أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سوزان ئاميدي - زيارة ترامب وإعادة تشكيل المحاور الإقليمية من الخليج إلى الكورد وتركيا في ظل الضغط على إيران














المزيد.....

زيارة ترامب وإعادة تشكيل المحاور الإقليمية من الخليج إلى الكورد وتركيا في ظل الضغط على إيران


سوزان ئاميدي

الحوار المتمدن-العدد: 8341 - 2025 / 5 / 13 - 12:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أول تحرك إقليمي له بعد عودته إلى المشهد السياسي، اختار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تكون السعودية، وقطر، والإمارات محطاته الأولى، في زيارة حملت رسائل صريحة وأخرى مبطنة، كشفت عن ملامح سياسة أمريكية جديدة–قديمة تجاه الخليج والشرق الأوسط. فاختيار الرياض كبوابة عبور نحو الخليج لم يكن عبثيا؛ المملكة، بثقلها السياسي والديني والاقتصادي، تُمثل ركيزة التحالف الأمريكي التقليدي، وفي ظل تحولات متسارعة، تسعى واشنطن إلى تثبيت تحالفاتها في المنطقة التي شهدت تصدعات سياسية واستراتيجية في السنوات الأخيرة.
أما قطر والإمارات، فحضورهما في هذه الجولة لم يكن تكميلياً، بل يُجسّد اهتماماً أمريكياً متزايداً باستقرار “المثلث المالي–الاستثماري” الخليجي، خاصة مع الإعلان عن التزامات ضخمة من قبل أبوظبي بقيمة 1.4 تريليون دولار، ومن الرياض بما يقارب 600 مليار دولار. هذا التوجه الاقتصادي الذي طغى على الجانب الرسمي من الزيارة لا يُلغي البعد الأمني الذي شكل نواة الحوار بين الطرفين.
ويبرز في هذا السياق الملف اليمني، الذي لم يعد مجرد شأن إقليمي محصور في حدود الجغرافيا، بل بات يمثل تقاطعا مباشرا بين واشنطن وطهران. فالولايات المتحدة تنظر إلى الحوثيين كذراع إيرانية نشطة، وتهديد مباشر للملاحة الدولية، ما يفتح الباب أمام دعم أمريكي محتمل لتحركات عسكرية محدودة تهدف إلى إعادة ضبط موازين القوى، أو ربما استخدام الورقة اليمنية ضمن صفقة إقليمية أوسع، قد تشمل مقايضات غير مُعلنة، كتطبيع سعودي–إسرائيلي مقابل تخفيف الحرب أو إنهائها تدريجياً .
ومع أن الخطاب الرسمي لم يُسمِّ إيران صراحة، إلا أن التحركات والمضامين أوحت بأن الزيارة تحمل في طياتها رسائل ردع موجهة لطهران. فالتنسيق العسكري، المناورات المتوقعة، وصفقات التسليح المتقدمة، كلّها مؤشرات على مسعى أمريكي لتطويق النفوذ الإيراني إقليمياً . ترامب لا يبحث عن مواجهة شاملة، لكنه يتبنى تصعيدًا محسوباً يرفع سقف الضغط قبل أي احتمال للتفاوض. ومما يدعم هذا التوجه، المشاركة البارزة لشركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في منتدى الرياض، ما يعكس تحولاً في أدوات الردع، وتأسيس بيئة تحالفات حديثة تتجاوز البعد العسكري الكلاسيكي.
في جوهرها، تبدو زيارة ترامب إلى الخليج رسالة مفادها أن “أمريكا عادت”، لكن هذه العودة مشروطة؛ فالدعم الأمريكي لم يعد مجانياً، والشراكة تُبنى على الاستثمار والمصالح المتبادلة. وإذا كانت الملفات الكبرى مثل اليمن وإيران حاضرة في المشهد، فإنها تظل في نظر واشنطن أدوات تفاوض، لا أهدافاً نهائية. الشرق الأوسط إذاً على أعتاب مرحلة جديدة من إعادة التموضع، لا تُدار بالبيانات، بل بلغة المصالح الصريحة، ومنطقة الخليج تجد نفسها من جديد في قلب هذه المعادلة المعقدة.
ورغم أن زيارة ترامب لا تحمل مصلحة مباشرة للكورد، فإن تأثيراتها غير المباشرة قد تتجلى في مسارات عدة. ففي حال أدى تصعيد الضغوط الأمريكية على إيران إلى تقليص نفوذها في العراق، فقد يُتيح ذلك للكورد هامشًا أوسع للمناورة السياسية واستعادة التوازن في علاقتهم مع بغداد. كما أن انفتاح دول الخليج، بدفع أمريكي، على أربيل، قد يشكل نافذة دعم سياسي واقتصادي مهمة. وعلى المدى الأبعد، قد يجد الكورد أنفسهم أمام فرصة لإعادة التموضع في إطار توازنات جديدة، شرط الحفاظ على الاستقلالية والقدرة على قراءة التحولات بذكاء.
أما على مستوى تركيا، فإن الزيارة قد تُسهم في تعزيز التنسيق الأمني بينها وبين الولايات المتحدة، خاصة بعد إعلان حزب العمال الكردستاني (PKK) عن حل نفسه وإلقاء السلاح. ورغم استمرار بعض التباينات بين أنقرة وواشنطن، خصوصاً فيما يتعلق بدعم قوات سوريا الديمقراطية، فإن الزيارة قد توفر فرصة لإعادة ترتيب الأولويات الأمنية بين الطرفين، وفقاً لحسابات المصالح المشتركة. وفي هذا السياق، قد يؤدي انحسار التوتر العسكري إلى خلق بيئة أكثر استقراراً للكورد في سوريا وإقليم كوردستان، ويُعزز من فرص الانفتاح السياسي والاقتصادي مع تركيا، إذا ما توفرت إرادة متبادلة لتجاوز إرث المواجهة .



#سوزان_ئاميدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشعال التوترات: الهند وباكستان كسلاح لتغطية الأزمات الكبرى
- الاتفاق النووي الإيراني: هل يعيد خلط أوراق الشرق الأوسط؟
- مستقبل الحشد الشعبي: بين الدولة والولاءات الخارجي
- إيران والنووي: بين التخصيب والردع… حين تتقاطع الحسابات وتفتر ...
- طبول الحرب في زمن الحوار: الكورد والعراق في مرمى الجغرافيا و ...
- حيازة السلاح النووي: خيار استراتيجي أم تعبير عن الخوف؟
- الثروات الطبيعية الكوردية وحقوق الشعوب: بين الصراعات السياسي ...
- كيف يقول الفرد بثقة: ها أنا ذا ؟
- الإعلام الشوفيني يصف الفيدرالية بالتقسيم لتبرير المركزية الش ...
- ‎التقارب الكوردي-التركي: هل يمهد النفط لحلول سياسية جديدة ؟
- إلى القيادات الكوردية في سوريا
- سياسة ترامب في المنطقه تتوضح من خلال كابينته
- مستقبل سوريا على المدى -القريب-
- هل بدأ إسدال الستار على حكم بشار الأسد ؟
- ماذا بعد فوز حزب العمال البريطاني ؟
- تحطم المروحية الرئاسية حادث طبيعي أم مفتعل
- في ذكرى مرور 126 عام على الصحافة الكوردية
- الوعي القومي الكوردي عند الشباب
- قرار الحظر الجوي والبري المسلح على إقليم كوردستان العراق
- هكذا هي نتائج أي مؤامرة على إقليم كوردستان


المزيد.....




- خريطة تُظهر المناطق الحيوية في أوكرانيا التي ستكون محل نقاش ...
- كيف علّق اللبنانيون على زيارة علي لاريجاني أمين المجلس الأعل ...
- أوكرانيا تستعيد 84 أسيرا في أحدث عملية تبادل مع روسيا بينهم ...
- مصرع 46 شخصا وفقدان 200 بعد هطول أمطار غزيرة مفاجئة في كشمير ...
- إضافة فعالة لروتينك اليومي.. كيف تستفيدين من مرهم الزنك في ا ...
- شاهد.. الاحتلال يقصف 3 فلسطينيين أثناء انتشال شهيد بالشجاعية ...
- -ألم يأن أوان التحرك؟-.. نشطاء: تجويع غزة إبادة إسرائيلية بأ ...
- استمرار الاحتجاجات المنددة باغتيال إسرائيل صحفيي الجزيرة
- -ثوب الكِرِب- تراث سوداني يتحدى الحداثة
- من الطلاق الانتقامي إلى التعافي.. خطوات الانتصار الذاتي بعد ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سوزان ئاميدي - زيارة ترامب وإعادة تشكيل المحاور الإقليمية من الخليج إلى الكورد وتركيا في ظل الضغط على إيران