أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين ياسين - الجاسوس الذي عرف أكثر مما يجب: ماركوس كلينبرغ وأسرار الحرب البيولوجية














المزيد.....

الجاسوس الذي عرف أكثر مما يجب: ماركوس كلينبرغ وأسرار الحرب البيولوجية


صلاح الدين ياسين
باحث

(Salaheddine Yassine)


الحوار المتمدن-العدد: 8401 - 2025 / 7 / 12 - 15:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُعتبر ماركوس كلينبرغ (1918 – 2015) أحد أكثر الجواسيس إثارة للجدل في تاريخ إسرائيل. كان كلينبرغ، وهو طبيب وعالم وبائيات لامع، جاسوسًا سوفيتيًا لعقود، إذ أفلح في اختراق واحدة من أكثر المؤسسات حساسية في إسرائيل: المعهد البيولوجي في نس زيونا، وهو مركز بحث سري للغاية يُعتقد أنه مسؤول عن تطوير الأسلحة الكيميائية والبيولوجية الإسرائيلية. لم يكن ماركوس مدفوعًا بالمال، بل بالأيديولوجيا، فقد آمن بالشيوعية ورأى في الاتحاد السوفيتي قوة مقاومة للإمبريالية والرأسمالية الغربية.
أولا: النشأة والتحول إلى الشيوعية
وُلد ماركوس كلينبرغ في 7 أكتوبر 1918 في وارسو البولندية، لعائلة يهودية متدينة. درس الطب في جامعة وارسو، وهناك، تأثر بالتيارات الفكرية اليسارية التي كانت سائدة في أوروبا في ثلاثينيات القرن الماضي. انضم إلى الحركة الشيوعية وهو طالب، مدفوعًا بمثالية العدالة الاجتماعية ومقاومة الفاشية التي كانت تتنامى في أوروبا. وأثناء الحرب العالمية الثانية، هرب كلينبرغ من بولندا المحتلة من قبل النازيين ووصل إلى الاتحاد السوفيتي. انضم إلى الجيش الأحمر كطبيب، وخدم في الجبهة الشرقية.
في عام 1948، بعد انتهاء الحرب وإنشاء دولة إسرائيل، هاجر كلينبرغ إلى الكيان العبري. كان يحمل معه إرثه كطبيب وعالم، وكذلك التزامه الأيديولوجي السري بالشيوعية. لم يمض وقت طويل حتى تم تجنيده للعمل في المعهد البيولوجي في نس زيونا، الذي كان آنذاك مؤسسة ناشئة ذات أهمية استراتيجية قصوى للأمن القومي الإسرائيلي.
كان المعهد البيولوجي يعمل على أبحاث سرية للغاية تتعلق بالأسلحة البيولوجية والكيميائية، وهي مجال لم تكن إسرائيل تعترف به علنًا. وبفضل خبرته كعالم وبائيات، ارتقى كلينبرغ في صفوف المعهد، ليصبح أحد كبار الباحثين ورئيس قسم الوبائيات. هذا المنصب منحه وصولًا غير مسبوق إلى معلومات حساسة للغاية.
ثانيا: نشاطه كجاسوس للاتحاد السوفيتي
ظل كلينبرغ عميلًا سريًا للاتحاد السوفيتي لعقود. يُعتقد أنه بدأ التجسس لصالح السوفييت قبل وقت طويل من وصوله إلى إسرائيل. كانت طريقة عمله تتمثل في جمع المعلومات الحساسة التي كان يمتلكها بحكم منصبه، ومن ثم تسليمها للمخابرات السوفيتية عبر طرق سرية.
وتمثلت أبرز المعلومات التي سربها في:
- تفاصيل عن برنامج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية الإسرائيلي.
- قدرات الدفاع البيولوجي الإسرائيلي: معرفة كيفية استعداد إسرائيل للتصدي للهجمات البيولوجية التي قد تستهدفها.
- معلومات حول التعاون بين إسرائيل والدول الغربية في مجال الاستخبارات والدفاع.
ثالثا: اكتشافه والقبض عليه
في عام 1983، وبعد سنوات من الشكوك الاستخباراتية، تم استدراجه من قبل جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، حيث قيل له إنه سيسافر إلى مؤتمر علمي في أوروبا، لكنه اقتيد إلى مركز احتجاز سري في إسرائيل، وتمت مواجهته بالأدلة. وبعد عشرة أيام من الاستجواب المكثف، اعترف كلينبرغ بأنه كان عميلاً سوفيتيًا منذ عقود.
جرت محاكمته سرًا بموجب أوامر رقابية صارمة، وحُكم عليه بالسجن لمدة 20 عامًا. أمضى عشر سنوات في الحبس الانفرادي، خشية أن يكشف معلومات حساسة أو أن يُستغل من جهات خارجية. ولم يُعلن عن اعتقاله للرأي العام إلا بعد سنوات، مما أثار جدلاً واسعًا بين الحقوقيين.
في عام 1998، أُفرج عن كلينبرغ بعد أن قضى 20 عامًا في السجن، ووُضع تحت الإقامة الجبرية المشددة حتى عام 2003. بعدها، غادر إسرائيل وانتقل للعيش في فرنسا مع ابنته، حيث بقي هناك حتى وفاته في 30 نوفمبر 2015، عن عمر ناهز 97 عامًا، في العاصمة باريس.



#صلاح_الدين_ياسين (هاشتاغ)       Salaheddine_Yassine#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائرات المسيرة: سلاح المستقبل الذي غيّر وجه المعارك
- قيصر الغناء كاظم الساهر: الفن الأصيل في زمن السرعة
- لماذا لم تسقط الرأسمالية؟ مفاجآت لماركس بعد 150 عامًا
- العقوبات الاقتصادية... هل هي أداة فعالة؟
- الحزام والطريق: المشروع الصيني الذي يعيد رسم خريطة العالم
- حروب المياه: الصراع القادم على شريان الحياة
- المؤامرة الكبرى: لماذا تنتشر الروايات البديلة رغم غياب الأدل ...
- القنبلة في الظل: كيف صنعت كوريا الشمالية سلاحها النووي
- مارتن سكورسيزي: المخرج الذي واجه شياطينه بالكاميرا
- وثائق ماربورغ أسرار تواطؤ ملك بريطانيا مع النازية
- حين يذوب الجليد تشتعل المنافسة: الصراع الخفي على القطب الشما ...
- من الفقر إلى الرخاء: الهند في طريقها لمزاحمة الكبار اقتصاديا
- ملحم بركات موسيقى لا تموت وصوت لا يُنسى
- المعادن النادرة: كنز إستراتيجي يسيل لعاب القوى العظمى
- الدول الاسكندنافية: نموذج في الرخاء الاجتماعي
- قصص من عالم الجاسوسية 8: رأفت الهجان
- قصص من عالم الجاسوسية 7: كريستينا سكاربيك
- قصص من عالم الجاسوسية6: شولا كوهين
- قصص من عالم الجواسيس 5: كلاوس فوكس
- قصص من عالم الجواسيس 4: هبة سليم


المزيد.....




- أشهر معالم البتراء..صور تخطف الأنفاس لسماء الليل في الأردن
- نقص حاد في المساعدات وتعثر في المفاوضات واستمرار غارات الجيش ...
- سوريا: وزارة الدفاع تعلن بدء انتشار الجيش في السويداء عقب اش ...
- ماكرون يريد أن يجعل من فرنسا قاطرة الدفاع الأوروبي
- مشاركة مثيرة للجدل لإندونيسيا في العرض العسكري بفرنسا... و-ح ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي: إخفاق جهاز الخدمة السرية مسؤول عن محاو ...
- كيف يحصل -التعاقب البيئي- بعد حرائق الغابات؟
- تغير المناخ يسرّع ذوبان أنهار الجليد بجبال الإنديز
- الرابح والخاسر في اتفاق الكونغو ورواندا برعاية واشنطن
- الخارجية الإيرانية: بعد الهجوم على منشآتنا النووية السلمية ل ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين ياسين - الجاسوس الذي عرف أكثر مما يجب: ماركوس كلينبرغ وأسرار الحرب البيولوجية