أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الدين ياسين - مارتن سكورسيزي: المخرج الذي واجه شياطينه بالكاميرا














المزيد.....

مارتن سكورسيزي: المخرج الذي واجه شياطينه بالكاميرا


صلاح الدين ياسين
باحث

(Salaheddine Yassine)


الحوار المتمدن-العدد: 8377 - 2025 / 6 / 18 - 22:47
المحور: الادب والفن
    


يُعد مارتن سكورسيزي واحدًا من أبرز المخرجين في تاريخ السينما العالمية، ليس فقط بفضل إنجازاته الفنية المذهلة، بل لعمق رؤيته وقدرته على استكشاف الجوانب المظلمة والمضيئة من الوجود الإنساني. مسيرته المهنية التي تمتد لأكثر من خمسة عقود، شهدت إنتاج أفلام أيقونية تركت بصمة لا تمحى في الوعي الجمعي، وحصدت العديد من الجوائز المرموقة، بما في ذلك جائزة الأوسكار لأفضل مخرج. لكن وراء هذه الإنجازات الباهرة، تكمن حياة غنية بالتجارب والتأملات التي شكلت رؤيته الفنية.
النشأة والخلفية
ولد مارتن لوسيان سكورسيزي في 17 نوفمبر 1942 في فلاشينغ، نيويورك، ونشأ في حي ليتل إيتالي (إيطاليا الصغيرة) بمانهاتن. كان والده يعمل في مجال الملابس، بينما كانت والدته موظفة في مصنع، وظهر كلاهما في بعض أفلامه لاحقًا. كانت هذه البيئة هي الحاضنة الأولى التي غذت خياله وألهمت الكثير من أعماله اللاحقة. كان سكورسيزي في البداية ينوي أن يصبح كاهنًا كاثوليكيًا، فالتحق لفترة قصيرة بالمعهد الديني قبل أن يلج عالم السينما.
وعطفا على ما سبق، عانى مارتن في طفولته من الربو الشديد، مما جعله يقضي الكثير من الوقت في المنزل، يشاهد الأفلام ويقرأ الكتب. ومن هنا، كان شغفه بالسينما يترسخ شيئًا فشيئًا، حيث كان يزور قاعات السينما المحلية بانتظام، وينبهر بقصص العصابات والأفلام التاريخية.
التجارب الشخصية التي شكلت فنه
بينما يشتهر سكورسيزي بأفلامه الجريئة والعنيفة في كثير من الأحيان، هناك جوانب خفية من حياته الشخصية ساهمت بشكل كبير في تشكيل رؤيته الفنية:
- الصراع مع الإيمان والشك: رغم نشأته الكاثوليكية الصارمة، لم تكن علاقة سكورسيزي بالإيمان بسيطة. كانت أفلامه غالبًا ما تتناول قضايا الخلاص، والخطيئة، والتوبة، وعقدة الشعور بالذنب.
- الهوس بالجريمة المنظمة والعنف: لا شك أن نشأة سكورسيزي في بيئة مليئة بالجريمة المنظمة أثرت بشكل كبير على اهتمامه بهذا الموضوع. لكن هذا الاهتمام يتجاوز مجرد التصوير السطحي للعنف، إذ يغوص في أعماق نفسية المجرمين، مستكشفًا دوافعهم، وصراعاتهم الداخلية. أفلام مثل "الأصدقاء الطيبون" و"كازينو" و"الآيرلندي" هي خير مثال على تلك القدرة التصويرية الفريدة.
- العلاقات الأسرية المعقدة: الأسر والعلاقات المعقدة داخلها هي موضوع متكرر في أعمال المخرج الأمريكي. غالبًا ما تكون هذه الأسر مضطربة، مليئة بالصراعات والولاءات المتضاربة. عاش مارتن خمس زيجات، مما يعكس حياته العاطفية المضطربة. وبالمقابل، حافظ على علاقات صداقة قوية في الوسط الفني، خاصة مع دي نيرو، ودي كابريو، الذي أصبح نجمًا رئيسيًا في أفلامه منذ بداية الألفية الثالثة.
- الصراع مع الإدمان والتعافي: في فترة من حياته، عانى سكورسيزي من إدمان المخدرات والكحول. هذه التجربة المؤلمة، التي كشف عنها في عدة مقابلات، كان لها تأثير كبير على رؤيته الفنية.
- هوسه بالسينما: يقال إن سكورسيزي يشاهد الأفلام كل يوم، ولا يستطيع العيش دونها. يحتفظ بذاكرة بصرية نادرة. ونتيجة لذلك، أصبح أيضًا من أبرز دعاة حفظ تراث السينما، حيث أسس "مؤسسة السينما العالمية" للحفاظ على الأفلام المهددة بالاندثار.
- صعوبات فنية: على الرغم من نجاحه النقدي والفني، واجه سكورسيزي صعوبات في تمويل أفلامه، خاصة تلك التي تتناول مواضيع فلسفية أو دينية عميقة، مما اضطره أحيانا إلى الاستعانة بتمويلات أجنبية، وتارة أخرى اعتمد على منصات مثل نتفليكس، كما في فيلم The Irishman (2019)، مما أثار جدلًا واسعًا حول مستقبل السينما في عصر المنصات الرقمية.



#صلاح_الدين_ياسين (هاشتاغ)       Salaheddine_Yassine#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثائق ماربورغ أسرار تواطؤ ملك بريطانيا مع النازية
- حين يذوب الجليد تشتعل المنافسة: الصراع الخفي على القطب الشما ...
- من الفقر إلى الرخاء: الهند في طريقها لمزاحمة الكبار اقتصاديا
- ملحم بركات موسيقى لا تموت وصوت لا يُنسى
- المعادن النادرة: كنز إستراتيجي يسيل لعاب القوى العظمى
- الدول الاسكندنافية: نموذج في الرخاء الاجتماعي
- قصص من عالم الجاسوسية 8: رأفت الهجان
- قصص من عالم الجاسوسية 7: كريستينا سكاربيك
- قصص من عالم الجاسوسية6: شولا كوهين
- قصص من عالم الجواسيس 5: كلاوس فوكس
- قصص من عالم الجواسيس 4: هبة سليم
- قصص من عالم الجواسيس 3: جورج بليك
- قصص من عالم الجواسيس 2: إيلي كوهين
- قصص من عالم الجواسيس 1: ريتشارد سورج
- عادل إمام: ظاهرة فنية لن تتكرر
- تلخيص كتاب حتمية الحرب بين القوى الصاعدة والقوى المهيمنة
- قراءة في كتاب -المؤمن الصادق، أفكار حول طبيعة الحركات الجماه ...
- قراءة في كتاب -الطاغية-
- قراءة في كتاب -نحو نظرية جديدة في علم الاجتماع الديني-
- قراءة في كتاب -صراعات الجيل الخامس-


المزيد.....




- خلال سطو مسلح على شقتها.. مقتل الفنانة ديالا الوادي بدمشق
- فن الشارع في سراييفو: جسور من الألوان في مواجهة الانقسامات ا ...
- مسرحية تل أبيب.. حين يغيب العلم وتنكشف النوايا
- فيلم -جمعة أغرب-.. محاولة ليندسي لوهان لإعادة تعريف ذاتها
- جدل لوحة عزل ترامب يفتح ملف -الحرب الثقافية- على متاحف واشنط ...
- عودة الثنائيات إلى السينما المصرية بحجم إنتاج ضخم وتنافس إقل ...
- الدورة الثانية من -مدن القصائد- تحتفي بسمرقند عاصمة للثقافة ...
- رئيس الشركة القابضة للسينما يعلن عن شراكة مع القطاع الخاص لت ...
- أدب إيطالي يكشف فظائع غزة: من شرف القتال إلى صمت الإبادة
- -بعد أزمة قُبلة المعجبة-.. راغب علامة يكشف مضمون اتصاله مع ن ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الدين ياسين - مارتن سكورسيزي: المخرج الذي واجه شياطينه بالكاميرا