أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صلاح الدين ياسين - صمويل هنتغتون: من صراع الأيديولوجيات إلى صدام الحضارات














المزيد.....

صمويل هنتغتون: من صراع الأيديولوجيات إلى صدام الحضارات


صلاح الدين ياسين
باحث

(Salaheddine Yassine)


الحوار المتمدن-العدد: 8479 - 2025 / 9 / 28 - 15:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يُعدّ صمويل هنتنغتون (1927-2008) أحد أبرز علماء السياسة في القرن العشرين. اشتهر بشكل خاص بأطروحته عن "صدام الحضارات"، لكن إسهاماته الفكرية تتجاوز هذه النظرية لتشمل العديد من القضايا الجوهرية في علم السياسة.
أولا: المؤسسات قبل الديمقراطية
في كتابه "النظام السياسي للمجتمعات المتغيرة" (1968)، قدم هنتنغتون تحليلًا رائدًا لعملية التنمية السياسية. فعلى عكس النظريات السائدة في ذلك الوقت، التي كانت تركز على الديمقراطية كهدف نهائي، رأى هنتنغتون أن التنمية السياسية هي في الأساس عملية بناء مؤسسات قوية. كان يرى أن الدول النامية تواجه تحديًا كبيرًا، وهو عدم وجود مؤسسات قادرة على استيعاب التغيرات الاجتماعية السريعة (مثل التحضر والتصنيع والتعليم).
لقد شَدَّدَ هنتنغتون على أن غياب المؤسسات القوية يؤدي إلى الأزمات الاجتماعية وعدم الاستقرار، حيث تفشل الأنظمة في تلبية مطالب الجماهير المتزايدة. ولذلك، كان يرى أن الأولوية القصوى لأي مجتمع يسعى للتنمية هي بناء حكومة مركزية قوية ومؤسسات فاعلة، حتى لو كان ذلك على حساب الديمقراطية في البداية.
ثانيا: التحول الديمقراطي
يُعدّ كتاب صمويل هنتنغتون "الموجة الثالثة: التحول الديمقراطي في أواخر القرن العشرين" أحد أهم أعماله التي تناولت التحول الديمقراطي بشكل مباشر ومفصل. كانت الفكرة الأساسية التي طرحها هي أن التحولات الديمقراطية لا تحدث بشكل عشوائي، بل تأتي على شكل "موجات"، تتبعها أحيانًا "موجات عكسية" من التراجع الديمقراطي.
كما مَيَّز هنتنغتون بين ثلاثة أنواع رئيسية من التحول الديمقراطي استنادا إلى دور النخب السياسية الذي اعتبره محوريا في هذه العملية:
- التحول (Transformation): يحدث عندما تقود النخبة الحاكمة نفسها عملية التحول الديمقراطي، وتضع القواعد الجديدة للنظام، كما حدث في إسبانيا والبرازيل.
- الاستبدال (Replacement): يحدث عندما تقوم المعارضة بشكل أساسي بإسقاط النظام السلطوي وتأسيس نظام ديمقراطي، كما وقع في البرتغال عام 1974.
- التحول الجزئي (Transplacement): وهو مزيج من النوعين السابقين، حيث يحدث التحول نتيجة للتفاعل بين النخبة الحاكمة التي تدرك ضرورة التغيير، والمعارضة التي تضغط من أجله.
ومن بين إسهاماته المبكرة، يُعدّ كتاب "الجندي والدولة" (1957) مرجعًا أساسيًا لفهم العلاقة المعقدة بين المؤسسات العسكرية والحكومة المدنية. وفقًا لهنتنغتون، عندما يصبح الجيش محترفًا وموضوعيًا، فإنه يبتعد عن التدخل في السياسة، ويترك مهمة الحكم للسياسيين المنتخَبين، وهو ما يضمن الاستقرار الديمقراطي.
ثالثا: صدام الحضارات
يُعدّ مقال هنتنغتون "صدام الحضارات؟" (1993)، الذي تحول لاحقًا إلى كتاب كامل، أشهر أعماله وأكثرها إثارة للجدل. بعد نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي، كانت التوقعات السائدة ترى أن العالم سيتجه نحو الديمقراطية الليبرالية. لكن هنتنغتون اختلف مع هذه النظرة، وقدم رؤية بديلة.
جادل هنتنغتون بأن الصراعات المستقبلية لن تندلع بسبب الأيديولوجيات (الرأسمالية ضد الشيوعية)، بل ستكون بين "الحضارات الكبرى"، لأن العالم أصبح أكثر تواصلاً وترابطا بسبب الهجرة والإعلام، الشيء الذي سيساهم في تغذية هذه الاختلافات. كما أن العولمة تدفع الناس للتشبث بهوياتهم الثقافية مخافة تعرضها للطمس والذوبان.
وقد حدد هنتغتون سبع حضارات رئيسية: الغربية، الإسلامية، الصينية، اليابانية، الأرثوذكسية، الهندوسية، والأمريكية اللاتينية، مع احتمال وجود حضارة أفريقية. وفي نظره، فإن الاختلافات بين هذه الحضارات في الدين، والقيم، واللغة، والعادات، ستكون المصدر الرئيسي للنزاع، إذ رأى أن الخطوط الفاصلة بين هذه الحضارات هي التي ستشهد أكثر الصراعات عنفًا.



#صلاح_الدين_ياسين (هاشتاغ)       Salaheddine_Yassine#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميشيل فوكو: كيف نقع ضحية للسلطة دون أن نشعر بذلك؟
- حنة أرندت: الفكر الحر في مواجهة الطغيان
- الوضعية: عندما يصبح العلم الطريق الوحيد إلى المعرفة
- البراغماتية: فلسفة ما ينفع الناس
- العدمية: بين الفراغ الوجودي وصناعة المعنى
- من إف-22 إلى جيه-20: كيف غيّرت مقاتلات الجيل الخامس قواعد ال ...
- الحضارة تحت المجهر: كيف تعيد الديموغرافيا تشكيل العالم؟
- القطة التي اصطادت الفأر: حكمة دينغ التي غيّرت وجه الصين
- المستبد المستنير: هل هو ضرورة تاريخية أم نمط حكم عقيم؟
- حين تُحسم الحرب من خلف الستار: دور المخابرات في الصراعات الح ...
- ما هي عوامل التحول الديمقراطي؟
- حين تصبح السماء ساحة معركة: كيف تغيرت قواعد الدفاع الجوي؟
- كيف تنعش الحروب الرأسمالية؟
- لماذا تُعد مكافحة التجسس أصعب من التجسس نفسه؟
- هل اقتربت حقا نهاية عصر النفط؟
- لماذا يعتبر محافظ البنك المركزي أخطر منصب اقتصادي؟
- الجاسوس الذي باع أسرار أمريكا: قصة ألدريتش أميس
- حين تُصبح الجغرافيا لاعباً سياسياً: هل هي نعمة أم نقمة؟
- فيتنام تغير جلدها: عندما تتصالح الشيوعية مع السوق
- تجربة ميليغرام: لماذا يطيع الإنسان أوامر تؤذي الآخرين؟


المزيد.....




- السعودية.. الأمن العام يُصدر بيانًا جديدًا بشأن واقعة -الاعت ...
- حرب غزة في يومها الـ725: غارات مكثّفة وترقب لردّ حماس على خط ...
- كيف كانت ردود الفعل العالمية على خطة ترامب لوقف إطلاق النار ...
- ترحيب عربي وغربي وأممي بخطة ترامب للسلام في غزة
- مباشر - خطة ترامب للسلام: ترقب لرد حماس ونتانياهو يؤكد أن إس ...
- سوريا: جهاد عيسى الشيخ مستشاراً للرئاسة في أحد أهم الملفات ا ...
- سقوط 22 قتيلا في مدغشقر خلال احتجاجات مناهضة للحكومة
- إشادة عربية وغربية بخطة ترامب للسلام في غزة والبرغوثي يعتبره ...
- خلافات حادة بين الجمهوريين والديمقراطيين تهدد بإغلاق الإدارا ...
- ما ردود الفعل في إسرائيل على خطة ترامب بشأن إنهاء الحرب في غ ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صلاح الدين ياسين - صمويل هنتغتون: من صراع الأيديولوجيات إلى صدام الحضارات