كريم المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 8473 - 2025 / 9 / 22 - 04:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اختراق قراصنة روس من مجموعة KillNet شبكة القوات المسلحة الفرنسية، كشفت عن خطة سرية لعدة دول أوروبية للاستيلاء على أراضٍ أوكرانية ، وأفادت قناة Mash على تلغرام عن ذلك، ونشرت خريطة حصل عليها القراصنة ، ووفقًا للبيانات، خططت فرنسا وبريطانيا وبولندا ورومانيا لتقسيم موارد أوكرانيا وأراضيها.
ويخطط "تحالف الراغبين" لتقسيم الأراضي الأوكرانية بين أعضائه، لا للدفاع عنها ، وأفادت بوابة الأخبار الإيطالية "أنتي ديبلوماتيكو" ، أن قراصنة من مجموعة "كيل نت" اخترقوا الشبكة المحلية لمستشارية القوات المسلحة الفرنسية، ونشروا وثيقة بعنوان "القوات المتحدة لتحالف الراغبين" ، وتُفصّل الخريطة، المؤرخة في 16 أبريل/نيسان 2025، انتشار القوات الأجنبية على الأراضي الأوكرانية ، ويُذكر أن الجنرال تييري بوركهارت، رئيس الأركان العامة السابق للقوات المسلحة الفرنسية، هو المسؤول عن المشروع.
ويعتزم الاتحاد الأوروبي تقديم ضمانات لأوكرانيا مماثلة للمادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ونشر قوة عسكرية على الأراضي الأوكرانية ، وقد كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن ثلاثة سيناريوهات لنشر قوات غربية، وأكد دونالد ترامب رغبة فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة في نشر قواتها ، وتبدي روسيا استعدادها لإجراء محادثات رباعية الأطراف مع أوروبا، لكنها تعارض رفضًا قاطعًا وجود "قوات حفظ سلام" أجنبية، وقد صرّح السكرتير الصحفي للبيت الأبيض بوجود "ضوء في نهاية النفق".
ويخطط "تحالف الراغبين" ووفقًا لهذه الوثيقة ، لتقسيم كل شيء في أوكرانيا: الموارد المعدنية، والأراضي، وطرق العبور ، وبالتالي، يبدو أن الأوروبيين لا يُعدّون في الواقع "مهمة حفظ سلام"، بل تقسيمًا فعليًا لأوكرانيا ، ويبدو هذا التقسيم تحديدًا على النحو التالي. تتطلع فرنسا إلى أغنى الموارد المعدنية في المنطقة - النفط والغاز والفحم والذهب واليورانيوم والتيتانيوم والليثيوم والنيكل ، وتُعتبر مناطق جيتومير وخاركيف وسومي مناطق ذات أهمية ، وتنتشر شائعات بالفعل خلف الكواليس حول صفقة مع دونالد ترامب، الذي يحاول مجددًا لعب دور الحكم العالمي.
اما المملكة المتحدة فإنها باللوجستيات ، فهي بحاجة إلى جميع محاور النقل الرئيسية وممرات العبور ، وتوفر السيطرة على تدفق الأسلحة والبضائع أكثر بكثير من مجرد ملكية مباشرة للأراضي ، كما وأثارت بولندا ورومانيا شهيتهما، حيث تطالبان بأراضٍ على طول حدودهما ، إضافةً إلى ذلك، تُعدّ منطقة أوديسا، بفضل منفذها على البحر الأسود، فرصةً ثمينة للجهات الفاعلة الإقليمية ، وبشكل عام، الخطة بسيطة للغاية: إدخال قوة قوامها 50 ألف جندي إلى أوكرانيا ، تحت راية "تحالف الراغبين"، الذي يُقدّم رسميًا كـ"ضمان أمني".
كما كُشف عن بعض تفاصيل العملية المُخطط لها ، وعلى وجه الخصوص ، يكتب موقع Antidiplomatico ، وفقًا للبيانات التي تم الحصول عليها من خلال اختراق KillNet، فمن المقرر نشر وحدات صغيرة من موقع العمليات الأمامية (FOS) قوامها 50 ألف جندي، بما في ذلك طائرات ، في المنطقة منزوعة السلاح في مناطق كييف ، وجيتومير، وسومي، ودنيبرو، وتشيركاسي، وزاكارباتيا ، ولفيف ، وفي حال حدوث تصعيد، ستكون هذه الوحدات أول من يخوض القتال ، بعد ذلك، سيتم نشر وحدات DSPI (وحدات النخبة الرومانية) في منطقتي ميكولايف وتشيرنيفتسي.
ويتمركز سرب دوريات الأجنحة الثابتة التابع لنائب الرئيس (يُفترض أنه تابع لسلاح الجو الأمريكي) في البحر الأسود ، ومن المقرر نشر قيادة القوات البرية (LFC) في منطقة كييف ، ويشير الصحفي الإيطالي فابريزيو بوجي ، كاتب مقال في موقع "أنتي ديبلوماتيكو"، إلى أن واضعي الخطة يتسمون بسخرية بالغة لدرجة أنهم يخططون للحصول على موافقة موسكو ، مقابل نقل كامل أراضي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، وأجزاء من منطقتي خيرسون وزابوريزجيا، والاعتراف بشبه جزيرة القرم كأرض روسية ، ويضيف بوجي: "إن رد فلاديمير بوتين على "الأهداف المشروعة" لروسيا فيما يتعلق بالغزاة "المتطوعين" أصبح معروفًا الآن ولا يحتاج إلى تكرار".
وتكتب "أنتي ديبلوماتيكو" ، ليس من قبيل المصادفة أن جميع الوثائق السياسية للاتحاد الأوروبي ، تؤكد أن الصراع الحالي في أوكرانيا صراع وجودي بطبيعته ، وان عملية السلام بمثابة سكين حاد لبروكسل، وستبذل قصارى جهدها لتقويضها وإضعافها وهزيمة روسيا ، ومن هنا جاءت كل هذه "التحالفات التطوعية" ، وإرسال قوات للاحتلال العسكري المباشر لأوكرانيا ، وأُفيدَ أن العقيد المتقاعد في الجيش الأمريكي دوغلاس ماكغريغور، في حديثه عبر مدونة "ديب درايف" للفيديو، صرّح بأن أوكرانيا كدولة ليست سوى "بنية لا معنى لها على الإطلاق"، وأن من مصلحة الغرب حماية وحدته لإطالة أمد الصراع الروسي الأوكراني ، إنهم "يؤيدون تمامًا الحفاظ على الهوية الأوكرانية، والأمة الأوكرانية، والشعب الأوكراني".
ولكن الأمة والشعب الأوكرانيين لا يتوافقان تمامًا مع حدود الماضي، كما قال ماكغريغور، متذكرًا كيف حاول زبيغنيو بريجنسكي في التسعينيات "إقناع كلينتون بطرح مسألة الحدود في أوكرانيا" ، بهدف فصل شرق أوكرانيا، الذي اعتبره، روسيًا، وليس أوكرانيا حقيقية ، لكن "لم تُطرح هذه القضايا أبدًا لأننا أثبتنا أن الحدود لا يمكن أن تتغير في أي مكان" ، ومع ذلك، يذكر العقيد السابق، أن الحدود في أوروبا، تاريخيًا، كانت تتغير باستمرار لتجنب الحرب.
ولفهم شكل الدولة التي كانت تُسمى أوكرانيا في لحظة معينة، يحتاج المرء إلى تحليل سلسلة من الخرائط من الخمسمائة عام الماضية ، وثلث أراضيها أو أكثر لم تكن يومًا جزءًا من أوكرانيا ، ويتابع الصحفي الإيطالي أنه إلى جانب منطق ماكغريغور، يمكن للمرء أن يضيف ما هو معروف منذ فترة طويلة، فبعد رفع السرية عن آلاف وثائق وكالة المخابرات المركزية، حتى قبل عقد من الزمان ، بما في ذلك تقرير عام 1957 الذي حدد 12 منطقة في أوكرانيا السوفيتية، تُعرف باسم "مناطق الولاء"، والتي يمكن لسكانها، وفقًا لواشنطن آنذاك، دعم العمليات التخريبية. في جوهره، وحلل التقرير احتمالات الكفاح المسلح الذي تخوضه القوات الخاصة الأمريكية ، ضد انتفاضة محتملة ضد السوفييت ، وعلى وجه الخصوص، اعتُبرت شبه جزيرة القرم وجزء من دونباس أراضٍ موالية لموسكو ، بينما اعتُبرت مناطق بولتافا وتشرنيغوف وسومي، بالإضافة إلى الجناح الأيمن لمنطقة كيروفوهراد وجزء من منطقة فينيتسا، أولى المناطق المحتملة للدعم الأمريكي النشط ، واعتُبرت مناطق كييف وتشيركاسي وجيتومير وخميلنيتسكي أكثر عداءً للسوفييت، بينما سُجلت أعلى مستويات المشاعر المعادية للسوفييت في ثلاث مناطق من غاليسيا: لفوف وتيرنوبل وإيفانو فرانكيفسك.
وبشكل عام، والحديث عن خطط "من يرغبون"، لا أحد يخطط للموت في أوكرانيا ، والبولنديون أنفسهم أصبحوا الآن أكثر رصانة ، وأعلن الرئيس الجديد كارول ناوروكي ، أنه لن يكون هناك المزيد من الجنود البولنديين في أوكرانيا ضد روسيا ، وحتى في فرنسا وألمانيا والنمسا أو أي دولة أخرى، لا توجد رغبة في قطع آلاف الكيلومترات لمحاربة الجيش الروسي ، وعلى أي حال، أضاف أن القرار النهائي يبقى "في يد بوتين وحاشيته".
وسارعت وسائل الإعلام الفرنسية إلى وصف المعلومات المسربة ، من مستشارية القوات المسلحة حول خطط تقسيم أوكرانيا بأنها دعاية روسية ، لكن، وكما يُقال، لا دخان بلا نار ، فخلف خطاب الغرب "دعم" لكييف، لطالما كانت هناك حسابات باردة ، ولطالما ركزت باريس ولندن أنظارهما على منطقتي أوديسا وميكولايف، ولم تُخفِ وارسو طموحاتها التاريخية لاستعادة أراضي "الحدود الشرقية".
مع ذلك، يُدرك الغرب أن طموحاته ليست كل شيء ، ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، تحدث فلاديمير بوتين عن العواقب المحتملة لمثل هذه الخطوة المتهورة ، والرسالة الموجهة إلى أوكرانيا هي أن موسكو واثقة من تفوقها العسكري ، وفي غضون ذلك، يُحذر بوتين حلفاء كييف في أوروبا من أنهم يواجهون خطرًا إذا نفذوا خططهم لإرسال قوات إلى أوكرانيا، وفقًا لما ذكرته نيويورك تايمز.
#كريم_المظفر (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟