أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين ياسين - المؤامرة الكبرى: لماذا تنتشر الروايات البديلة رغم غياب الأدلة














المزيد.....

المؤامرة الكبرى: لماذا تنتشر الروايات البديلة رغم غياب الأدلة


صلاح الدين ياسين
باحث

(Salaheddine Yassine)


الحوار المتمدن-العدد: 8383 - 2025 / 6 / 24 - 23:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يسود الاعتقاد لدى بعض الناس بأن ثمة قوى خفية أو جماعات سرية تتحكم بالعالم أو ما شابه ذلك من المعتقدات. ورغم افتقار هذه النظريات إلى الدقة العلمية والتماسك المنطقي، غير أنها تلقى رواجًا كبيرًا، ويؤمن بها ملايين الأشخاص حول العالم. فما هي نظرية المؤامرة؟ وما هي الأسباب التي تجعل البعض يعتقدون في صحتها؟
المقصود بنظرية المؤامرة
لا بد أولا من التمييز بين "المؤامرة الحقيقية" و"نظرية المؤامرة". المؤامرة الحقيقية هي عمل سري يقوم به أفراد أو جماعات لتحقيق أهداف معينة، وقد تكون هذه المؤامرات حقيقية ويتم التأكد من صحتها بمرور الوقت، مثل فضيحة ووترغيت أو بعض عمليات التجسس الحكومية. أما "نظرية المؤامرة" فهي إيمان وليس حدثًا، هي حدس يعتمد على افتراض وجود مؤامرة خفية، وغالبًا ما تكون هذه الافتراضات مفتقرة إلى الأدلة والبراهين القوية.
وتأسيسا على ذلك، تُحيل نظرية المؤامرة إلى اعتقاد بأن حدثًا معينًا أو سلسلة من الأحداث هي نتيجة لتخطيط سري من قبل مجموعة قوية. كما تتميز هذه النظريات أساسا بالتشكيك في الرواية الرسمية للأحداث. وتشمل الأمثلة الشائعة ما يلي:
- أن الهبوط على سطح القمر كان مزيفًا.
- أن النخبة العالمية تسعى للسيطرة على السكان عبر اللقاحات.
- أن أحداثًا مثل 11 سبتمبر من صناعة الدولة العميقة.
- الاعتقاد بأن الأرض ليست كروية بل مسطحة، وأن صور الأقمار الصناعية والفضاء مزيفة.
ورغم أن بعض الناس يرونها غير مؤذية أو حتى مسلية، إلا أن لنظريات المؤامرة عواقب خطيرة، منها:
- أضرار على الصحة العامة مثلما حصل مع الحركات المناهضة للقاحات.
- انتشار الكراهية إزاء فئات معينة مثل معاداة اليهود أو المسلمين أو المهاجرين.
- تأجيج العنف السياسي، كما حدث في اقتحام الكونغرس الأمريكي عام 2021 على خلفية التشكيك في نزاهة الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
لماذا يصدق الناس نظريات المؤامرة؟
يعتنق العديد من الأشخاص نظريات المؤامرة لمجموعة من الأسباب، بعضها يتخذ صبغة سيكولوجية، وأخرى ذات طبيعة اجتماعية:
أولا: الدوافع النفسية
- البحث عن المعنى والنظام: عندما تحدث كوارث غير متوقعة، مثل الأوبئة أو الأزمات الاقتصادية أو الهجمات الإرهابية، يجد العقل صعوبة في تقبل الفوضى أو الصدفة. هنا، تقدم نظريات المؤامرة تفسيرًا يبدو في ظاهره منظمًا ومفهومًا لهذه الأحداث، حيث تُنسب المسؤولية إلى قوى خفية وشريرة، وهو ما يمنح الأفراد شعورًا بالسيطرة والفهم في عالم يبدو غامضًا وفوضويًا.
- الشعور بالتميز: بعض الناس يجدون في تصديق نظريات المؤامرة شعورًا بالتفوق المعرفي، كأنهم يعرفون "الحقيقة" التي يجهلها ويعجز عن الإحاطة بها بقية الناس.
- الكسل العقلي: في بعض الأحيان، يكون تصديق نظرية المؤامرة هو الطريق الأسهل لتجنب بذل الجهد العقلي في البحث والتحليل والتحقق من المعلومات. فبدلاً من التعمق في تعقيدات الواقع، تقدم نظريات المؤامرة تفسيرًا جاهزًا وسهلا.
- الشعور بالتهديد وعدم الأمان: في أوقات الأزمات، تزداد مشاعر الخوف والقلق وعدم اليقين. وفي خضم ذلك، يلجأ بعض الأفراد إلى التمسك بنظريات المؤامرة كوسيلة لترويض تلك المشاعر، ومن بين الأمثلة على ذلك البحث عن عدو خارجي يمكن إلقاء اللوم عليه، مما يخفف من عبء المسؤولية على عاتق أفراد المجتمع.
ثانيا: الدوافع الاجتماعية
- ضعف الثقة بالمؤسسات: أحيانا، يفقد الناس ثقتهم بالمصادر الرسمية للمعلومة مثل الحكومات ووسائل الإعلام بسبب ضعف مصداقيتها، الشيء الذي يشجع على تبني تفسير نظريات المؤامرة للأحداث.
- دور الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي: أصبح بإمكان أي شخص اليوم إنشاء قناة أو صفحة يدّعي فيها امتلاك "الحقيقة الخفية"، مما يزيد من سرعة وحجم انتشار المعلومات المضللة التي تروج لها نظريات المؤامرة، وبخاصة في الأوساط التي يَضعُف فيها التفكير النقدي الذي يتيح تمحيص المعلومات والتدقيق فيها قبل المبادرة بالاعتقاد فيها أو نشرها.



#صلاح_الدين_ياسين (هاشتاغ)       Salaheddine_Yassine#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القنبلة في الظل: كيف صنعت كوريا الشمالية سلاحها النووي
- مارتن سكورسيزي: المخرج الذي واجه شياطينه بالكاميرا
- وثائق ماربورغ أسرار تواطؤ ملك بريطانيا مع النازية
- حين يذوب الجليد تشتعل المنافسة: الصراع الخفي على القطب الشما ...
- من الفقر إلى الرخاء: الهند في طريقها لمزاحمة الكبار اقتصاديا
- ملحم بركات موسيقى لا تموت وصوت لا يُنسى
- المعادن النادرة: كنز إستراتيجي يسيل لعاب القوى العظمى
- الدول الاسكندنافية: نموذج في الرخاء الاجتماعي
- قصص من عالم الجاسوسية 8: رأفت الهجان
- قصص من عالم الجاسوسية 7: كريستينا سكاربيك
- قصص من عالم الجاسوسية6: شولا كوهين
- قصص من عالم الجواسيس 5: كلاوس فوكس
- قصص من عالم الجواسيس 4: هبة سليم
- قصص من عالم الجواسيس 3: جورج بليك
- قصص من عالم الجواسيس 2: إيلي كوهين
- قصص من عالم الجواسيس 1: ريتشارد سورج
- عادل إمام: ظاهرة فنية لن تتكرر
- تلخيص كتاب حتمية الحرب بين القوى الصاعدة والقوى المهيمنة
- قراءة في كتاب -المؤمن الصادق، أفكار حول طبيعة الحركات الجماه ...
- قراءة في كتاب -الطاغية-


المزيد.....




- أسرة عبد الحليم حافظ تقاضي مهرجان موازين المغربي بعد ظهوره ب ...
- شكوك بعد تقرير استخباراتي أمريكي حول نتائج الضربات على المنش ...
- مسلم، تقدّمي، وابن مهاجرين... زهران ممداني يقترب من منصب عمد ...
- كنيسة مار إلياس.. بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي ...
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- السيارات الكهربائية في إسرائيل: قنبلة موقوتة أكثر فتكًا من ا ...
- إلزام الطلاب الأجانب بالعمل في الريف.. حل لأزمة نقص الأطباء؟ ...
- عاجل| أردوغان: التوتر العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل عرض ...
- ترامب يعلن موعد استئناف المحادثات النووية مع إيران
- ميزر صوان.. السلطات السورية تلقي القبض على -عدو الغوطتين-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين ياسين - المؤامرة الكبرى: لماذا تنتشر الروايات البديلة رغم غياب الأدلة