أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صلاح الدين ياسين - البراغماتية: فلسفة ما ينفع الناس














المزيد.....

البراغماتية: فلسفة ما ينفع الناس


صلاح الدين ياسين
باحث

(Salaheddine Yassine)


الحوار المتمدن-العدد: 8451 - 2025 / 8 / 31 - 15:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


البراغماتية هي تيار فكري نشأ في الولايات المتحدة في أواخر القرن التاسع عشر، ومن أبرز رواده تشارلز ساندرز بيرس، ويليام جيمس، وجون ديوي. لم يكن هؤلاء راضين عن الفلسفات التقليدية التي كانت تبحث عن حقائق مطلقة أو مفاهيم مجردة. وبدلاً من ذلك، ركزوا جهدهم على فلسفة تكون وثيقة الصلة بحياة الناس اليومية.
أولا: أبرز أفكار البراغماتية
تتضمن البراغماتية جملة من المبادئ الفكرية الأساسية:
- النتائج العملية: هذا هو حجر الزاوية في الفكر البراغماتي الذي لا يهتم بالفكرة بحد ذاتها، بل بما تؤدي إليه من نتائج. بعبارة أخرى، فإن البراغماتية لا تسأل: "هل هذا الشيء صحيح من الناحية النظرية؟" بل تسأل: "هل هذا الشيء مفيد؟ هل يؤدي إلى نتائج؟ هل يُحدث فرقًا؟".
- الحقيقة متغيرة وليست مطلقة: على عكس الفلسفات التقليدية التي تبحث عن حقيقة واحدة ثابتة، يرى البراغماتيون أن الحقيقة ديناميكية وتتغير بناءً على التجربة والنتائج. فما كان صحيحًا بالأمس قد لا يكون صحيحًا اليوم إذا تغيرت الظروف. وفي هذا الصدد، يقول ويليام جيمس: "الحقيقة هي ما يَثبت نفعه في حياتنا العملية".
- أهمية التجربة: يؤمن البراغماتيون بأن المعرفة الحقيقية تأتي من التجربة والملاحظة والتفاعل مع الواقع. وبالتالي، فإنهم يركزون على المنهج التجريبي لحل مشكلات الواقع. وقد أدرك جون ديوي بشكل خاص أن المعرفة ليست مسعى فرديًا منعزلاً، بل هي عملية اجتماعية. وهكذا، فإننا نتعلم من خلال التفاعل مع الآخرين، وتبادل الخبرات، والعمل الجماعي لحل المشكلات.
ثانيا: أمثلة وانتقادات

بما أن الفلسفة البراغماتية ذات صبغة عملية فإنها تمارس تأثيرا ملحوظا على حياتنا، وهو ما يتجلى في الأمثلة التالية:
- في اتخاذ القرارات اليومية: عندما تختار بين طريقين للوصول إلى وجهتك، فإنك غالبًا ما تختار المسار الذي تتوقع أنه الأسرع أو الأقل ازدحاما بناءً على تجربتك.
- في التعليم: إن المدارس التي تركز على التعلم بالمشاريع، وحل المشكلات، والتجربة العملية للطلاب، تطبق مبادئ براغماتية. وبناء على ذلك، فإن الهدف ليس مجرد حفظ المعلومات، بل فهم كيفية تطبيقها لحل مشكلات حقيقية.
- في السياسة: عندما يتبنى سياسي سياسة معينة بناءً على مدى فاعليتها في تحسين الظروف الاقتصادية أو الاجتماعية، بغض النظر عن الاعتبارات الأيديولوجية البحتة، فهو يتبنى نهجًا براغماتيًا.
وعلى غرار المذاهب الفلسفية الأخرى، لم تَسلم البراغماتية من الانتقادات، إذ عاب عليها خصومها أن التركيز المطلق على النتائج قد يؤدي إلى التغاضي عن المبادئ الأخلاقية إذا كانت النتيجة المرغوبة تتطلب ذلك، بينما يدافع البراغماتيون عن أنفسهم بالقول إن النتائج الجيدة تشمل أيضًا النتائج الأخلاقية والإنسانية. كما قد يرى البعض أن التركيز على ما "يعمل" للفرد قد يؤدي إلى إهمال المصلحة الجماعية أو القيم المشتركة. وإلى جانب ذلك، فإن افتقار البراغماتية إلى معيار ثابت للحقيقة قد يجعل المعرفة هشة وغير مستقرة.



#صلاح_الدين_ياسين (هاشتاغ)       Salaheddine_Yassine#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدمية: بين الفراغ الوجودي وصناعة المعنى
- من إف-22 إلى جيه-20: كيف غيّرت مقاتلات الجيل الخامس قواعد ال ...
- الحضارة تحت المجهر: كيف تعيد الديموغرافيا تشكيل العالم؟
- القطة التي اصطادت الفأر: حكمة دينغ التي غيّرت وجه الصين
- المستبد المستنير: هل هو ضرورة تاريخية أم نمط حكم عقيم؟
- حين تُحسم الحرب من خلف الستار: دور المخابرات في الصراعات الح ...
- ما هي عوامل التحول الديمقراطي؟
- حين تصبح السماء ساحة معركة: كيف تغيرت قواعد الدفاع الجوي؟
- كيف تنعش الحروب الرأسمالية؟
- لماذا تُعد مكافحة التجسس أصعب من التجسس نفسه؟
- هل اقتربت حقا نهاية عصر النفط؟
- لماذا يعتبر محافظ البنك المركزي أخطر منصب اقتصادي؟
- الجاسوس الذي باع أسرار أمريكا: قصة ألدريتش أميس
- حين تُصبح الجغرافيا لاعباً سياسياً: هل هي نعمة أم نقمة؟
- فيتنام تغير جلدها: عندما تتصالح الشيوعية مع السوق
- تجربة ميليغرام: لماذا يطيع الإنسان أوامر تؤذي الآخرين؟
- الجاسوس الذي عرف أكثر مما يجب: ماركوس كلينبرغ وأسرار الحرب ا ...
- الطائرات المسيرة: سلاح المستقبل الذي غيّر وجه المعارك
- قيصر الغناء كاظم الساهر: الفن الأصيل في زمن السرعة
- لماذا لم تسقط الرأسمالية؟ مفاجآت لماركس بعد 150 عامًا


المزيد.....




- كأنها مليون نقطة صغيرة..شاهد آلاف البطاريق تغزو شاطئًا في جز ...
- وسائل إعلام تتحد للاحتجاج على قتل إسرائيل للصحفيين في غزة
- قصة ملك ليبيا محمد إدريس السنوسي الذي أطاح به القذافي
- زلزال عنيف يضرب شرق أفغانستان ويودي بحياة 622 شخصًا على الأق ...
- إسرائيل: وثيقة مسرّبة تكشف إخفاق عملية -عربات جدعون- والجيش ...
- زلزال -قوي- يضرب أفغانستان ويسفر عن مقتل مئات الأشخاص
- انتقال الدولي المغربي إلياس بن صغير من موناكو إلى باير ليفرك ...
- جماعة الحوثي تعتقل 11 موظفا أمميا تتهمهم بالتجسس لصالح إسرائ ...
- نتنياهو يرفض التصويت على صفقة جزئية بسبب -الظروف الجديدة-
- رئيس بلديتها للجزيرة نت: دير البلح تئن تحت وطأة النزوح


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صلاح الدين ياسين - البراغماتية: فلسفة ما ينفع الناس