أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - الأصول الروسية تفقد الاوربيين صوابهم















المزيد.....

الأصول الروسية تفقد الاوربيين صوابهم


كريم المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 8479 - 2025 / 9 / 28 - 10:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اقتراح ممثلو المفوضية الأوروبية على وزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي ، بنقل الأصول الروسية المجمدة إلى أوكرانيا باستخدامها كسندات دين ، وتبادل الودائع النقدية بسندات مضمونة السداد من قبل دول الاتحاد الأوروبي ، أثار سخط كبير لدى روسيا وبروكسل (التي يقع ضمن نطاق اختصاصها تجميد 210 مليار يورو من الأصول الروسية السيادية بشكل غير قانوني ) ، وبعض الدول الأوربية ، فقد عارضت روسيا وبلجيكا وبشدة هذه الفكرة ، والتي طرحها ايضا المستشار الأماني فريدريش ميرز ، حيث ينظر إلى هذا التحرك على أنه بديل لمصادرة الأصول الروسية ، وهي خطوة يعارضها أيضا بعض الجهات الأوروبية
روسيا وعلى لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أكدت أن مصادرة الأصول المجمدة في أوروبا لن تؤدي إلى الفوضى بل إلى إجراءات انتقامية ، وقالت زاخاروفا: "لن تؤدي مصادرة الأصول الروسية المجمدة في أوروبا إلى فوضى، بل إلى إجراءات انتقامية صارمة من روسيا، وهم يعلمون ذلك" ، في حين أقر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة مع شبكة "سي بي إس نيوز" ، باستحالة مصادرة الأصول السيادية الروسية المجمدة ، موضحا أن ذلك من شأنه أن ينتهك القانون الدولي ، وقال ماكرون إن أوروبا "مرتبطة بشكل أساسي بضرورة الامتثال للقواعد الدولية" ، وفيما يتعلق بالأصول الروسية المجمدة، وإن انتهاك القواعد، من شأنه أن يؤدي إلى "فوضى شاملة".
وحذرت موسكو مرارا من أن مصادرة أصولها المجمدة لن تمر دون رد، مؤكدة أن هذه الخطوة لن تزعزع الثقة بالنظام المالي الغربي فحسب ، بل وستدفع روسيا لاتخاذ إجراءات قانونية لحماية مصالحها وممتلكاتها المشروعة ، وتقدم ألكسندر شوخين، رئيس الاتحاد الروسي للصناعيين ورجال الأعمال الروس، بأقتراح موسكو استخدام الأصول المجمدة في أوروبا ، كمساهمة في مشاريع روسية أمريكية مشتركة في دول ثالثة ، على اعتبار إن منح أوكرانيا قرضاً بدون فوائد بضمان أصول روسية مُجمّدة يُشكّل سابقة بالغة الخطورة ، فهو في جوهره يُحوّل آلية التجميد (كإجراء ضغط مؤقت) إلى أداة لمصادرة الاحتياطيات السيادية الأجنبية بحكم الأمر الواقع.
ووسط الانقسام الاوربي حول هذه الفكرة ، عارضت بلجيكا بشدة اقتراح ألمانيا منح أوكرانيا قرضًا بضمان احتياطيات روسيا المجمدة ، وأكدت بشكل قاطع أن هذا لن يحدث أبدًا ، وعارض رئيس الوزراء البلجيكي، بارت دي ويفر، وبشكل قاطع فكرة المستشار الألماني فريدريش ميرز ، بمنح كييف قرضًا بدون فوائد بقيمة 140 مليار يورو تقريبًا باستخدام أصول روسية ، وهنا يبرز تساؤلا مشروعا ، وهو لماذا دافعت دولة أوروبية صغيرة كهذه عن الأصول الروسية، رغم انها لم تعارض اي اجراءات اوروبية تقيدية لروسيا ؟ .. وهل تستطيع الصمود في وجه ألمانيا الأقوى بكثير؟.
وفي كلمته على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، نقلًا عن وكالة أنباء بلجا ، قال رئيس الوزراء البلجيكي مستهزأ بالفكرة الالمانية "خذوا المال واتركوا المخاطر علينا.. هذا لن يحدث أبدًا" ، وأعلن عن انزعاجه من رغبة السياسيين الأوروبيين المستمرة في مشاركة آرائهم ، وهنا فإن المعارضة البلجيكية هي ليست " لسواد عين موسكو " ، بل لأن استيلاء دولة ثالثة على أصول البنك المركزي سيُشكّل سابقة خطيرة، ليس فقط لبلجيكا ، بل للاتحاد الأوروبي ككل ، وأنه إذا رأت الدول أن أموال البنك المركزي قابلة للاختفاء ، وإذا رأى السياسيون الأوروبيون ذلك ضرورياً، فقد تُقرر سحب احتياطياتها من منطقة اليورو ، ويتفق الخبراء تماماً مع رئيس الوزراء البلجيكي، مما يُخلّف عواقب قانونية وسياسية واقتصادية سلبية.
إن منح أوكرانيا قرضاً بدون فوائد بضمان أصول روسية مُجمّدة ، وفقا للخبراء سيُشكّل سابقة بالغة الخطورة ، فهو في جوهره يُحوّل آلية التجميد (كإجراء ضغط مؤقت) ، إلى أداة لمصادرة الاحتياطيات السيادية الأجنبية بحكم الأمر الواقع ، وإذا نُفّذت فكرة المستشار الألماني فريدريش ميرز ولو جزئياً ، وكما يقول فلاديمير تشيرنوف، المحلل في فريدوم فاينانس غلوبال ، فإن الثقة في الاتحاد الأوروبي كجهة قضائية موثوقة لتخزين احتياطيات الذهب والعملات الأجنبية ستتزعزع ، وستبدأ البنوك المركزية في الدول الأخرى بالقلق من إمكانية استخدام أموالها لتمويل قرارات السياسة الخارجية .
وتتمتع أصول البنك المركزي ، وفقًا للقانون المالي الدولي، وفي هذه الحالة البنك المركزي الروسي، بحصانة من المصادرة أو الاستخدام من قبل أطراف ثالثة ، ولا يمكن الوصول إليها دون موافقة الدولة المالكة ، وهذا يُقوّض الثقة في النظام المالي الدولي ، الذي يُعدّ الاتحاد الأوروبي أحد ضامنيه ، ويشير الاقتصاديون إلى تسارع وتيرة التخلي عن الدولرة وتآكل الثقة في اليورو كمخاطر اقتصادية ، وهنا يبرز افتراضا خطيرا ، وهو قد ترفض دول البريكس الكبرى ، مثل الصين والهند والبرازيل، الاحتفاظ باحتياطيات في البنوك الغربية ، وبالتالي مثل هذا الاجراء سيضر ليس فقط بمكانتها ، بل أيضًا بقوتها المالية ، وقد يؤدي هذا وكما تشير يوليا دافيدوفا، الأستاذة المشاركة في قسم التحليل السياسي والعمليات الاجتماعية والنفسية ومديرة مركز البحوث الاجتماعية والسياسية في جامعة بليخانوف الروسية للاقتصاد ، إلى تفاقم عدم الاستقرار الاقتصادي، ليس فقط في الاتحاد الأوروبي، بل عالميًا أيضًا ، ومن المهم فهم أن البنوك الأوروبية تحتفظ بكميات هائلة من الاحتياطيات الدولية والذهب، لا سيما في المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وسويسرا.
والجدير بالذكر ان عملاء البنوك الاوربية الرئيسيين جلهم من البنوك المركزية لمختلف الدول والمنظمات الدولية وكبار المستثمرين من القطاع الخاص ، وعلى سبيل المثال، يبلغ إجمالي احتياطيات الصين في أوروبا 3.2 تريليون دولار ، كما تخزن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسنغافورة ودول أخرى ، احتياطياتها في البنوك الأوروبية ، وتخزن تركيا والهند والبرازيل الذهب في لندن وزيوريخ ، ووفقًا لتقديرات مختلفة، يتراوح هذا المبلغ بين مئات وآلاف الأطنان من سبائك الذهب ، ولا توجد بيانات عامة حول الدول التي تخزن الذهب في الاتحاد الأوروبي وكميته، لكن حجم هذه الكمية واضح من الأصول الروسية نفسها.
ونصيب الاسد من الاصول الروسية العالقة في اوروبا البالغة حوالي 210 مليارات يورو ، منها موجود في يوروكلير ومقرها بروكسل - ما بين 185 و194 مليار يورو تقريبًا ، وينمو الرصيد "النقدي" مع استحقاق الأوراق المالية ، و في النصف الأول من عام 2025 وحده، تراكمت على يوروكلير فوائد بقيمة 2.7 مليار يورو ، وبالتالي إذا ما أدى فقدان الثقة إلى خروج حصة ضئيلة من احتياطيات اليورو العالمية، من إجمالي الاحتياطيات البالغة حوالي 12.4 تريليون دولار، من الاتحاد الأوروبي، فقد نتحدث عن مئات المليارات من اليورو.
وكما هو معروف فإن " روسفوبيا " الموجودة عند الصقور الاوروبين ، تجعلهم يفكرون " بسطحية " كبيرة ، تدفعها روح الانتقام ، والحاق أكبر الاذى بروسيا ، و " لاحقاد تاريخية " معروفة للجميع ، وهذه الاحقاد تجعلهم يتخذون قرارات غير مدروسة ، وبالتالي "يتغافلون" عن آثار هذه القرارات ، فمثلا اقتراح نقل الأصول الروسية المجمدة إلى أوكرانيا باستخدامها كسندات دين ، ستكون لها تداعيات اقتصادية كبيرة ، وأخطرها هو تآكل مكانة اليورو كعملة احتياطية عالمية ، ، وإذا بدأت البنوك المركزية بخفض حصة اليورو ، فسيؤثر ذلك على عمق سوق الأوراق المالية الحكومية في منطقة اليورو، وسيزيد من تكلفة الاقتراض .
ومعروف ان حصة اليورو من الاحتياطيات العالمية تبلغ حاليًا حوالي 20%، مما يعني أن هناك مجالًا كبيرًا للتدفقات الخارجية ، علاوة على ذلك ، هناك مخاطر سياسية من قرار الاتحاد الأوروبي منح أوكرانيا قرضًا مضمونًا باحتياطيات الذهب والعملات الأجنبية الروسية ، وتكمن المخاطر السياسية في تفاقم الخلاف داخل الاتحاد الأوروبي، الذي يفتقر بالفعل إلى موقف موحد بشأن الأزمة الأوكرانية ، إذا أمكن استخدام الأصول دون قرار قضائي، فقد تُستخدم هذه الأصول في المستقبل ، والوضع مختلف تمامًا عن وضع الدول الأخرى ، بما في ذلك الحلفاء.
اذن ان معارضة بلجيكا التي تتمتع بنفوذ كبير في هذه القضية، لها دوافعها ومخاطرها على " سمعتها " كملاذ آمن لأموال البلدان الأخرى ، ولأن الأصول الروسية المعنية محفوظة في مستودع بلجيكي، يخضع لسلطة الحكومة البلجيكية، ومن المفهوم إحجام بلجيكا عن الإضرار بسمعتها المالية وحرمان نفسها من أرباح كبيرة لإرضاء ألمانيا ، فبدون موافقة بلجيكا السياسية ومعارضتها العلنية، سيكون من الصعب للغاية المضي قدمًا في خطة برلين.
وإزاء الموقف البلجيكي الصلب والفرنسي " المترنح " ، فإن فرص منح أوكرانيا مثل هذا القرض بات أقل من 50% ، والحجج المؤيدة لذلك هي مبادرة برلين وحلفائها ، أما الحجج المعارضة فتتمثل في موقف بلجيكا المتشدد ، والمخاطر القانونية، ومخاوف البنك المركزي الأوروبي بشأن الثقة في اليورو ، والسيناريو الأساسي هو استمرار للنموذج المعتمد بالفعل، وهو استخدام إيرادات الفوائد من الأصول المجمدة (عدة مليارات يورو سنويًا) ، بدلاً من الضمانات أو القروض على الأصول الفعلية.



#كريم_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطة الغرب السرية لتقسيم أوكرانيا
- بريطانيا واحلام الماضي التي لاتنتهي
- - اللي تَلَدغَه الحَيّة* بيده ، يَخَاف مِن جَرْت الحَبِل -!!
- تحالف - الراغبين - هل يتحول الى تحالف - المستضعفين - !!!
- الخيار المصيري لأوكرانيا بين الاتحاد الأوربي والناتو
- ياعراقيون .. احذروا من خبث الأوكران
- الضمانات الأمنية النرجسية لأوكرانيا
- -تحالف الراغبين- لم يهزم ترامب في ملعبه
- لغة الجسد في قمة بوتين وترامب
- أمريكا الروسية
- روسيا والامارات وسنوات من التعاون المثمر
- بوتين وشروط روسيا التي لا تتغير
- مبادرة ترامب التي خمدت في مهدها
- الغذاء الاوربي المجاني في مصيدة الفئران الامريكية
- يا ترامب .. المبلل ما يخاف من المطر
- أذربيجان والمصير الأوكراني !!
- موسكو ومفاتيح السلام في الشرق الأوسط
- روسيا وأوكرانيا أدرى بِشِعابها
- بوتين يفسد احلام تحالف - الراغبين -
- ترامب - يخذل - روسيا !


المزيد.....




- ركلوا جروها ولكموها بشدة.. حادثة مروعة لاعتداء مجموعة على فت ...
- بعد افتتاح سد النهضة.. مصر: إثيوبيا توهمت أننا سننسى حقوقنا ...
- إلغاء التجنيس وسحب الجنسية الألمانية.. الأسباب والمسوغات الق ...
- ألمانيا: عشرات الآلاف في برلين يطالبون بوقف الحرب على غزة
- عاجل| وسائل إعلام أمريكية: مقتل 3 أشخاص وإصابة 6 آخرين في إط ...
- تكافل يضيء عتمة النزوح في خيام غزة
- رئيس كولومبيا يتهم أميركا بانتهاك القانون الدولي بعد إلغاء ت ...
- بالفيديو.. الصين تفتتح أطول جسر في العالم أمام حركة المرور
- خطة ترامب لغزة.. نتنياهو يرفض الإفراج عن رموز مثل البرغوثي ...
- -حشد خرج عن السيطرة-.. عشرات القتلى والجرحى في حادثة تدافع ب ...


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - الأصول الروسية تفقد الاوربيين صوابهم