أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هدى زوين - أصوات الفن المسلوبة: من الإبداع إلى الإهمال














المزيد.....

أصوات الفن المسلوبة: من الإبداع إلى الإهمال


هدى زوين
كاتبة

(Huda Zwayen)


الحوار المتمدن-العدد: 8476 - 2025 / 9 / 25 - 21:48
المحور: حقوق الانسان
    


الفن هو روح المجتمع، ومرآة الإنسان، وعنوان الثقافة في كل حضارة. لكنه للأسف كثيرًا ما يصبح ضحية الإهمال، حتى من يقدّرونه في البداية لا يجدون من يحمي حقوقهم أو يضمن استمرار عطائهم. الفنان الكبير، الذي وهب حياته لإثراء الثقافة ونقل الرسائل الإنسانية، قد يموت بلا تقدير، بلا أمان مالي، وكأن جهده وإبداعه لم يكن له قيمة.

الفنانون، هؤلاء الذين يسهرون على صناعة الجمال ونقل الأفكار، يتحملون أعباء لا تعد ولا تحصى: التعب النفسي والجسدي، ساعات العمل الطويلة، التضحيات الشخصية، وغالبًا انعدام الأمان المالي. ومع ذلك، كثير منهم يُعاملون وكأن الفن مجرد هواية، أو كأن عملهم لا يستحق المقابل العادل.

المشكلة ليست فقط في المال، بل في غياب التقدير المعنوي والحماية القانونية. الفنانون يحتاجون إلى اعتراف المجتمع بقيمتهم، ودعمهم ليتمكنوا من الاستمرار في العطاء. كثيرون يقدمون أعمالهم بجهدٍ جهيد لتصل رسائلهم للجمهور، وفي المقابل، لا يحصلون على العوائد التي تضمن لهم حياة كريمة، ولا على الدعم الذي يحفظ استمراريتهم.

حقوق الفنانين هي حجر الأساس للحفاظ على الثقافة. تشمل حماية الملكية الفكرية، ضمان دخل ثابت، تقديم الدعم القانوني في حال الاستغلال، وتعزيز دور الجمعيات الثقافية في رعاية الفنانين. بدون هذه الحقوق، يصبح الفن مجرد سلعة، والإبداع مجرد ترف، ويُترك الفنان يواجه الحياة بمفرده، وكأن جهوده لا قيمة لها.

الدولة والمجتمع يتحملان مسؤولية كبيرة تجاه الفنانين. حين يهملونهم، لا ينهار الفن فحسب، بل يُضعف المجتمع ثقافيًا وروحيًا. الثقافة ليست رفاهية، بل هي روح الأمة، والفنانون هم من يصنعون هذه الروح. المجتمع الذي يفتقد تقدير فنه وفنانيه، سيجد نفسه عاجزًا عن نقل قيمه، وسيصبح مجرد مستهلك لموروثه الثقافي دون أن يقدّره.

الإبداع لا يُبنى على الحب والشغف وحدهما. يحتاج الفنان إلى أمان مادي ومعنوي ليواصل العطاء دون خوف من الضياع أو الإهمال. من حق الفنان أن يعيش حياة كريمة، وأن يحصل على حقوقه كاملة، لأن مساهمته تتجاوز حياته الفردية لتلامس وعي الأمة بأكملها.

علينا أن نتذكر دائمًا أن الفنان ليس مجرد اسم على لوحة، أو وجه على مسرح، بل هو روح المجتمع ووعيه. تجاهله اليوم يعني تجاهل مستقبل الثقافة، وإهمال إرث فني يحمل أفكارنا وقيمنا. على كل مجتمع يدّعي الاهتمام بثقافته أن يضع الفنان في مكانه الطبيعي: صانع الجمال، حامي الهوية، ومرآة الإنسان.

حقوق الفنانين ليست مجرد مطالب فردية، بل هي التزام اجتماعي وأخلاقي. المجتمع الذي يحمي فنه وفنانيه سيزدهر بالإبداع، وسيصنع إرثًا حقيقيًا للأجيال القادمة، بينما المجتمع الذي يتركهم وحدهم، سيعيش أزمة ثقافية وإنسانية لا يمكن تداركها بسهولة.

إن الوقت قد حان لإيقاظ الضمير، ومنح الفنانين ما يستحقونه من تقدير وحماية، كي تستمر أصواتهم في رفع الوعي، وصنع الجمال، وحفظ روح المجتمع.



#هدى_زوين (هاشتاغ)       Huda_Zwayen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حضرة الجنوب… الأرض تكتب أسماء شهدائها...
- الحياة ومعادلة التوازن الإنساني..
- العمل شرف لا ينتظر الوظيفة
- الصفقات الهستيرية: دائرة مفرغة من الفساد والتكرار
- هل فقدنا ثقافة الحوار في بيوتنا؟
- ملفات كتبت بدماء العدالة المؤجلة.
- أزمة بشر...
- السلطة التي ترقص على أنغام الشعب.
- أرصفة الروح: ممرات ضائعة في المدن الداخلية
- العنف الأسري… جرح صامت في قلب المجتمع.
- بين الحرية والمسؤولية:حين تتقاطع الحقوق مع الواجبات وتُختبر ...
- متى تزهر يا وطني؟
- بطالة الشباب: أزمة مجتمع أم فشل سياسات؟
- الفتاة العربية: بين الحرية والمسؤولية:حين تتقاطع الحقوق مع ا ...
- وحدة الوطن… صمام الأمان وبوابة المستقبل
- بعيدك يا حامي الوطن... رفعتَ رأسنا بشجاعتك يا لبنان
- رجل نزيه في مؤسسة فاسدة… هل ينجو؟
- على دوّامة الزجاج المكسور....
- -الإعلاميون في الظل... حين تصبح الشهادة عارًا والصورة جواز ع ...
- على دوّامة الزجاج المكسور..


المزيد.....




- استهداف أميركي إسرائيلي متصاعد لمؤسسات الأمم المتحدة
- حماس ترد على خطاب أبو مازن بالأمم المتحدة: المقاومة مسئولية ...
- منظمة حقوقية إسرائيلية: تدهور خطير بصحة الطبيب حسام أبو صفية ...
- زيلينسكي مستعد للتنحي بعد الحرب.. وروسيا متهمة بارتكاب جرائم ...
- حماس تعقب على كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية ...
- غوتيريش يدعو لمواصلة دعم الأونروا
- لازاريني: أكثر من 370 موظفا من الأونروا قتلوا بقطاع غزة
- المكتب الإعلامي الحكومي: الاحتلال يفاقم معاناة النازحين في ق ...
- غوتيريش: الأونروا قوة للاستقرار ويجب تمويل عملها بشكل عاجل و ...
- مجلة عبرية: إسرائيل تخيّر منظمات الإغاثة بين الخضوع أو الطرد ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هدى زوين - أصوات الفن المسلوبة: من الإبداع إلى الإهمال