ميشيل الرائي
الحوار المتمدن-العدد: 8493 - 2025 / 10 / 12 - 10:21
المحور:
الادب والفن
ها أنا أفتح المسافة لتغرق،
أُطلق الحبال الطويلة، أذرعها المفكوكة،
لتتفركش في عيونٍ عمياء،
فراغٌ يلهثُ في شبحِ الفاكهة،
يبحث عن هواءٍ يسكن صدرَه الواسع،
يبحث عن نفسه — صورة البحر المخفية،
تلعق جرحها في الرمال،
تتلاشى كما تتلاشى الصور في الظلام،
وكذلك الأيام —
كأنها نسيانٌ يتنكر في الضوء،
تحويلٌ للنظر حين يخترق المساءُ المبكرُ ملابسك،
ويترك في النسيجِ أثرَ ماضٍ،
تصبحُ أشبهَ به،
تنجرف على باخرةٍ قديمة
نحو المحيط الأطلسي،
حيث تمتد الأرضُ مربعاتٍ مسطّحة،
تُقاد الكلابُ حولها،
وتجري الأرجلُ المتعبةُ على أطرافها،
الغزلان تركضُ أسرع من العقل،
نحو الأضواء الساطعة،
النيرانُ ممنوعة،
لكنّ حفيفَها يشبه السماء،
يُظهر مزيدًا من الطرق
حول المستنقع العالق في الأعلى،
الآن يشيدون الأسوار —
والمسافات على اللافتات
تبقى دقيقةً دائمًا،
ريح حليب الذاكرة،
في قصيدة "عظام الأرض السابقة"،
يتساءل الشاعر عن المدة التي سيستغرقها الطريق للوصول إلى ما يُرى من خلال الساعة الرملية.
قل لهوميروس كل مرة
هذا القناع الذي يرقص
مع الغبار
أخفى عنا
كل حمى
القرن الماضي
#ميشيل_الرائي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟