عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 8486 - 2025 / 10 / 5 - 15:45
المحور:
سيرة ذاتية
حين نتحدث في هذه الأيام عن ثقافتنا العربية؛ هذا مطلع كبير قد يجرنا الى قراءة سيرة الكتب التي تصدر في بلادنا العربية خصوصاً عن دور نشر كبيرة في عاصمة الثقافة بيروت ، ومن القاهرة ومن الجزائر والمغرب العربي ومن دمشق رغم الظروف القاهرة ودوى اصوات الانفجارات المنتشرة هنا وهناك وعلى بُعد اميال من عاصمة بغداد و شارعها الاشهر المتنبي الذي يعجُ بالزوار الباحثين عن بقايا قصاصات ما تبقى من الموروثات الثقافية الجميلة لسيرة عظماؤنا الذين نقتدى بالتعلق بتلابيب احرفهم لكى نبني عليها مداميك اغلفة كتبنا عن كُلٍ شئ ، أجل عن المقاومة وعن السيَّر الذاتية وعن الشعر وعن الروايات التي تصدر عن دور نشر في الاغتراب سواءً في باريس او لندن او برلين وربما مهرجان مالمو الثقافي في المملكة السويدة اعادة صورة جميلة بدأت تطفوا بعد صدور مئات المؤلفات الورقية لعشاق لغة الضاد رغم إبتعاد القراء عن تقليب صفحات الكتب والاستعاضة عنها بمحركات التواصل الاجتماعي المنتشرة كالنار في الهشيم وربما اوسع من سرعة الصوت والصورة .ما المعنى الذي نؤديه بهذه العبارة؟ وعلى أي أساس نعتبر نشاطنا الثقافي الراهن في كل أقطارنا نشاطاً مشتركاً، أو جزءاً من كل، او زيارة قصيرة لحضور مظاهرة هنا ولقاء سياسي هناك او تجمع للأعلان عن ولادة احزاب تسعي لمد صلة التواصل مع ذواتنا حتى نحصل على تمثيل لائق لدولنا التي ولدنا وترعرعنا على سماع النشيد الوطني صباحاً عند دخولنا الى مقاعدنا داخل صفوفنا الاولى للمدارس .وامتداداً لثقافتنا الموروثة، وإضافة جديدة حية تنتمي للماضي، وتواصل التقدم والنمو في الحاضر والمستقبل .
في هذه المقدمة الانفة الذكر جعلتني إستحضار كل جمال اجتماعنا مساء الامس يوم السبت الواقع في 20 ايلول سبتمبر 2025 - حول حفلة توقيع كتابيَّ الاخير
"" تدوين يوميات عام كامل من التاريخ"" ، الصادر (( عن دار المحجة البيضاء بيروت - ميدان المقاومة من بين الركام والدمار الذي خلفتهُ حرب ال 66 يوماً . )) ، من عاصمة النشر والطبع والتنضديد والاخراج للكتب كى تبقى سمتها واضحة من خلال اغلفتها ودواخلها وعناوينها .كان يوماً مشهوداً وعنيفاً في تقبل فكرة المقاومة عبر الكلمة الحرة والنزيهة التي تُصيبُ بعد التركيز والتسديد لمعاني مواضيع الكتاب !؟.
كانت الدعوة عامة وربما على وجه الخصوص بعدما ارسلتُ مباشرة عشرات الرسائل الى الاحبة والصديقات والاصدقاء من الشعراء ، الشاعرات والادباء ، الاديبات ، والكتاب ، الكاتبات ، و الروائيات ، والصحافة والاعلام والتصوير الفوتوغرافي.
فكان اللقاء جميلاً و و سيما يعكس مدى التجاوب المُعبر عن ثقافة الحياة ودحر فكرة ان العرب لا يقرأون،
نظم منتدى الرافدين الثقافي في النرويج تلك الامسية الثقافية. بالتنسيق مع المسرح المتنوع النرويجي ، وكانت قاعة المسرح تعجُ بالابتسام والقبل والسلام والعناق ما بين جميع اعضاء مَن حضر لإثبات صورة واقعية تضامنية مع الكتاب المُحتفى بهِ .
لبنان والعلم والنشيد في صورة رائعة مجيدة تعكس مدى تعلق التوَّق الى إستعادة اثار سمعة الثقافة الإغترابية منذ مطلع القرن التاسع عشر - حتى يومنا هذا رغم الحروب ، تظلُ حرية الفكر وحرية الإنتماء الى الوطن في بقاءه مُشعاً نيراً .
كانت فلسطين حاضرة وسوريا والعراق واليمن والسودان والصومال واثيوبيا وكردستان ، و مهندس الصوت النرويجي المُبدع .
ومحطات تلفزيونية وراديو و تواصل اجتماعي واسع .
التقديم الاول كان عبر الصديق العزيز محمد الضمداوي الذي افتتح المناسبة في الاستماع للنشيد الوطني اللبناني تبجيلاً وتقديراً لدور لبنان في هذا المضمار عن مسيرة الكتاب ، كما كانت هناك وقوف دقيقة صمت حدادًا على ارواح الشهداء في غزة و لبنان والجوار .
وتعاقب على تقديم الخطباء صاحب رواية الهجرة من بغداد - الاستاذ مُهيمن جواد الذي نقل الينا حضور شارع المتنبي الى قاعة الندوة في لغتهِ البديعة والوسيمة . وكان اول المتحدثين فضيلة الشيخ محمود جلول خطيب مركز جامع التوحيد الاسلامي في اوسلو وكان ثناءهِ على الاصدار الجديد مركزاً على فكرة الاصدارات للكتب المهمة مُشيداً بدور منتدى الرافدين الثقافي في النرويج ومجموعة كبيرة لتعزيز وتمتين اواصر المقاربة مع بلادنا الاصلية .
وقدم الاستاذ صالح شعبان كلمة فلسطين حيثُ كان تركيزه على دور الكتاب وتعويم ثقافة المقاومة رغم الابتعاد الشاسع عن فلسطيننا وجنوب لبناننا .
وكانت كلمات مختصرة وجميلة عبرت عنها الشاعرة اللبنانية صاحبة رواية لا احد يصل الى هنا - الاستاذة فاطمة البرجي التي ركزت في كلمتها عن التوثيق والتدوين رغم ضراوة الحرب .لكنها أوصلت الرسالة .
كما تناولت السيدة الناشطة آفين ماجد إختصاراً موجزاً عن سيرة الكتاب واحترام العلاقة ما بين المقاومات الفلسطينية اللبنانية والكردية على حدٍ سواء .
وحدد الشاعر ستار موزان في رسالته عن الكتاب واعتباره سيرة مقاومة وسيرة تدوين حتى لا ننسى المزج ما بين الثقافة والمقاومة في آن وقالب منفرد في إشعاعه الناصع .
ورأينا في مصطلحات الشاعر احمد القيسي الذي لم يتعب او يمل عند ايحاءاتهِ المُبدعة ازاء صورة الفداء والاقتداء بعظماء من سبقنا في اعلاء صورة التضحية من اجل الحرية المطلقة منذ البواكير .
وكان الصديق الروائي المُبدع ليث عبد الغني الذي قال للحضور عن اهمية دورنا الجماعي التاريخي في اعطاء حالة تعويم ثقافة الاغتراب ودمجها مع مجتمعاتنا التي نعيش معها .
وكان صوت الفنانية التي إرتدت ثوب فلسطين التقليدي المزركش ورداً كرزياً جورياً تقليدياً ، القومي التاريخي ، صاحبة الحنجرة الفيروزية اللامعة الاستاذة ملاك صالح - بعد نقلها الحضور الى اول عهد ثقافة الفن والمقاومة عندما ابدعت في اغنية
زهرة المدائن حيثُ لم يتوقف التصفيق طويلا.
فكان غضبها مدوياً وساطعاً مزج ما بين التوَّق والعشق والمقاومة في إستحضار سيرة القدس العتيقة .
وكان صوت عزف منفرد على العود للمخرج المسرحي الاستاذ شوان وحيد الذي ساهم في تنظيم رائع لإنجاح حفلة التوقيع للكتاب .
ومن المهم هنا الاشارة الى دعم خاص و حضور اعداد مهمة من ابناء جاليتنا اللبنانية البديعة وكان تمثيلها يعكس مدى حُب ثقافة الحياة والمقاومة . فكانت الزرارية ، مركبا ،حارة حريك ، برج البراجنة ، كفر رمان ،حاضرة ، وكانت حولا ، وشبعا ، وبيروت - الطريق الجديدة ،وصيدا ، والضاحية ، وبعلبك ، وعلي النهري ، والمحيدثة -بكفيا ، وشقرا ، وبلاط ، وبرج قلاويى ، وقاعقية الجسر ، وربما هناك اسماء القرى كانت مُبدعة في تدوينها ، وارجو ان لا اكون ناسيًا أحداً ومن كل قلبي ودواخلي . وكانت جالية فلسطين وعلمها داخل القاعة مع الكوفية ، - و إستعادة ذاكرة مخيم الصمود والبطولة تل العدس تل الزعتر - صبرا وشاتيلا ، وبرج الشمالي ، والراشيدية ، وعين الحلوة ، وبرج البراجنة ، ونهر البارد ، والبداوى ، والانتشار ، وترديد عاشت فلسطين حرة عربية من النهر الى البحر ومن غزة الى الضفة الى كل اصقاع العالم ، صوتاً هادراً صاعقاً جارفاً لتحرير كل ذرة تراب على ارض فلسطين السديمية ، وكان هناك تواجد الجرحي والوافدين الجدد من إتون حرب غزة العاصفة .
كما كان المصور الصحفي الاستاذ ايمن الخليل ابسر الذي نشر بصوتهِ عند كل انتقال من خطيب الى اخر فكانت صرخات تحيا فلسطين ظاهرة في معظم تغطيته للندوة .
و في نهاية الحفل تم اهداء شهادة تقدير من الاعلامي - الى الاستاذ محمد الضمداوي ، والى صاحب الكتاب المُحتفىَّ بهِ ،سلمها الاستاذ سامي التميمي مدير جريدة الاقلام الدولية ، التي تهتم في تسجيل اصوات ادب الاغتراب وتقديمها للقارئ لتعزيز اواصر الثقافة ما بين دولنا و محطات اقامتنا القسرية .
وكان توقيع الكتاب واسعاً مع إصرار الاحبة على إلتقاط الصور التذكارية كعربون حُب و وفاء و تضامن مع الإنجاز الثقافي المقاوم رغم سمعة الحرب الأليمة .
عيونٌ ترصدُ البُعد الثقافي رغم إغترابها
فيبقى حنينُها طاغياً يُثلِجُ العقول والأفئدة .
عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في 5 تشرين الأول - اكتوبر / 2025 / ..
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟