أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين ياسين - قصص من عالم الجواسيس 4: هبة سليم














المزيد.....

قصص من عالم الجواسيس 4: هبة سليم


صلاح الدين ياسين
باحث

(Salaheddine Yassine)


الحوار المتمدن-العدد: 8346 - 2025 / 5 / 18 - 16:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتبر هبة سليم (1947- 1974) من أشهر الجواسيس في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، إذ تسببت بخسائر فادحة للجيش المصري خلال حرب أكتوبر بسبب المعلومات الحساسة التي قدمتها لإسرائيل.
نشأة هبة سليم وتجنيدها
ولدت هبة سليم في عام 1947 لأسرة غنية في القاهرة، تلقت تعليمها في مدارس أجنبية وكانت تتحدث الفرنسية بطلاقة. في أواخر الستينيات، سافرت هبة سليم إلى باريس لإكمال دراستها الجامعية. وخلال إقامتها هناك، تعرفت على شابة بولندية من أصل يهودي في الجامعة. وبواسطتها تعرفت على عميل في الموساد والذي نجح في تجنيدها للعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية.
أهم المعلومات التي سربتها هبة سليم لإسرائيل
استغلت هبة علاقتها الحميمة بخطيبها فاروق عبد الحميد الفقي، والذي كان يشغل منصباً حساساً كضابط في سلاح الصاعقة، بحيث نجحت في تجنيده للظفر بمعلومات عسكرية خطيرة للغاية. وهكذا، زودت العميلة هبة إسرائيل بمعلومات دقيقة حول مواقع منصات صواريخ الدفاع الجوي "سام 6" التي كانت مصر قد حصلت عليها من الاتحاد السوفيتي، الشيء الذي ساهم في تدمير هذه المنصات بسهولة خلال حرب أكتوبر 1973. سمحت هذه المعلومات لسلاح الجو الإسرائيلي بتحديد وتدمير هذه المنصات في بداية الحرب، مما أحدث ثغرة كبيرة في الدفاعات الجوية المصرية وكبّد القوات المصرية خسائر فادحة.
الكشف عن هويتها
بدأت الشكوك تحوم حول وجود اختراق أمني واسع في صفوف الجيش المصري، ولاسيما بعد الخسائر الفادحة التي طالت منصات صواريخ "سام 6" في بداية حرب أكتوبر 1973. كان تدمير هذه المنصات يجري بوتيرة سريعة وغير معهودة، مما لمَّح إلى احتمال كبير بوجود تسريب داخلي لأسرار عسكرية بشأن مواقع الصواريخ ونقاط تمركزها.
وبالتالي، شرعت المخابرات المصرية في تتبع ومراقبة الضباط الذين يتمتعون بتصريح الوصول إلى هذه المعلومات الحساسة. وخلال التحقيقات، استرعى انتباههم العلاقة المشبوهة بين الضابط فاروق عبد الحميد الفقي وهبة سليم. قامت المخابرات المصرية بتشديد مراقبتها على فاروق، ولعلها اكتشفت من خلال تتبع اتصالاته أو سلوكه بعض المؤشرات التي تدل على تورطه في تسريب تلك المعلومات. وبعد استجوابه ومكاشفته بتلك الوقائع، اعترف فاروق بتجنيده من لدن هبة سليم وباح بطبيعة المعلومات التي كان يسربها لها. وبناء على ما تقدم، تيقنت السلطات المصرية من أن هبة سليم هي الجاسوسة التي كانت وراء تقديم تلك المعلومات الحيوية على طبق من ذهب لإسرائيل.
استدراجها والقبض عليها
تم استدراج هبة سليم إلى مصر عبر خطة ذكية نفذتها المخابرات المصرية بالتعاون مع نظيرتها الليبية.
كان والد هبة سليم يعمل مدرساً في ليبيا، حيث قامت المخابرات المصرية بالتنسيق مع السلطات الليبية بإقناع والدها بالتعاون معهم دون إخباره بهويتها كجاسوسة، حيث كان يتوهم بأن الغرض الحقيقي من العملية هو تخليص ابنته من مأزق وقعت فيه بفرنسا. اتصل الوالد بهبة التي كانت متواجدة بباريس وأخبرها بأنه مريض جداً ويرغب في رؤيتها للمرة الأخيرة قبل وفاته، مدعياً أنه مصاب بذبحة صدرية ويرقد في أحد مستشفيات طرابلس.
انطلت الحيلة على هبة سليم وسافرت من باريس إلى طرابلس للاطمئنان على صحة والدها. وبمجرد وصولها إلى مطار طرابلس، ألقت المخابرات المصرية القبض عليها واقتادوها بالقوة إلى طائرة مصرية كانت تنتظرها في المطار، إذ جرى نقلها مباشرة إلى القاهرة.
حوكمت هبة بتهمة الخيانة العظمى وحكم عليها بالإعدام شنقاً وهو الحكم الذي نُفذ فيها بالفعل. وقبل تنفيذ الحكم، بذلت رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك، جولدا مائير جهوداً كبيرة لمنع إعدامها، حتى أنها أرسلت وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر للتوسط لدى الرئيس المصري أنور السادات، لكن الأخير رفض الطلب.



#صلاح_الدين_ياسين (هاشتاغ)       Salaheddine_Yassine#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص من عالم الجواسيس 3: جورج بليك
- قصص من عالم الجواسيس 2: إيلي كوهين
- قصص من عالم الجواسيس 1: ريتشارد سورج
- عادل إمام: ظاهرة فنية لن تتكرر
- تلخيص كتاب حتمية الحرب بين القوى الصاعدة والقوى المهيمنة
- قراءة في كتاب -المؤمن الصادق، أفكار حول طبيعة الحركات الجماه ...
- قراءة في كتاب -الطاغية-
- قراءة في كتاب -نحو نظرية جديدة في علم الاجتماع الديني-
- قراءة في كتاب -صراعات الجيل الخامس-
- قراءة في كتاب -نهاية عصر القوة-
- قراءة في كتاب -الشخصية الأمريكية وصناعة القرار السياسي الأمر ...
- قراءة في كتاب -روسيا الاتحادية واستعادة مكانتها الريادية في ...
- قراءة في كتاب -الصحوة الإسلامية في ميزان العقل-
- قراءة في كتاب -التجربة النهضوية الألمانية-
- قراءة في كتاب -حوار المشرق والمغرب-
- قراءة في كتاب -هربرت ماركيوز- لمؤلفه فؤاد زكريا
- قراءة في كتاب -سوسيولوجية الدولة بالمغرب-
- معارك النفط الكبرى وأبعادها السياسية
- مشهد عالمي ملتهب
- قراءة في كتاب -المجتمع والدولة والديمقراطية في البلدان العرب ...


المزيد.....




- -لن نصل المدرج-.. شاهد آخر ما قاله طيار قبل تحطم طائرته ومصر ...
- (خمنوا أي حكومة؟).. مؤسس -تلغرام-: دولة أوروبية طلبت تقييد ح ...
- الكويت.. السلطات تسحب الجنسية من 157 شخصا
- مكتب نتنياهو: إسرائيل منفتحة على اتفاق يتضمن إنهاء القتال في ...
- جمعية سجناء الرأي تدين العنف في طرابلس وتدعو لتحقيق عاجل ومح ...
- ليبيا.. أول بيان يصدر عن المجلس الرئاسي بعد أحداث طرابلس
- -بعملية استخباراتية سرية-.. -الموساد- يعلن استعادة الأرشيف ا ...
- مصر.. أول تعليق رسمي على مصرع مواطنة كازاخية في مطار شرم الش ...
- بؤرة استيطانية جديدة شرق رام الله وحصار بلدة بروقين لليوم ال ...
- شاهد- هروب هوليودي -لمجرمين خطرين- من سجن أميركي.. واتهامات ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين ياسين - قصص من عالم الجواسيس 4: هبة سليم