أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين ياسين - حين تُحسم الحرب من خلف الستار: دور المخابرات في الصراعات الحديثة














المزيد.....

حين تُحسم الحرب من خلف الستار: دور المخابرات في الصراعات الحديثة


صلاح الدين ياسين
باحث

(Salaheddine Yassine)


الحوار المتمدن-العدد: 8432 - 2025 / 8 / 12 - 00:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عالم الحروب الحديثة، لم تعد القوة العسكرية وحدها كافية لضمان النصر. لقد أصبحت المعلومات الاستخباراتية، بشقيها البشري والتقني، السلاح الخفي والأكثر فاعلية في حسم الصراعات.
أولا: الدور المحوري للمعلومات الاستخباراتية في حسم الحروب
إن الدور الذي تلعبه المخابرات في الحروب الحديثة يتجاوز مجرد جمع المعلومات، فهو يمتد ليشمل تقييم التهديدات، تحليل قدرات الخصم ونواياه، الكشف عن نقاط الضعف والقوة. وهكذا، تضطلع المخابرات بدور رئيسي في الحرب الحديثة وهو ما يمكن إيجازه على النحو التالي:
- الاستباقية والإنذار المبكر: تُعد القدرة على التنبؤ بتحركات العدو ونواياه قبل وقوعها أمرا في غاية الأهمية. فبواسطة شبكات التجسس، اعتراض الاتصالات، وتحليل الصور الجوية والفضائية، يمكن للمخابرات توفير إنذار مبكر حول الهجمات المحتملة، حشد القوات، أو تطوير أسلحة جديدة. هذا الإنذار المبكر يمنح القوات المسلحة الوقت الكافي للاستعداد، وتعزيز الدفاعات، أو حتى شن ضربات استباقية.
- حرب المعلومات: في العصر الرقمي، أصبحت حرب المعلومات والحرب السيبرانية جزءًا لا يتجزأ من أي صراع حديث. تعمل المخابرات على شن هجمات سيبرانية لتعطيل أنظمة القيادة والتحكم للعدو، ونشر المعلومات المضللة لإضعاف جبهته الداخلية. كما أنها تعمل على حماية أنظمة المعلومات الخاصة بها من الاختراقات المعادية.
- الدعم اللوجستي وعمليات الإمداد: لا يقتصر دور المخابرات على الجانب القتالي المباشر، بل يمتد ليشمل دعم العمليات اللوجستية، وذلك من خلال تحديد طرق الإمداد للعدو تمهيدا لاستهدافها، مخازن الذخيرة، ومراكز التجميع.
ثانيا: مساهمة المخابرات في تحديد بنك الأهداف
إن بنك الأهداف هو عبارة عن قائمة بالمواقع، المنشآت، الأفراد، أو الأنظمة التي تُعتبر حيوية لقدرة العدو على شن الحرب. وتساهم المخابرات بشكل مباشر في بناء وتحديث هذا البنك من خلال عدة مراحل:
- جمع المعلومات: تبدأ العملية بجمع معلومات مكثفة حول البنية التحتية للعدو، بما في ذلك القواعد العسكرية، مراكز القيادة والتحكم، مصانع الأسلحة، محطات الطاقة، شبكات الاتصالات، وحتى أماكن قياداتهم السياسية والعسكرية. وتُستخدم في ذلك مجموعة واسعة من المصادر، مثل الاستطلاع الجوي والفضائي، الاستخبارات البشرية (HUMINT)، الاستخبارات الإلكترونية (مثل التنصت على الاتصالات) (SIGINT)، والاستخبارات مفتوحة المصدر (كمنصات التواصل الاجتماعي).
- التحليل والتقييم: بعد جمع المعلومات، يقوم المحللون الاستخباريون بتقييم أهمية كل هدف وتأثير تدميره على القدرة الشاملة للعدو.
- التحديد الدقيق للإحداثيات: لضمان دقة الضربات، يجب تحديد الإحداثيات بدقة لكل هدف. ويتم ذلك باستخدام تقنيات رسم الخرائط المتقدمة، صور الأقمار الصناعية عالية الدقة، وأنظمة تحديد المواقع العالمية (GPS).
- المراقبة والتحديث المستمر: إن بنك الأهداف ليس معطى ثابتا، بل هو ذو طابع ديناميكي يتطلب تحديثًا مستمرًا. وهكذا، فإن ظروف الحرب تتغير باستمرار، وقد تظهر أهداف جديدة، أو تفقد أهداف سابقة أهميتها، أو تتغير مواقعها. وتأسيسا على ذلك، تقوم المخابرات بتوفير تحديثات في الوقت الفعلي لضمان أن الضربات تستهدف الأهداف الأكثر أهمية وتأثيرًا.
- تحديد الأهداف غير المادية: إلى جانب الأهداف المادية، تساهم المخابرات في تحديد الأهداف غير المادية، مثل شبكات المعلومات والاتصالات، الأهداف المالية التي تمول العدو، وحتى الأهداف النفسية والمعنوية (مثل استهداف القنوات الإعلامية الرسمية). إن استهداف هذه الجوانب يمكن أن يكون له تأثير مدمر على قدرة العدو على مواصلة القتال من خلال زعزعة ثقة الشعب في القيادة، أو إضعاف الروح المعنوية للقوات.



#صلاح_الدين_ياسين (هاشتاغ)       Salaheddine_Yassine#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي عوامل التحول الديمقراطي؟
- حين تصبح السماء ساحة معركة: كيف تغيرت قواعد الدفاع الجوي؟
- كيف تنعش الحروب الرأسمالية؟
- لماذا تُعد مكافحة التجسس أصعب من التجسس نفسه؟
- هل اقتربت حقا نهاية عصر النفط؟
- لماذا يعتبر محافظ البنك المركزي أخطر منصب اقتصادي؟
- الجاسوس الذي باع أسرار أمريكا: قصة ألدريتش أميس
- حين تُصبح الجغرافيا لاعباً سياسياً: هل هي نعمة أم نقمة؟
- فيتنام تغير جلدها: عندما تتصالح الشيوعية مع السوق
- تجربة ميليغرام: لماذا يطيع الإنسان أوامر تؤذي الآخرين؟
- الجاسوس الذي عرف أكثر مما يجب: ماركوس كلينبرغ وأسرار الحرب ا ...
- الطائرات المسيرة: سلاح المستقبل الذي غيّر وجه المعارك
- قيصر الغناء كاظم الساهر: الفن الأصيل في زمن السرعة
- لماذا لم تسقط الرأسمالية؟ مفاجآت لماركس بعد 150 عامًا
- العقوبات الاقتصادية... هل هي أداة فعالة؟
- الحزام والطريق: المشروع الصيني الذي يعيد رسم خريطة العالم
- حروب المياه: الصراع القادم على شريان الحياة
- المؤامرة الكبرى: لماذا تنتشر الروايات البديلة رغم غياب الأدل ...
- القنبلة في الظل: كيف صنعت كوريا الشمالية سلاحها النووي
- مارتن سكورسيزي: المخرج الذي واجه شياطينه بالكاميرا


المزيد.....




- ترامب عن قمته مع بوتين: ربما خلال دقيقتين سأعرف ما إذا كان س ...
- بقيمة 7.7 مليار دولار.. -باراماونت- تبرم عقداً لبث -يو إف س ...
- جورجينا تستعرض خاتما.. هل تتزوج رونالدو أخيرا؟
- ليبيا: خليفة حفتر يعين نجله نائبا له - فما هي مهامه؟
- دوجاريك: إسرائيل تقتل الصحفيين لمنعهم من نقل ما يحدث بغزة
- كيف حاولت إسرائيل تبرير جريمة استهداف صحفيي غزة؟
- القوات السودانية تصد هجوما واسعا للدعم السريع على الفاشر
- مقترح إسرائيلي أميركي بإنهاء أو تمديد محدود لليونيفيل في لبن ...
- إسرائيل تعلن تسريع خطة احتلال غزة وسط تحذيرات وانقسام داخلي ...
- ألبانيزي: إسرائيل تقتل الصحفيين بوقاحة والحكومات تساعدها على ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين ياسين - حين تُحسم الحرب من خلف الستار: دور المخابرات في الصراعات الحديثة