أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ساجت قاطع - قابل إنته تفتهم أكثر من القاضي..!!؟














المزيد.....

قابل إنته تفتهم أكثر من القاضي..!!؟


محمد ساجت قاطع
كاتب وباحث عراقي

(Mohammed Sajit Katia)


الحوار المتمدن-العدد: 8482 - 2025 / 10 / 1 - 03:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان باراً بوالدته ذات السبعين عاماً لا يتوانى عن تحقيق رغباتها على الرغم من غرابتها وعدم واقعيتها أحياناً، أدهشه في أحد الأيام كثيراً أنها تريد جوزاً ، وهي التي فقدت أسنانها منز سنين طويلة. ولكنها أمه العزيزة على أية حال سارع لتلبية طلبها، وجاء لها بأحسن ما في السوق من جوز ولكنها غضبت عليه واحتدت، وكررت طلبها بإصرار: (أريد جوز .. أريد جوز).. وجاء بالجوز ثانية، ولكنها رفضته بحدة مرة أخرى. وصار الرجل بحيرة شديدة، فهي لا تكف عن طلب الجوز، وهو لا يتوانى عن الإتيان به. ولكنها كانت ترفضه دائماً. وظل الرجل يعاني ويعاني، نصحه أحد الأصدقاء بأن يأخذها إلى السوق ويدعها تختار فحملها على ظهره لأنها ليست قادرة على المشي، صادفه القاضي في الطريق وهو على معرفة جيدة به.
سأله :
- ياولد وين رايح بأمك..؟
أجابه: إنها تريد جوزاً... وأنا ذاهب لشرائه بعد أن تقتنع بنوعيته.
فرد عليه القاضي:
- ابني لا تصير غبي.. هيه تريد زوج مو جوز..!!
اندهش الرجل وأجابه:
- أمي مره عجوز فوك السبعين، شتسوي بالرجال..!! طبعاً، هذا الكلام كان يدور ليس بعيداً عن مسامع أمه، فضربته على رأسه وصاحت:
- ولك قابل انته تفتهم أكثر من القاضي..؟؟!! (علي أبو عراق، مقامات النخل)..
هذه المفارقة بين "الجوز والزوج" ليست بعيدة عن مفارقاتنا السياسية. فمع كل انتخابات، يصرخ كثيرون ضد الفساد والفاسدين، ثم لا يلبثون أن يعودوا بحماسة لينتخبوا نفس الوجوه التي نهبت البلد وخنقت أحلامه. مرة بحجة القرابة، وأخرى بدافع صداقة قديمة، وثالثة بذريعة الانتماء القبلي أو الطائفي.

في المشهد ذاته، يظهر رجال دين وشعراء ومنشدون يبارون بعضهم في الخطب والقصائد والمهرجانات، يبيعون الكلام كما تُباع أي بضاعة رخيصة في سوق مزدحم. والمفارقة أن أغلب هؤلاء الناخبين من "العوام" الذين طحنهم الفساد، لكنهم يركضون خلف فتات موائد الأحزاب، ليعيدوا إنتاج جلاديهم مرة بعد مرة.
الأحزاب بارعة في اللعبة: تضليل وتجهيل، إثارة نعرات طائفية، تخويف من عدو وهمي، أو رفع شعارات ساذجة من قبيل: "اختر الأقل فسادًا". أي منطق هذا؟ وأي جهل أبشع من أن يُجزّأ الفساد وكأنه درجات يُقاس بعضها ببعض؟ الفساد كلٌّ لا يتجزأ، وتمكين الفاسدين هو فساد مضاعف مهما غُلّف بخطاب ديني أو غطاء اجتماعي.
إن مروّجي هذه الدعوات صنفان: مأجورون يقبضون ثمنًا معلومًا من الأحزاب، أو غارقون في جهل طائفي وحقد أعمى. أما المتفاعلون معهم فإما متعصب يُقاد بالعاطفة، أو قليل وعي سياسي يساق حيث يُقاد.
لهؤلاء جميعًا أقول: لا تلعنوا الفساد وأنتم شركاء في استمراره. ولا تسبّوا الفاسدين وأنتم قد منحتموهم أصواتكم. لا تتباكوا على سوء أحوالكم، فأنتم أصل البلاء وسبب دوامه. حاكموا أنفسكم قبل أن تحاكموا غيركم.
وأقولها بلا مواربة: إذا واصلتم هذا الدور المخزي، فستكون تلك العجوز الباحثة عن "جوز" لا "جوز"، أعقل منكم وأوفر حظًا!

***
» محمد ساجت السليطي (كاتب وباحث عراقي )



#محمد_ساجت_السليطي (هاشتاغ)       Mohammed_Sajit_Katia#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين أزمة الوعي وفساد السلطة
- من تشرين العظيمة إلى نيبال
- العراق والتفكير الأحادي في فهم الظاهرة السياسية
- بين سلطة الله وسلطة الحاكم
- لماذا نحتاج إلى نقد الدين السياسي؟
- بين لاهوت التحرير ولاهوت الطاعة
- الدين السياسي عدو الإصلاح
- الدين حين يتحول إلى أيديولوجيا قمع
- كيف تُنتج الدولة رجال دينها؟
- من الدين لله إلى الدين للسلطة
- الدين بين الرسالة والأداة
- بين التحالف والخيانة... فرقٌ كبير
- آثار ظاهرة وعّاظ السلاطين على الدين والمجتمع
- الوجه النفسي لظاهرة وعّاظ السلاطين: الحاجة إلى الحماية بدل ا ...
- مثقفو التبرير: حين يتحول الفكر إلى أداة بيد السلطة
- تأثير الغباء الاجتماعي على الشعوب: قراءة في نظرية ديتريش بون ...
- فقه الطاعة وفقه الاستبداد: التحليل الفقهي والسياسي لشرعية ال ...
- الجذور التاريخية لظاهرة وعّاظ السلاطين
- كيف يُهزم الجهل؟
- ليس الجهل وحدهُ الخطر...


المزيد.....




- شاهد.. راكب دراجة يفر من حرس الحدود وهو يصرخ: -أنا لست مواطن ...
- الإغلاق الحكومي يبدأ رسميا في أمريكا بعد فشل مشروع القانون ا ...
- اليوم 726 للحرب: غارات لا تهدأ وأسطول الصمود يقترب من مياه غ ...
- إغلاق وشلل حكومي في الولايات المتحدة
- ترامب يحذر حماس: -في حال رفض خطة السلام، ستكون النتيجة وخيمة ...
- الدانمارك تستضيف قمة أوروبية وسط تعزيزات أمنية مشددة
- الصيادلة محاصرون بالمرضى القلقين بعد تصريحات ترامب بشأن بارا ...
- 60 قتيلا و147 جريحا بزلزال الفلبين
- لعنة القذافي تصيب ساركوزي بعد مطاردة لعقد من الزمان
- البنتاغون: نقلص قواتنا في العراق مع تراجع تهديد تنظيم الدولة ...


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ساجت قاطع - قابل إنته تفتهم أكثر من القاضي..!!؟