أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - كنَّ أفضلَ صديقٍ لنفسِك – سفرُ الروحِ في مواجهةِ الصِّعاب














المزيد.....

كنَّ أفضلَ صديقٍ لنفسِك – سفرُ الروحِ في مواجهةِ الصِّعاب


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 8484 - 2025 / 10 / 3 - 11:45
المحور: الادب والفن
    


يا أيُّها القلبُ…

خفِّفْ خُطاكَ على جراحِكَ؛ فالطريقُ إليكَ أوسعُ من ظلالِ الظنِّ،

وأقربُ منْ دمعةٍ تسيلُ بلا استئذان.

عتبات

أنا ابنُ ما عبرَتْ يدايَ من العواصفِ لا ابنُ ما انكسرْتُ فيه،

أنا شاهدٌ آخرُ على نجاةِ نافذةٍ تُطلُّ على النهارِ من خرابِ البيت.

قالتْ أمّي: «لا تَخَفْ»

وقلتُ: كيفَ أخافُ والهواءُ يسندُ كتفي الأيسر؟

كيفَ أخافُ وكفُّ اللهِ لا تُرى، ولكنَّها تُرمِّمُ ما تَهَدَّمَ في الكلام؟

مرآةٌ تمشي

أُصادقُني… كي لا أموتَ ببطءِ الشبهات،

كي لا أبيعَ ملامحي لِسوقِ المدائح.

أُصادقُني… لأنَّ غربتي طاولةٌ بلا رفاق،

ولأنَّني حينَ أجلسُ إلى نفسي،

أسمعُ في صدري مدينةً تُضيءُ بلا كهرباء.

تعويذةُ الرفق

لا تجلدوا الطفلَ الذي يسكنُ فينا؛

أصواتُكم العاليةُ تُطفئُ شمعَتَه،

وقسوتُكم تضعُ الملحَ على خبزِهِ اليابس.

قولوا له: أخطأتَ؟ حسنًا… سنجرِّبُ من جديد.

قولوا له: بكيتَ؟ حسنًا… الماءُ يُنضجُ البذور.

قولوا له: خِفْتَ؟ تعالَ نُربِّي في الظلِّ جناحَيْن.

رسائلُ الألم

كلُّ جرحٍ بريدٌ يصلُ في غيرِ موعده،

يقولُ: «كان عليكَ أن تُنصِتَ أكثر،

كان عليكَ أن تُضَمِّدَ الليلَ بالقُربِ لا بالهَرب».

الألمُ معلِّمٌ لا يرتدي معطفًا أبيض،

ولكنَّهُ حينَ يخرجُ من الصفِّ

يتركُ على لوحِ القلبِ درسًا لا يُمحى:

أنَّ أقسى الطرقاتِ هي التي تعلِّمُنا لُغَةَ الأعشاب،

وأنَّ الغيومَ الثقيلةَ وحدها تعرفُ معنى المطر.

فلسفةُ الخوف

الخوفُ ليسَ وحشًا، إنَّهُ يتيمٌ يطلبُ يدًا تُمسِكُهُ لئلّا يضيع،

إنَّهُ ظلٌّ بلا صاحب،

فإنْ هربتَ منهُ صارَ ليلًا،

وإن عانقتَهُ صارَ مظلَّةً تمشي معكَ في رذاذِ الغياب.

قلْ لِخوفِكَ: اجلسْ خلفَ المقودِ،

لكنَّ الطريقَ على اسمي.

سلامٌ يتنفَّس

تعالوا نتعلَّمُ رياضةَ الصمت،

أن نضعَ على فوضانا يَدًا من هواء،

أن نقولَ للساعةِ: امشِي على مهل،

فهنا قلبٌ يُعيدُ ترتيبَ أثاثِه.

السلامُ ليسَ هدنةً مع العالم،

السلامُ رُخصةٌ نسوقُ بها دفءَنا من دونِ حادث.

حرِّيَّةٌ من داخل

لا تصدِّقوا الأقفالَ؛

السجونُ التي تعلَّقُ في العيونِ أخفُّ من تلكَ التي تُعلَّقُ في الكلام،

وأخفُّ منهما سجنُ الرضا بما لستَ أنتَ.

الحرِّيَّةُ أن تمتلكَ حقَّ أن تقولَ «لا»،

وحقَّ أن تقولَ «نعم»

من غيرِ أن تهديَ قرارَكَ للريح.

حبٌّ يعلو على الفناء

الحبُّ ليسَ ذريعةً للبقاءِ قريبًا،

هو قدرةٌ على أن تُنبتَ قمحًا في قلبِ من تبتعدُ عنه،

قدرةٌ على أن تتركَ ماءك في جرَّةِ الغريب.

الحبُّ لا يقولُ: «أنتَ لي»

بل يقولُ: «أنا معك»

حتى إذا افترقَ الطريقُ،

ظلَّ ظلُّنا يلوِّحُ لبعضهِ من جهةِ الروح.

وطنٌ في الجيب

قِيلَ: «الوطنُ حيثُ لا تُطرَدُ من نفسك».

وأقولُ: الوطنُ حيثُ إذا بكيتَ،

لا تبحثُ عن منديلٍ في الخارج،

بل تُخرِجُ من جيبِكَ حقلًا من قمح،

وتتركُ دمعتكَ تُسقيه.

وصايا إلى نفسي



إذا مرَّ بكَ الذنبُ، فمرَّ بهِ مرَّ السحاب:

أمطِرْ حكمةً واتركهُ يذهب.

إذا ثَقُلَ الليلُ، ضعْ على كتفِكَ سورةً من الأملِ وامشِ.

إذا ضاقَ صدركَ، تنفَّسْ كما لو أنَّكَ تُعلِّمُ الأرضَ كيفَ تُزهِر.

وإذا ناداكَ خوفُكَ باسمِكَ القديم،

فقُلْ لهُ: لقد كبرتُ… تعالَ نلعبْ في ساحةٍ أوسع.



نشيدُ الندوب

هذهِ الندوبُ أوسِمتُنا… لا تُخفِها.

قلْ للعالَمِ: هنا سقطتُ، وهنا نهضتُ، وهنا تعلمتُ الطريقَ إلى نفسي.

كلُّ ندبةٍ توقيعُ حياة،

وكلُّ توقيعٍ قصيدةٌ لم تكتملْ بعد.

بيانُ الصداقةِ الكبرى

سأكونُ لي كما لم يكنْ أحدٌ لي:

إذا تَفَتَّتَ صوتي جمعتُهُ من فمِ الأُمنيات،

إذا تهجَّيتُ اسمي على حافةِ الهاويةِ خَطَطْتُ تحتَهُ جسرًا،

وإذا نِمتُ على خوفٍ، أيقظتُني على صباحٍ من مهلٍ وحنان.

سأكونُ لي… لأنَّ الذينَ يُشبهونَني مشغولونَ مثلي بتضميدِ ما تشقَّقَ في الغيم،

ولأنَّ الطريقَ إذا خُلِيَ من الصحبِ،

امتلأ بأقدامِ الملائكة.

قافيةُ الرجاء

لا تيأسوا؛

القمحُ يتأخَّرُ أحيانًا كي يعلِّمَنا الصبر،

والنهرُ يحفُرُ في الصخرِ ليذكِّرَنا أنَّ اللينَ أقوى من الحديد.

لا تيأسوا؛

النهارُ يولدُ في آخرِ لغةِ الليل،

والطفلُ الذي فينا إذا ابتسمَ… تتسعُ الأرضُ مترًا آخرَ في القلب.

ختامٌ يفتحُ الأبواب

أنا لستُ كاملًا،

لكنَّني اكتشفتُ جمالَ النقصِ حينَ صالحْتُه،

واكتشفتُ أنَّ اكتمالي ليسَ نهايةً،

بل عودتي كلَّ مساءٍ إلى نفسي

وأنا أقولُ لها:

«كنّا شجاعتين اليوم:

شجاعةَ أنْ نَبكي حينَ وجَبَ البكاء،

وشجاعةَ أنْ نبتسمَ كي يرى الطريقُ قليلًا من الضوء».



يا أيُّها القلبُ…

اتَّسِعْ،

فإنَّ الذينَ يَعبُرونَكَ ليسوا غرباء،

إنَّهُم أنتَ في صورٍ أخرى.

ويا نفسُ…

كُنّي أفضلَ صديقةٍ لنفسِك،

كي يمرَّ هذا العالمُ عليكِ

مثلَ نسيمٍ يُعيدُ ترتيبَ الوردِ في حديقتك،

ومثلَ سفرٍ يعودُ إلى بيتٍ

لا يُغلِقُ بابَهُ على أحد



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت الأخير
- التأرجح بين الزائلات والأبد قراءة وجدانية في كتاب بسمة الصبا ...
- “الأدب الصادق لا يعرف الشللية”
- قصيدتان وأغنية: شعرية الجرح والبحث عن المعنى قراءة نقدية في ...
- أنا إنسان
- راسة وقراءة أدبية الكتاب : لاهوت الحب ، رحلة القلب إلى الله ...
- حين صرخت العيون
- معركة الإنسان مع نفسه قبل أن تكون مع الآخرين
- حين تتحول المذكرات إلى مرآة إنسانية كونية قراءة في «نظرة إلى ...
- قراءة أدبية لكتاب (بين الخطوة والنجمة) للكاتبة رانية فؤاد مر ...
- الكتابة كقدرٍ يبتلع صاحبه: قراءة في نص “بسمة الصباح”
- الطيبة بلا عقل نار تلتهم صاحبها
- من الانطباع إلى التحليل: رحلة سامية عرموش مع السينما كأداة ل ...
- ✦ الصراع… جرح البشرية الأزلي وإمكانية الخلاص
- قراءة أدبية في قصيدة -رسائل إلى غَيْدي- بقلم الناقد والدكتور ...
- عندما أموت
- دراسة في رواية -الانفجار- – للكاتبة الفلسطينية رانية مرجية ب ...
- كلما زادت معرفتي للبشر… زاد احترامي للكلاب
- قراءة نقدية لقصة انتقام الصمت للاديبة بسمة الصباح
- إلى الأديب والصحفي العراقي كاظم حسن سعيد


المزيد.....




- ساحة الاحتفالات تحتضن حفلاً فنياً وطنياً بمشاركة نجوم الغناء ...
- تهنئة بمناسبة صدور العدد الجديد من مجلة صوت الصعاليك
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - كنَّ أفضلَ صديقٍ لنفسِك – سفرُ الروحِ في مواجهةِ الصِّعاب