أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين ياسين - هل اقتربت حقا نهاية عصر النفط؟














المزيد.....

هل اقتربت حقا نهاية عصر النفط؟


صلاح الدين ياسين
باحث

(Salaheddine Yassine)


الحوار المتمدن-العدد: 8414 - 2025 / 7 / 25 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ عقود، شكل النفط والغاز الطبيعي والفحم الحجري الدعامة الأساسية للنمو الاقتصادي العالمي، وعماد الصناعة والنقل والتدفئة وتوليد الكهرباء. وفي ظل تزايد الهواجس البيئية، ظهرت دعوات متكررة لوداع "عصر النفط"، والدخول في "عصر الطاقة النظيفة". لكن هل نحن حقًا على أعتاب نهاية عصر الطاقة التقليدية؟ أم أن هذا الانتقال لا يزال بعيدًا ومعقدًا؟
أولا: حجج نهاية عصر النفط
يرى المؤيدون لنظرية "ذروة النفط" - وهي النقطة التي يصل فيها الطلب العالمي على النفط إلى أقصى مستوياته ليبدأ بعدها في الانخفاض الحتمي - أننا نقترب من هذه الذروة بخطى متسارعة، وهم يستندون إلى عدة حجج:
- ثورة السيارات الكهربائية: يُعد قطاع النقل المستهلك الأكبر للنفط عالمياً. ومع التزايد المذهل في تبني السيارات الكهربائية، فإن الطلب على وقود السيارات التقليدية مرشح للانخفاض بشكل كبير.
- الالتزامات البيئية: تتزايد الضغوط العالمية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة لمواجهة تغير المناخ. وقد دفعت اتفاقية باريس للمناخ والتعهدات الدولية الأخرى العديد من الدول إلى وضع سياسات تهدف إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، إذ وضعت أوروبا هدف الوصول إلى "الحياد الكربوني" بحلول 2050، كما أعلنت الصين، أكبر مصدر للانبعاثات عالميًا، نيتها الوصول إلى نفس الهدف بحلول 2060.
ثانيا: الأطروحة النقيضة
يجادل الفريق الآخر بأن الحديث عن نهاية عصر النفط هو حديث سابق لأوانه، وأن "الذهب الأسود" سيظل مكوناً أساسياً في مزيج الطاقة العالمي لعقود قادمة. وتستند حجتهم إلى ما يلي:
- النمو الاقتصادي في العالم النامي: من المتوقع أن تشهد الاقتصادات الناشئة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية نمواً سكانياً واقتصادياً كبيراً في العقود القادمة. هذا النمو سيتطلب كميات هائلة من الطاقة، والكثير منها سيأتي من مصادر تقليدية ميسورة التكلفة وموثوقة مثل النفط والغاز، على الأقل في المدى المنظور.
- أهمية النفط في قطاعات أخرى: لا يقتصر استخدام النفط على قطاع النقل. فهو مادة خام أساسية في صناعة البتروكيماويات التي تنتج كل شيء من البلاستيك والأسمدة إلى الأدوية والمنسوجات.
- تحديات التحول الطاقي: إن التحول الكامل إلى نظام طاقة يعتمد على المصادر المتجددة هو عملية معقدة ومكلفة وتستغرق وقتاً طويلاً. فهو يتطلب استثمارات ضخمة في البنية التحتية للشبكات الكهربائية، وتطوير تقنيات تخزين الطاقة للتغلب على طبيعة المصادر المتجددة المتقطعة (فالشمس لا تشرق دائماً والرياح لا تهب باستمرار)، وتدريب قوة عاملة جديدة.
- موقف أوبك: تتوقع منظمة أوبك أن يستمر الطلب على النفط في الارتفاع حتى عام 2045 على الأقل، مدفوعاً بنمو الطلب في الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وتؤكد المنظمة على ضرورة استمرار الاستثمار في قطاع النفط لتلبية هذا الطلب وتجنب حدوث أزمات في إمدادات الطاقة.
وتأسيسا على ما سبق، يرى قسم من الخبراء أن التحول في مجال الطاقة لن يكون بوتيرة سريعة. فبينما قد تصل بعض الدول المتقدمة إلى ذروة استخدام النفط في العقد القادم، فإن العديد من الدول النامية ستظل بحاجة له لعقود أخرى. وهكذا، فإن نهاية "عصر النفط" قد تحدث تدريجيًا وعلى المدى الطويل (ما بعد 2050)، إذ من المتوقع أن نشهد تراجعا كبيرا في استخدام النفط كمصدر رئيسي للطاقة، لكنه سيبقى عنصرًا مهمًا في الصناعات التحويلية.



#صلاح_الدين_ياسين (هاشتاغ)       Salaheddine_Yassine#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يعتبر محافظ البنك المركزي أخطر منصب اقتصادي؟
- الجاسوس الذي باع أسرار أمريكا: قصة ألدريتش أميس
- حين تُصبح الجغرافيا لاعباً سياسياً: هل هي نعمة أم نقمة؟
- فيتنام تغير جلدها: عندما تتصالح الشيوعية مع السوق
- تجربة ميليغرام: لماذا يطيع الإنسان أوامر تؤذي الآخرين؟
- الجاسوس الذي عرف أكثر مما يجب: ماركوس كلينبرغ وأسرار الحرب ا ...
- الطائرات المسيرة: سلاح المستقبل الذي غيّر وجه المعارك
- قيصر الغناء كاظم الساهر: الفن الأصيل في زمن السرعة
- لماذا لم تسقط الرأسمالية؟ مفاجآت لماركس بعد 150 عامًا
- العقوبات الاقتصادية... هل هي أداة فعالة؟
- الحزام والطريق: المشروع الصيني الذي يعيد رسم خريطة العالم
- حروب المياه: الصراع القادم على شريان الحياة
- المؤامرة الكبرى: لماذا تنتشر الروايات البديلة رغم غياب الأدل ...
- القنبلة في الظل: كيف صنعت كوريا الشمالية سلاحها النووي
- مارتن سكورسيزي: المخرج الذي واجه شياطينه بالكاميرا
- وثائق ماربورغ أسرار تواطؤ ملك بريطانيا مع النازية
- حين يذوب الجليد تشتعل المنافسة: الصراع الخفي على القطب الشما ...
- من الفقر إلى الرخاء: الهند في طريقها لمزاحمة الكبار اقتصاديا
- ملحم بركات موسيقى لا تموت وصوت لا يُنسى
- المعادن النادرة: كنز إستراتيجي يسيل لعاب القوى العظمى


المزيد.....




- فيديو ترامب يرقص بمراسم استقبال رسمية يتقدمها أنور إبراهيم ف ...
- دونالد ترامب في آسيا: ما المكاسب والخسائر المحتملة؟
- البروتوكول وفيديو صعود أمير قطر لطائرة ترامب خلال تزودها بال ...
- -ما يجوز-.. فيديو عفوي بين الأميرين تركي الفيصل وسلطان بن سل ...
- السعودية.. فيديو موقف خطير بأحد أحياء الرياض والأمن يرد
- ترامب يرفع الرسوم الجمركية على كندا رداً على -إعلان ريغان-
- يشبه الأرض.. اكتشاف كوكب خارجي قد يصلح للحياة
- واشنطن: تبادل معلومات بين الوسطاء لمنع خرق اتفاق غزة
- النبض المغاربي لماذا احتجزت إسبانيا سفنا محملة بأسلحة قادمة ...
- إغلاق مراكز الاقتراع الرئاسي في كوت ديفوار


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين ياسين - هل اقتربت حقا نهاية عصر النفط؟