أحد. ولن يُسلَّم بنيامين نتنياهو أبداً، رغم مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية. ومع ذلك، فإن ارتداء الضباط للأقنعة السوداء يشير إلى إدراك داخل الجيش بأن شيئاً ما ليس على ما يرام، وأن الحذر مطلوب. ليس الحذر في الأفعال، بل الحذر من أن يُقبض عليهم بسببها.
جيش يغطّي ضباطه بالأقنعة السوداء هو جيش يدرك في أعماقه أنه يرتكب جرائم، حتى لو لم يعترف بأيٍّ منها. وفي النهاية، قد يدرك حتى المشاهدون الذين يرون الضباط وهم يتنكرون هذه الحقيقة



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معظم حركة الاحتجاج في إسرائيل لا تهتم إلا بحياة رهائن غزّة – ...
- «جنرال سفك الدماء» في الضفة الغربية هو الوجه الأخلاقي لإسرائ ...
- مكان ترامب هو المحكمة الجنائية الدولية، لا حفل جائزة نوبل
- «من يهتم بأطفال غزة الآن»، هكذا صرح الجنرال -المعتدل- في الج ...
- في معركة عقربا، المستوطنون الإسرائيليون لا يرحمون الأرض الفل ...
- عندما مات أنس الشريف، ماتت الصحافة، وماتت الحقيقة، ومات التض ...
- مطلق النار الإسرائيلي يخرج حرًّا – ويعود لترهيب قرية فلسطيني ...
- نتنياهو يدفع مجلس الأمن الإسرائيلي للموافقة على -أمر الإبادة ...
- الاعتراف بفلسطين مكافأة لإسرائيل، ما يجب فعله هو فرض العقوبا ...
- نكار تجويع غزة لا يقل دناءة عن إنكار الهولوكوست
- عار التجويع المتعمد: حرب الجوع التي تشنها إسرائيل في غزة
- يعلن الآن ان إسرائيل لديها خطة للتطهير العرقي للفلسطينيين من ...
- إسرائيل أنقذت أطفالاً من تحت الأنقاض ذات يوم. لكنها اليوم تق ...
- غرنيكا حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة غرنيكا. غرنيكا في دير ...
- الدولة اليهودية تبني غيتو
- عبودية ألمانيا لماضيها جعلها صامتة تجاه غزة لفترة طويلة جدًا
- الفضل لمن يستحقه: نتنياهو أنهى الحرب بين إسرائيل وإيران عندم ...
- هل من المشروع قتل رئيس دولة؟
- حرب مع إيران، واستمرار القتال في غزة: إسرائيل أسد مريض، لا ن ...
- الاعزاء مواطني غزة, إذا لم يوجد طحين، فكلوا الدم والأكاذيب


المزيد.....




- المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي: تعزية في وفاة ...
- م.م.ن.ص// تعزية في وفاة المناضل أحمد الزفزافي
- الإيجار القديم: من أزمة سكن إلى معركة طبقية
- ندوة: مهام النضال الشعبي وآفاق المشروع الاشتراكي البديل في ظ ...
- لماذا يتهم المؤرخ إريك توسان الصين والهند وروسيا بأنها ”شركا ...
- عن الإبادة الجماعية في غزة وإنكارها
- رائد فهمي يلتقي سكرتير الحزب الشيوعي البريطاني ويحيي مؤتمر ش ...
- ألمانيا تواصل تسليح الإبادة الجماعية في غزة
- عمال”أرمنت ودشنا وإدفو وكوم أمبو” يضربون للمطالبة بزيادة الر ...
- بــــــــــــلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - الجيش الإسرائيلي لا يمكنه أن يغطي بقبعاته السوداء جرائمه في غزة