أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سوزان ئاميدي - بدل أن تكون هيئة تحرير الشام جارة لتركيا فليكن الكورد هم الجيران














المزيد.....

بدل أن تكون هيئة تحرير الشام جارة لتركيا فليكن الكورد هم الجيران


سوزان ئاميدي

الحوار المتمدن-العدد: 8494 - 2025 / 10 / 13 - 16:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في يوم السبت، 11 تشرين الأول 2025، وخلال مناسبة عُقدت في محافظة ماردين، أدلى السياسي الكردي المخضرم أحمد تُرك بتصريح لافت قال فيه: "بدلاً من أن تكون هيئة تحرير الشام جارة لتركيا، فليكن الكورد هم الجيران، فهل ستقوم القيامة ؟ "، وهو تصريح يتجاوز حدود اللحظة ليقدّم رؤية عميقة لمعادلة الأمن والجوار في تركيا والمنطقة. فالكلمات التي نطق بها تُرك لا تُعبّر عن موقف عابر بقدر ما تعكس إدراكاً سياسياً لتوازنات مضطربة بين تركيا وجوارها الكردي، وخاصة في شمال سوريا (روج آڤا). الرجل، بخبرته الطويلة واعتداله المعروف، أراد أن يذكّر أن الاستقرار لا يُصنع بتحالفات آنية مع جماعات مسلّحة، بل ببناء ثقة مع الشعوب المتجذّرة في الجغرافيا. وهنا تكمن رمزية قوله “فهل ستقوم القيامة؟” إذ يسخر بمرارة من ذهنية تعتبر أي تقارب مع الكورد تهديداً لوحدة الدولة، بينما تبرّر التحالف مع فصائل مسلّحة عابرة للحدود.
حديث أحمد تُرك جاء في سياق تعاطيه مع أوضاع كورد سوريا – روج آڤا، الذين يمثلون تجربة إدارة ذاتية قائمة منذ سنوات في شمال وشرق سوريا، وهي تجربة تنظر إليها أنقرة بعين الشك والعداء نظراً لارتباطها السياسي والعسكري بحزب العمال الكردستاني. لكن تُرك، وهو أحد الأصوات الأكثر اتزاناً في السياسة الكردية التركية، يدعو هنا إلى مقاربة واقعية ترى في روج آڤا جاراً طبيعياً يمكن أن يكون عامل استقرار لا مصدر تهديد. فبدلاً من أن تزرع تركيا حدودها بجماعات متشددة، يمكنها أن تبني سياسة جوار قائمة على التفاهم مع المكوّن الكردي الذي يشكل الامتداد التاريخي والاجتماعي الأوثق مع جنوبها.
بهذا المعنى، لا يوجّه أحمد تُرك خطابه إلى أنقرة فحسب، بل إلى الرأي العام التركي والكردي معاً، داعياً إلى إعادة تعريف مفهوم الأمن الوطني على أسس سياسية وإنسانية لا عسكرية. فاستبدال “جوار الشعوب” بجوار الميليشيات كان خطأً إستراتيجياً كلّف تركيا والعالم أثماناً باهظة. إن جوهر دعوته هو أن الأمن لا يُفرض بالقوة، بل يُبنى على التفاهم والمصالح المشتركة، وأن كورد روج آڤا ليسوا خصوماً طبيعيين بل شركاء في الجغرافيا والتاريخ والمصير.
أهمية التصريح لا تكمن فقط في مضمونه، بل في مصدره. فأحمد تُرك، ابن ماردين المولود عام 1942، من أبرز السياسيين الكرد الذين نادوا بالحوار والحلّ السلمي داخل تركيا منذ سبعينات القرن الماضي. شغل مناصب برلمانية عديدة، وواجه الاعتقال والإقصاء بسبب مواقفه، لكنه بقي صوتاً ثابتاً يدعو إلى الحقوق الثقافية والسياسية للكورد في إطار الدولة التركية. حين يصدر عنه مثل هذا الكلام، فهو لا يمثّل موقف حزب أو تيار، بل يعبّر عن خبرة تاريخية ترى أبعد من حدود الصراع اللحظي.
إنّ جوهر الرسالة التي أراد أحمد تُرك إيصالها هو أنّ تركيا لن تنعم بالاستقرار طالما استمرت في اعتبار الكورد تهديداً بدلاً من أن تراهم جسراً نحو سلام دائم. فالتعامل مع الجوار بمنطق الخوف يولّد عزلة، أما التعامل بمنطق الشراكة فيخلق توازناً واستقراراً. إنّ دعوته لأن يكون الكورد جيران تركيا بدلاً من الجماعات المسلحة ليست فقط اقتراحاً سياسياً، بل تصحيحٌ أخلاقي واستراتيجي لمفهوم الأمن الإقليمي بأكمله



#سوزان_ئاميدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى المرشحين الكورد للبرلمان العراقي
- من سايكس–بيكو إلى وعد بلفور… لماذا يُثير أي تحرك بريطاني الق ...
- المدخلية في العراق بين الولاء للسلطان وتغييب القانون
- إلى المجتمع الدولي… انتظار الكورد الطويل… استقرار يُقدَّم وح ...
- من السليمانية إلى أربيل ..معركة الانتخابات ورهانات الاستقرار
- جيرار شاليان رحل جسداً وبقي حيّاً في ذاكرة الكورد
- مؤتمر الحسكة وتحديات المستقبل السياسي للكورد في سوريا
- إبادة الكورد… جريمة تتكرّر وصمت دولي لا يتغيّر
- مظلوم عبدي بين واشنطن وأنقرة: هل تنقلب أمريكا على شريكها الك ...
- من حرق البنادق إلى صناديق السياسة… ماذا تعني حرق السلاح لدى ...
- إيران ومعاهدة عدم الانتشار في ميزان التهديد والعزل
- لماذا فشلت النخبة الشيعية في قيادة الدولة العراقية؟
- إيران بين المشروع النووي وتصدير الأزمات ،حين يدفع الشعب ثمن ...
- كندا تحت الضغط وصراع العملاقين يهدد مستقبلها الاقتصادي
- الكورد وبغداد…عقود من المعاناة في ظل تجاهل الدستور
- العراق لا يحتاج عملية استبيان لمعرفة مستوى تقييمها عند العرب ...
- زيارة ترامب وإعادة تشكيل المحاور الإقليمية من الخليج إلى الك ...
- إشعال التوترات: الهند وباكستان كسلاح لتغطية الأزمات الكبرى
- الاتفاق النووي الإيراني: هل يعيد خلط أوراق الشرق الأوسط؟
- مستقبل الحشد الشعبي: بين الدولة والولاءات الخارجي


المزيد.....




- شكرًا تميم.. شكرًا جنرال.. شاهد ما قاله ترامب بعد توقيع اتفا ...
- قمة غزة.. ماذا يتضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقّعه ترامب؟ ...
- -لحظة تاريخية فارقة-.. الكلمة الكاملة للسيسي بعد توقيع اتفاق ...
- هل يقف إرث العراق وصلات بلير بإبستين وراء تردد ترامب في إشرا ...
- ماذا حدث في خطاب ترامب بالكنيست؟
- ما هي قلادة النيل؟ ولماذا يمنحها السيسي لترامب؟
- ++ الوسطاء يوقعون في شرم الشيخ وثيقة اتفاق وقف إطلاق النار ف ...
- على دروب الصخر والملح.. جيجل جوهرة جزائرية بين الجبل والبحر ...
- جزيرة هرمز الإيرانية.. طبيعة سريالية تجذب السياح
- ترامب: الشرق الأوسط يمر بفترة مميزة وإيران ستنضم إلى الركب


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سوزان ئاميدي - بدل أن تكون هيئة تحرير الشام جارة لتركيا فليكن الكورد هم الجيران