أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين ياسين - لماذا يعتبر محافظ البنك المركزي أخطر منصب اقتصادي؟














المزيد.....

لماذا يعتبر محافظ البنك المركزي أخطر منصب اقتصادي؟


صلاح الدين ياسين
باحث

(Salaheddine Yassine)


الحوار المتمدن-العدد: 8412 - 2025 / 7 / 23 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في قلب كل نظام اقتصادي، تقف مؤسسة ذات تأثير هائل على حياة المواطنين اليومية والأسواق المالية والسياسات الحكومية، ألا وهي البنك المركزي. وعلى رأس هذه المؤسسة يقف مُحافظ البنك المركزي، وهو شخصية قد لا يعرفها كثير من الناس، لكنها تملك القدرة على توجيه الاقتصاد نحو النمو أو الركود، نحو الاستقرار أو الأزمات. لهذا السبب، يُنظر إلى منصب محافظ البنك المركزي على أنه أخطر منصب اقتصادي في الدولة.
أولا: الدور الحساس لمحافظ البنك المركزي
يضطلع محافظ البنك المركزي بجملة من المهام الحساسة لضبط الاقتصاد وضمان سيره العادي:
- السياسة النقدية: هي السلاح الرئيسي في ترسانة محافظ البنك المركزي. فبواسطة التحكم في أسعار الفائدة الرئيسية، يمكن التأثير على تكلفة الاقتراض في جميع مناحي الاقتصاد. وهكذا، فإن رفع أسعار الفائدة يجعل الاقتراض أكثر تكلفة، مما يساعد على كبح التضخم ولكنه قد يبطئ النمو الاقتصادي، ويزيد من البطالة وأعباء المعيشة على المواطن. وعلى العكس من ذلك، فإن خفض أسعار الفائدة يحفز الاقتراض والاستثمار والإنفاق الاستهلاكي، ولكنه يحمل خطر زيادة التضخم وفقدان العملة المحلية لقيمتها.
- إدارة المعروض النقدي: يمتلك البنك المركزي القدرة على زيادة أو تقليل كمية النقود المتداولة في الاقتصاد عبر طباعة النقود. ومن شأن اتخاذ قرارات خاطئة في هذا المجال أن يفضي إما إلى تضخم جامح يدمر القوة الشرائية للنقود، أو إلى انكماش يعيق الاستثمار والنمو.
- تنظيم القطاع المالي والإشراف عليه: يلعب البنك المركزي دوراً حاسماً في تنظيم عمل البنوك والمؤسسات المالية الأخرى لضمان استقرار النظام المالي. إن ضعف التنظيم أو الإشراف المتساهل يمكن أن يؤدي إلى عواقب خطيرة، كما حدث في الأزمة المالية العالمية عام 2008.
- إدارة احتياطيات النقد الأجنبي وسعر الصرف: يلعب محافظ البنك المركزي دوراً في إدارة احتياطيات الدولة من العملات الأجنبية، والحفاظ على قيمة العملة الوطنية.
- التأثير على الأسواق المالية والاستثمار: تحرص الأسواق على تتبع تصريحات وقرارات المحافظين عن كثب. إن كلمة واحدة في مؤتمر صحفي قد تؤدي إلى: تقلبات حادة في البورصات، وخروج أو دخول مليارات الدولارات من الاستثمارات الأجنبية. وتميل الأسواق عادة إلى تفضيل السياسات النقدية غير المتشددة (أسعار فائدة منخفضة) لأنها تحفز النمو وربحية الشركات، مما يشجع الأفراد على الاستثمار في أسهم الشركات وزيادة الإنفاق الاستهلاكي.
- دور خطير في أوقات الأزمات: أثناء الأزمات الاقتصادية أو المالية (مثل الأزمة العالمية 2008 أو أزمة كورونا 2020)، يتحمل المحافظ مسؤولية اتخاذ قرارات عاجلة ومدروسة لتفادي الانهيار، مثل: خفض الفائدة بشكل كبير، ضخ سيولة هائلة في البنوك، شراء سندات حكومية لإنعاش الاقتصاد.
ثانيا: استقلالية البنك المركزي: ضرورة أم ترف؟
نظراً للتأثير الهائل لقرارات محافظ البنك المركزي، هناك إجماع واسع بين الاقتصاديين على أهمية استقلالية البنك المركزي عن التأثيرات السياسية المباشرة. يُعتقد أن المحافظين المستقلين هم الأقدر على اتخاذ قرارات صعبة ولكنها ضرورية على المدى الطويل. ومع ذلك، فإن هذه الاستقلالية يجب أن تكون مقرونة بالخضوع للشفافية والمساءلة، إذ يتعين على محافظ البنك المركزي أن يشرح قراراته بوضوح للجمهور والأسواق.
لكن هذه الاستقلالية تجعله عرضة لصدامات خطيرة مع الساسة، ذلك أن أي قرار "غير شعبي" يتخذه المحافظ – مثل رفع الفائدة أو كبح طباعة النقود – قد يجعله هدفاً لهجمات سياسية، أو حتى للإقالة. إن الساسة يهتمون غالباً بما هو شعبي وقصير الأمد لاعتبارات انتخابية، أما المحافظ يسعى إلى الاستقرار الاقتصادي طويل الأمد، مما يقتضي أحيانا اتخاذ قرارات غير شعبية مثل رفع سعر الفائدة المرجعي.



#صلاح_الدين_ياسين (هاشتاغ)       Salaheddine_Yassine#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجاسوس الذي باع أسرار أمريكا: قصة ألدريتش أميس
- حين تُصبح الجغرافيا لاعباً سياسياً: هل هي نعمة أم نقمة؟
- فيتنام تغير جلدها: عندما تتصالح الشيوعية مع السوق
- تجربة ميليغرام: لماذا يطيع الإنسان أوامر تؤذي الآخرين؟
- الجاسوس الذي عرف أكثر مما يجب: ماركوس كلينبرغ وأسرار الحرب ا ...
- الطائرات المسيرة: سلاح المستقبل الذي غيّر وجه المعارك
- قيصر الغناء كاظم الساهر: الفن الأصيل في زمن السرعة
- لماذا لم تسقط الرأسمالية؟ مفاجآت لماركس بعد 150 عامًا
- العقوبات الاقتصادية... هل هي أداة فعالة؟
- الحزام والطريق: المشروع الصيني الذي يعيد رسم خريطة العالم
- حروب المياه: الصراع القادم على شريان الحياة
- المؤامرة الكبرى: لماذا تنتشر الروايات البديلة رغم غياب الأدل ...
- القنبلة في الظل: كيف صنعت كوريا الشمالية سلاحها النووي
- مارتن سكورسيزي: المخرج الذي واجه شياطينه بالكاميرا
- وثائق ماربورغ أسرار تواطؤ ملك بريطانيا مع النازية
- حين يذوب الجليد تشتعل المنافسة: الصراع الخفي على القطب الشما ...
- من الفقر إلى الرخاء: الهند في طريقها لمزاحمة الكبار اقتصاديا
- ملحم بركات موسيقى لا تموت وصوت لا يُنسى
- المعادن النادرة: كنز إستراتيجي يسيل لعاب القوى العظمى
- الدول الاسكندنافية: نموذج في الرخاء الاجتماعي


المزيد.....




- -لم يلبِ التوقعات-.. مصادر لـCNN عن رد -حماس- بشأن انتشار ال ...
- الشرع أمام تحدي السيطرة على العنف -دون أن يقع هو نفسه ضحية- ...
- إسرائيل تنفي التسبب بمجاعة في غزة وتتهم حماس بافتعال أزمة إن ...
- وزير العدل السوري يتعهد بمحاسبة المتورطين بأحداث السويداء
- ماذا يخبرنا -المسنّون الخارقون- عن الشيخوخة الصحية؟
- بعد أن اتهمت بريجيت بأنها -متحولة جنسيًا-.. الزوجان ماكرون ف ...
- سوريا ـ كيف يمكن للشرع السيطرة على العنف -دون أن يقع هو نفسه ...
- اتفاقيات إيطالية جزائرية جديدة بشأن الهجرة والتجارة والأمن
- زامير يتحدث عن حرب غير مسبوقة يخوضها الجيش الإسرائيلي
- رويترز: البرازيل ستنضم لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام ال ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين ياسين - لماذا يعتبر محافظ البنك المركزي أخطر منصب اقتصادي؟