أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين ياسين - الجاسوس الذي باع أسرار أمريكا: قصة ألدريتش أميس














المزيد.....

الجاسوس الذي باع أسرار أمريكا: قصة ألدريتش أميس


صلاح الدين ياسين
باحث

(Salaheddine Yassine)


الحوار المتمدن-العدد: 8410 - 2025 / 7 / 21 - 18:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُعتبر ألدريتش أميس واحدًا من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في تاريخ الاستخبارات الأمريكية، بوصفه عميلا مزدوجا عمل لصالح الاتحاد السوفيتي، متسببًا في أضرار لا حصر لها للأمن القومي الأمريكي.
أولا: النشأة والتجنيد
وُلد ألدريتش أميس في 26 مايو 1941 في ويسكونسن الأمريكية. كان والده محاضرًا جامعيًا، بينما كانت والدته مدرسة لغة إنجليزية. التحق أميس بالـ CIA في عام 1962. تَدَرَّج في المناصب داخل الوكالة، وشملت مهامه العمل في أنقرة، ونيويورك، ومكسيكو سيتي. وفي عام 1983، تم نقله إلى قسم أوروبا الشرقية، حيث أصبح مسؤولاً عن تحليل عمليات الاستخبارات السوفيتية.
بدأت علاقة أميس مع الاستخبارات السوفيتية (KGB) في عام 1985. ففي ذلك الوقت، كان أميس يعاني من ضائقة مالية كبيرة بعد طلاقه المكلف وزواجه الثاني من سيدة كولومبية الأصل كانت تعمل كمخبرة لدى المخابرات الأمريكية. وبحسب اعترافاته اللاحقة، عرض أميس خدماته على السوفييت مقابل المال. ففي 16 أبريل 1985، دخل أميس إلى السفارة السوفيتية في واشنطن العاصمة، وعرض عليهم خدماته.
ثانيا: معلومات حساسة وأضرار فادحة
كانت المعلومات التي سربها أميس للسوفييت في غاية الخطورة. فقد كشف عن هوية العشرات من أهم عملاء الـ CIA ووكالات استخبارات غربية أخرى كانوا ينشطون داخل الاتحاد السوفيتي. وكنتيجة مباشرة لخيانته، تم إعدام العديد من هؤلاء العملاء أو سجنهم. ومن بين أبرز هؤلاء الضحايا الجنرال دميتري بولياكوف، وهو مسؤول رفيع في المخابرات العسكرية السوفيتية كان يزود الغرب بمعلومات مهمة لأكثر من 20 عامًا.
كما زود صاحبنا السوفييت بمعلومات حول أكثر من 100 عملية استخباراتية سرية للولايات المتحدة وحلفائها كانت تستهدف الاتحاد السوفيتي، بالإضافة إلى تفاصيل حول التقنيات الأمريكية المستخدمة في جمع المعلومات الاستخباراتية، مثل أجهزة التنصت المتطورة.
وعطفا على ذلك، كان أميس يساعد مكتبًا آخر في الـ CIA يقوم بتقييم مسؤولي السفارة السوفيتية كأهداف محتملة للتجنيد. هذا الدور أتاح له الوصول إلى معلومات حساسة حول كيفية استهداف الـ CIA للمسؤولين السوفييت، وهي معلومات قام بتمريرها إلى الـمخابرات السوفييتية.
ثالثا: كشفه ومحاكمته
استمر أميس في نشاطه التجسسي لقرابة تسع سنوات، حصل خلالها على ما يقدر بنحو 4.6 مليون دولار من السوفييت ثم الروس لاحقًا، مما أتاح له ولزوجته العيش بأسلوب حياة مترف تجاوز بكثير دخله الرسمي كضابط في الـ CIA. وشمل ذلك شراء منزل باهظ الثمن في فرجينيا، وسيارات فاخرة، وملابس راقية، والقيام بعمليات تجميل. هذا البذخ غير المبرر كان من بين العوامل التي أثارت الشكوك حوله لاحقًا.
وهكذا، بدأ المحققون في مراقبته عن كثب، بما في ذلك مراقبة حساباته المصرفية، وتفتيش منزله سرًا، ورصد تحركاته. وفي 21 فبراير 1994، تم اعتقال ألدريتش أميس وزوجته روزاريو. ووجهت إليهما تهمة التجسس لصالح الاتحاد السوفيتي وروسيا.
ولتجنب عقوبة الإعدام، أقر أميس بالذنب في تهم التجسس والتهرب الضريبي في 28 أبريل 1994. وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط. أما زوجته روزاريو، فقد أقرت بالذنب في تهمة التآمر للتجسس والتهرب الضريبي، وحُكم عليها بالسجن لمدة 61 شهرًا.



#صلاح_الدين_ياسين (هاشتاغ)       Salaheddine_Yassine#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تُصبح الجغرافيا لاعباً سياسياً: هل هي نعمة أم نقمة؟
- فيتنام تغير جلدها: عندما تتصالح الشيوعية مع السوق
- تجربة ميليغرام: لماذا يطيع الإنسان أوامر تؤذي الآخرين؟
- الجاسوس الذي عرف أكثر مما يجب: ماركوس كلينبرغ وأسرار الحرب ا ...
- الطائرات المسيرة: سلاح المستقبل الذي غيّر وجه المعارك
- قيصر الغناء كاظم الساهر: الفن الأصيل في زمن السرعة
- لماذا لم تسقط الرأسمالية؟ مفاجآت لماركس بعد 150 عامًا
- العقوبات الاقتصادية... هل هي أداة فعالة؟
- الحزام والطريق: المشروع الصيني الذي يعيد رسم خريطة العالم
- حروب المياه: الصراع القادم على شريان الحياة
- المؤامرة الكبرى: لماذا تنتشر الروايات البديلة رغم غياب الأدل ...
- القنبلة في الظل: كيف صنعت كوريا الشمالية سلاحها النووي
- مارتن سكورسيزي: المخرج الذي واجه شياطينه بالكاميرا
- وثائق ماربورغ أسرار تواطؤ ملك بريطانيا مع النازية
- حين يذوب الجليد تشتعل المنافسة: الصراع الخفي على القطب الشما ...
- من الفقر إلى الرخاء: الهند في طريقها لمزاحمة الكبار اقتصاديا
- ملحم بركات موسيقى لا تموت وصوت لا يُنسى
- المعادن النادرة: كنز إستراتيجي يسيل لعاب القوى العظمى
- الدول الاسكندنافية: نموذج في الرخاء الاجتماعي
- قصص من عالم الجاسوسية 8: رأفت الهجان


المزيد.....




- رسالة حميمة من جين أوستن لشقيقتها إلى المزاد.. ماذا كتبت فيه ...
- روسيا تشن هجوما ليليا جديدا بعشرات المسيرات على أوكرانيا.. و ...
- ضحك وفرح.. شقيقات يحيين لقطة من الماضي بعد أربعة عقود
- نازحو البدو من السويداء يحتمون بالمدارس: صفوف بلا كتب وأسر ب ...
- هل تنجح أوروبا في فك ارتباطها بالغاز الروسي بحلول عام 2028؟ ...
- إسرائيل تواصل استهداف أبراج مدينة غزة وسط استمرار تدهور الوض ...
- عشاق الموضة والأزياء يلقون نظرة الوداع الأخيرة على -الملك جو ...
- سلطات الهجرة الأمريكية توقف مواطنين كوريين جنوبيين لدى مداهم ...
- ضربة جديدة لستارمر... استقالة نائبة رئيس الوزراء البريطاني ب ...
- صحفيون مزيفون يخدعون مؤسسات إعلامية كبرى عبر الذكاء الاصطناع ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين ياسين - الجاسوس الذي باع أسرار أمريكا: قصة ألدريتش أميس