أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين ياسين - الحضارة تحت المجهر: كيف تعيد الديموغرافيا تشكيل العالم؟














المزيد.....

الحضارة تحت المجهر: كيف تعيد الديموغرافيا تشكيل العالم؟


صلاح الدين ياسين
باحث

(Salaheddine Yassine)


الحوار المتمدن-العدد: 8438 - 2025 / 8 / 18 - 20:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشهد العالم تحولات ديموغرافية غير مسبوقة، تتنوع بين الانفجار السكاني في بعض المناطق، والتراجع الحاد في النمو السكاني في مناطق أخرى. فكيف يبدو مستقبل البشرية من منظور ديمغرافي؟ وما التأثيرات المحتملة على الحضارة الإنسانية كما نعرفها اليوم؟
أولا: التحولات الديموغرافية الرئيسية
يعرف ميزان القوى الديمغرافي بين الدول عدة تحولات سيكون لها ما بعدها في المستقبل المنظور والبعيد، وتشمل ما يلي:
- انخفاض معدلات الخصوبة: في معظم الدول المتقدمة، انخفض معدل الخصوبة إلى ما دون مستوى الإحلال (2.1 طفل لكل امرأة). ففي دول مثل اليابان، كوريا الجنوبية، إيطاليا، وإسبانيا، تسجل معدلات خصوبة بين 0.8 إلى 1.3 فقط. إن ذلك يؤدي إلى تقلص عدد السكان، وشيخوخة المجتمع، وتقلص في حجم القوى العاملة.
- شيخوخة السكان: بحلول عام 2050، سيزيد عدد من هم فوق 65 عامًا على عدد الأطفال دون 15 عامًا في عدة مناطق حول العالم. وتتوقع الأمم المتحدة أن يتجاوز عدد المسنين 1.6 مليار شخص بحلول منتصف القرن.
- النمو السكاني في إفريقيا: تتوقع التقديرات أن يشهد سكان إفريقيا تضاعفًا بحلول عام 2100، لتصل إلى أكثر من 4 مليارات نسمة، ذلك أن نيجيريا لوحدها قد تصبح الدولة الثالثة الأكثر سكانًا بعد الهند والصين. وهكذا، بينما تتقلص المجتمعات في أوروبا وشرق آسيا، تبرز إفريقيا كمركز للنمو الديموغرافي المستقبلي.
ثانيا: التأثيرات المحتملة على الحضارة
تشير التقديرات إلى أن التحولات الديمغرافية الجارية والمتوقعة قد تُسفر عن مجموعة من الآثار والتداعيات على الحضارة البشرية في عدة مجالات أساسية:
- الاقتصاد والإنتاجية: إن انخفاض عدد السكان في سن العمل يهدد بتراجع حجم الإنتاجية والنشاط الاستهلاكي في الدول المتقدمة. ونظرا للزيادة المتوقعة في نسبة المتقاعدين مقارنة بالعاملين، قد تنهار أنظمة المعاشات ما لم تُعاد هيكلتها. وفي مواجهة تلك التحديات، قد تلجأ الدول إلى الذكاء الاصطناعي والروبوتات لسد النقص في القوى العاملة.
- الهجرة كحل ومصدر توتر: إن الهجرة من المناطق الغنية بالقوى العاملة (أفريقيا، الشرق الأوسط، جنوب أسيا) إلى الدول المتقدمة ستكون ضرورية من الناحية الاقتصادية، ولكنها قد تخلق توترات ثقافية وعرقية تؤدي إلى تقوية التيارات اليمينية.
- التغيرات الجيوسياسية: ثمة دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا تواجه خطر فقدان قوتها الجيوسياسية بسبب تقلص سكانها. وبالمقابل، قد تكتسب دول إفريقية أو جنوب آسيوية وزنًا سياسيًا متزايدًا نظرًا لوفرة السكان والشباب. وبالإضافة إلى ذلك، مع زيادة الطلب على الغذاء والماء والطاقة، قد تتفاقم النزاعات بين الدول على الموارد الطبيعية.
- مستقبل المدن: قد تصبح بعض المدن الكبرى في أوروبا واليابان أشبه بـ "مدن أشباح"، بينما تنفجر مدن مثل لاغوس، كينشاسا، ودكا سكانيًا، مما سيزيد الضغط على البنية التحتية وأنظمة المواصلات بالمدن.
ثالثا: هل يمكن عكس هذه الاتجاهات؟
من المرجح أن تلجأ الدول التي تعاني من مشكلة الشيخوخة وتراجع السكان إلى تجريب طرق وحلول معينة لاحتواء تداعياتها:
- تشجيع الإنجاب: إن بعض الدول (مثل المجر، روسيا، الصين) تقدم حوافز مالية للأسر لتشجيع الإنجاب. حتى الآن، لم تثبت هذه السياسات نجاحًا طويل الأمد، لأن العوامل الثقافية والاقتصادية (تكاليف التعليم، السكن، عمل المرأة) تلعب دورًا أكبر من الحوافز المادية.
- الابتكار التكنولوجي: إن التقدم في الذكاء الاصطناعي، الطب الوقائي، والتكنولوجيا المتقدمة، بالإضافة إلى تقنيات إطالة العمر، قد يقلل من الحاجة إلى قوى عاملة بشرية.



#صلاح_الدين_ياسين (هاشتاغ)       Salaheddine_Yassine#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القطة التي اصطادت الفأر: حكمة دينغ التي غيّرت وجه الصين
- المستبد المستنير: هل هو ضرورة تاريخية أم نمط حكم عقيم؟
- حين تُحسم الحرب من خلف الستار: دور المخابرات في الصراعات الح ...
- ما هي عوامل التحول الديمقراطي؟
- حين تصبح السماء ساحة معركة: كيف تغيرت قواعد الدفاع الجوي؟
- كيف تنعش الحروب الرأسمالية؟
- لماذا تُعد مكافحة التجسس أصعب من التجسس نفسه؟
- هل اقتربت حقا نهاية عصر النفط؟
- لماذا يعتبر محافظ البنك المركزي أخطر منصب اقتصادي؟
- الجاسوس الذي باع أسرار أمريكا: قصة ألدريتش أميس
- حين تُصبح الجغرافيا لاعباً سياسياً: هل هي نعمة أم نقمة؟
- فيتنام تغير جلدها: عندما تتصالح الشيوعية مع السوق
- تجربة ميليغرام: لماذا يطيع الإنسان أوامر تؤذي الآخرين؟
- الجاسوس الذي عرف أكثر مما يجب: ماركوس كلينبرغ وأسرار الحرب ا ...
- الطائرات المسيرة: سلاح المستقبل الذي غيّر وجه المعارك
- قيصر الغناء كاظم الساهر: الفن الأصيل في زمن السرعة
- لماذا لم تسقط الرأسمالية؟ مفاجآت لماركس بعد 150 عامًا
- العقوبات الاقتصادية... هل هي أداة فعالة؟
- الحزام والطريق: المشروع الصيني الذي يعيد رسم خريطة العالم
- حروب المياه: الصراع القادم على شريان الحياة


المزيد.....




- عثروا عليه بـ-درون-.. إنقاذ رجل علق خلف شلال كبير ليومين
- ترامب لا يستبعد إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا.. ويؤكد تواص ...
- باكستان: مقتل 20 شخصا بسبب الأمطار الغزيرة الجديدة والحصيلة ...
- البرهان يُعيد تشكيل هيئة أركان الجيش لأول مرة منذ اندلاع الح ...
- إلغاء تأشيرات وتبادل اتهامات: أزمة دبلوماسية تتصاعد بين إسرا ...
- الأمس لا يشبه اليوم.. زيلينسكي يتعلم من الماضي ويعود إلى واش ...
- تحركات شعبية في نيجيريا لدعم الرئيس تينوبو قبيل انتخابات 202 ...
- أفريكا أنتليجنس: رجل أعمال جنوب أفريقي وراء التصعيد مع إدارة ...
- ترامب يستبق لقاء زيلينسكي بدعوته للتخلي عن استعادة القرم وال ...
- دراسة تكشف وجود علاقة بين إيقاعات المعدة والصحة النفسية


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين ياسين - الحضارة تحت المجهر: كيف تعيد الديموغرافيا تشكيل العالم؟