أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - هدى زوين - أزمة وطن في دائرة مغلقة














المزيد.....

أزمة وطن في دائرة مغلقة


هدى زوين
كاتبة

(Huda Zwayen)


الحوار المتمدن-العدد: 8495 - 2025 / 10 / 14 - 21:48
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


في كل مرة تُفتح صناديق الاقتراع، يتوجه الشعب إليها محمّلاً بآمال متجددة، كأنّها فرصة أخيرة للنجاة. وجوه الناس تفيض بالرجاء، وقلوبهم تنبض بالأحلام: لعلّ القادم أفضل، ولعلّ هذه المرة تكون بداية مسارٍ جديد ينقذ الوطن من أزماته المتراكمة. لكن، وما إن تهدأ أصوات الحملات الانتخابية وتخفت ضوضاء الشعارات، حتى يظهر المشهد ذاته: نفس القيادات، نفس الخطابات، نفس السياسات التي لم تثمر سوى الخراب والخذلان.

إنّ إعادة تدوير الفشل لا تبني وطناً. فكيف يمكن أن نتوقع التغيير من أدوات قديمة أثبتت عجزها مراراً؟ إنّ بلدًا أثقلته الأزمات لا يمكن أن ينهض بعقلية تكرر نفسها كآلة صمّاء، تُعيد نفس الأخطاء وتُغرق الشعب في نفس المستنقع. وما يزيد الطين بلّة أنّ هذه القيادات غالباً ما تحيط نفسها بـ مستشارين ومقرّبين يكرّسون الواقع القائم، فيزيدون الوطن تبعيةً وارتهاناً بدل أن يدفعوه إلى الأمام.

المشكلة ليست في الشعب وحده، بل في لعبة الوهم التي يتقنها السياسيون. يغيّرون شعاراتهم كما يغيّرون ألوان حملاتهم، يبيعون الوعود كسلعة موسمية، ثم يتركون المواطن أسيراً للخيبة. وكأنّ قدر هذا البلد أن يبقى أسير دائرة مغلقة: انتخابات تتبعها خيبات، خيبات تولّد يأساً، واليأس يُمهّد لانتخابات جديدة، وهكذا دواليك.

لكن الحقيقة المرّة أنّ الأوطان لا تُبنى بالتكرار الأعمى. التاريخ لا يُكتب بالانتظار، ولا بالركون إلى نفس العقليات التي أثبتت فشلها، بل يُصنع بالوعي، وبالجرأة على كسر الحلقة. يحتاج الوطن إلى قيادات حقيقية لا تستمد قوتها من الطوائف، ولا من مصالح الخارج، بل من ضمير حيّ وإرادة صادقة تحمل مشروعاً إصلاحياً حقيقياً.

إنّ مسؤولية الشعب اليوم لا تقتصر على التصويت فحسب، بل على الوعي والتمييز. الوعي هو السلاح الوحيد القادر على إيقاف هذه المهزلة المتكررة. فإذا ظلّ المواطن أسيراً للعاطفة، أو للولاءات الضيقة، أو للوعود الفارغة، فإنّ النتيجة ستبقى نفسها: بلد يُستنزف، وأمل يُباع ويُشترى في سوق السياسة.

لقد حان الوقت أن ندرك أنّ التغيير لا يصنعه الآخرون عنا، بل نصنعه نحن حين نرفض أن نكون وقوداً في آلة إعادة إنتاج الفشل. فالبلد الذي يريد أن ينهض، لا بد له أن يتحرر من قيود الماضي ومن النفوذ المقيّد لمسار الإصلاح الذي يجره إلى الوراء. عندها فقط، يمكن أن يبدأ وطنٌ جديد بالظهور من بين الركام.



#هدى_زوين (هاشتاغ)       Huda_Zwayen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محطات الإنسان في رحلة الحياة
- الفصول تعود... والبشر يرحلون عن أنفسهم
- الإنسانية المنكسرة في زمن السرعة
- الوطن بيتنا الكبير: التآخي طريق الكرامة والحرية
- جوهر الرجولة بين البقاء والاندثار
- بين الغابة والمدينة… ضياع الإنسانية في عصرنا
- الكورد: شعب الجبال وروح الحرية
- السلام ثمرة العدالة
- أصوات الفن المسلوبة: من الإبداع إلى الإهمال
- في حضرة الجنوب… الأرض تكتب أسماء شهدائها...
- الحياة ومعادلة التوازن الإنساني..
- العمل شرف لا ينتظر الوظيفة
- الصفقات الهستيرية: دائرة مفرغة من الفساد والتكرار
- هل فقدنا ثقافة الحوار في بيوتنا؟
- ملفات كتبت بدماء العدالة المؤجلة.
- أزمة بشر...
- السلطة التي ترقص على أنغام الشعب.
- أرصفة الروح: ممرات ضائعة في المدن الداخلية
- العنف الأسري… جرح صامت في قلب المجتمع.
- بين الحرية والمسؤولية:حين تتقاطع الحقوق مع الواجبات وتُختبر ...


المزيد.....




- بعد استهداف -قوارب المخدرات-.. ماذا يعني إعطاء ترامب -الضوء ...
- مستشار أميركي: حماس لم تنتهك الاتفاق وبدأنا تشكيل قوة دولية ...
- اليابان تخطط لتدمير خصومها عبر هذه الأسلحة المتطورة
- توغل إسرائيلي جديد جنوبي سوريا
- وسائل إعلام أمريكية وعالمية ترفض قيود البنتاغون الجديدة على ...
- ترامب يدرس شن ضربات ضد فنزويلا لاستهداف كارتيلات المخدرات
- إسبانيا.. احتجاجات عارمة ضد استضافة فريقي سلة إسرائيليين
- ترامب يوافق على عمليات للمخابرات في فنزويلا.. وكراكاس ترد
- مصدران: أمريكا لا تعتقد أن -حماس- انتهكت اتفاق غزة.. وتدرس ت ...
- جندي إسرائيلي: حماس سمحت لي بالصلاة في الأسر ووفرت لي التورا ...


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - هدى زوين - أزمة وطن في دائرة مغلقة