أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..( 69 )














المزيد.....

أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..( 69 )


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 8491 - 2025 / 10 / 10 - 23:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تدور هذه المرة ، حول الوجه الآخر للسياسة ..
في تقديري الشخصي ، السياسة ليست مجرد تنظيم للسلطة أو صراع خفي على تعزيزالمصالح وتوزيع الثروات و ..و ، بل هي مرآة تعكس أعماق الإنسان ، قلقه ، أمله ، وخوف ذاته من التلاشي ، في عالم غامض، واسع الأرجاء ، مترامي الاطراف والمصالح .. . ..
أنا أرى ، حين يتحدث الناس في السياسة ، ( بالذات في الشرق الانفعالي ) فإنهم - في الحقيقة - لا يُناقشون الوقائع فحسب ، بل يعرضون رؤاهم الخاصة عن العدالة والحرية والكرامة الانسانية ، ولهذا تجدهم يختلفون ، لأنهم يتصارعون بذواتهم المعرفية (الماضية والحاضرة ) ، حول المعاني والقيم لا حول أرض الواقع او الأرقام التي تُعطى لهم ...
بمعنى آخر ، أنا اعتقد بأن الاختلاف السياسي - في العالم بعامة، والشرق خاصة - هو اختلاف في عمق التجربة و نوعية القيم و كيفية فهم الوجود. ..
فمن عاش القمع ( الديني او الاجتماعي أو ..) يرى الحرية كأولوية ، ومن ذاق الفوضى وعدم الامان يُفضّل النظام ، حتى لو كان صارماً مستبداً بعض الشيء ...
وما يُعد خيانة في عين مواطن ، قد يُرى كنجاة في عين مواطن آخر..
وقد رأينا كيف وجد بعض الجهلة من دهماء الأمم ، أن قتل الاطفال وسبي واغتصاب النساء ، وحرق البيوت ، وخطف الشيوخ من قبل دواعش حماس في طوفان مجاري الاقصى ، ومن ثم تسببّهم في تدمير حاضرة غزة، وقتل و هلاك الالاف من شعبها البريء .. مقاومة رائعة ، بل وانتصار عظيم ...يستحق الاحتفال والسجود ، و توزيع الحلوى...
بمعنى أخر ، ان الرؤية السياسية للناس عموما ، ليست حيادية ، بل مشبعة بمستوى الوعي والتجارب الشخصية ، والسير الذاتية ، وكذلك بالهوية ، وبالذاكرة الجماعية التي تجعل كلّ رأي منا ، امتداداً للذات وتأكيدا أو تصويراً لها ..
ولهذا نجد عامة ، إن أيّ نقد سياسي أو ديني أو .. قد يُفهم كتهديد شخصي لأحدهم ، أو خيانة جماعية ، لأن المخالفة السياسية - في المجتمعات الفقيرة المُتخلفة (تقريباً في كل شيء ، أو التي تعاني من فيروس الاصوليات والتعصب الديني ) ليست تستطيع دائماً أن تكون نقاشاً سياسياً عقلانياً أو موضوعيا ، بل هي أيضاً مسرح للعاطفة و الانتماء الديني ، والايمان بقيم العصبيات المُتأخرة السائدة ...
وللاسف ، يزداد الأمر تعقيداً ، حين تصبح الحقيقة نفسها مشوشة ، وغير واضحة، بفعل ألاعيب الإعلام وضخ التحيّزات المدروسة ، فيرى كلٌ منا الواقع من زاويته الخاصة ، أي حسب ذكائه ومعلوماته وصقافته وخبراته و و ..
قصارى القول :
السياسة ليست صراعا على المصالح والسلطة فقط ، بل هي صراع على المعنى في هذه الحياة ، على فهمنا للقيم الإنسانية ، وسبل تطورها وإزدهارها. ..
والاختلاف فيها ليس عيباً أو نقصاً ، بل هو علامة على أن الإنسان لا يزال يمتلك فهماً عاماً ، ووجداناً حياً ، يُفكر ، يشعر ..
وذهناً نشطاً يبحث عن مكانه في عالم مثقل بالايديولوجيات المتصارعة، والمُتصدع بكثرة الانشقاقات والتناقضات بين البشر ...
ولعل الخطر الأسوأ ، و المعيب في هذا العصر ، هو وجود الأفهام التكفيرية الارهابية بيننا ، التي ماتزال تؤمن بالعنف والقهر سبيلاً لتحقيق اهدافها الغيبية الفاسدة ، و رؤاها السياسية المُجرمة،
والاسف الاشد ، انهم مازالوا كهمج الكهوف وصحارى الجهل، يعيشون بيننا ، ويجدون لهم أنصاراً من القطيع الساذج المُتناسل من غبار كتب تراثنا المقدس ..
الحمد لله على نعمة العقل ..



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..( 68 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..( 67 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحدْ ...( 66 )
- أفكار بسيطةٌ غير ملزمة لأجد .. ( 65 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحد..( 64 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لاحدْ ..( 62 )
- افكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لاحَدْ ..( 61 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحدْ ..( 61 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحَدْ .. ( 60 )
- أفكار بسيطة غير ملزمة لأحد ..( 59 )
- أفكار بسيطة غير ملزمة لأحد ..58
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد .. ( 57 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحَد ..( 56 )
- أفكار بسيطة غير ملزمة لأحد ..( 55 )
- أفكارٌ بسيطةٌٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..(54)
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحد.. ( 53 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..( 52 )
- أفكارٌ بسيطة غير مُلزمة لأحد .. ( 51 )
- أفكارٌ بسيطة غير مُلزمة لأحد .. ( 50 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحَد ..(49)


المزيد.....




- أمريكا تعلن السماح لقطر ببناء منشأة جوية تستضيف مقاتلات على ...
- الولايات المتحدة: انفجار يهز مصنعا عسكريا بولاية تنيسي يسفر ...
- مولدوفا وخسارة روسيا الفادحة في أوروبا
- السودان.. -تأسيس- مستعد للتعاون مع -الرباعية- لإنهاء الحرب
- ويتكوف وكوشنر على طاولة الحكومة الإسرائيلية.. دعم أم ضغط؟
- انفجار -مدمر- في مصنع متفجرات بأميركا يخلف قتلى ومفقودين
- حماس وفصائل فلسطينية ترفض أي -وصاية أجنبية- على غزة
- فرنسا.. تكليف لوكورنو بتشكيل حكومة جديدة بعد إعادة تعيينه
- كوشنر ينتقد طائرة الرئيس الفلسطيني -الفارهة-.. ماذا قال؟
- بعد فوزها بنوبل للسلام.. ماريا كورينا تهدي جائزتها لترامب


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..( 69 )