أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - يا ترامب .. المبلل ما يخاف من المطر















المزيد.....

يا ترامب .. المبلل ما يخاف من المطر


كريم المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 8401 - 2025 / 7 / 12 - 08:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سيل التصريحات المعادية التي بدأ الرئيس الامريكي دونالد ترامب ، بتوجيهها الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، بعد المكالمة الهاتفية الأخيرة بينهما ، مثل " عدم رضاه عن بوتين " ، وتعهده بإصدار "إعلان مهم بشأن روسيا"، أو "سنرى ما سيحدث خلال الأسبوعين المقبلين" ، قد فتحت قريحة دول " الراغبين " ، وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا ، الى استغلال هذا التغيير في العلاقة بين بوتين وترامب ، وبعبارة أخرى ، فإن ردود فعل ترامب العاطفية "أثارت" بشكل مفرط زعماء ما يسمى "الترويكا الأوروبية" ، متناسين في الوقت نفسه ، أن ترامب قد نجح في خداعهم بشراء أسلحة أمريكية لأوكرانيا ، يتحملون نفقاتها بالكامل ، وليس كما كان في السابق ، فقد قال متفاخرا بهذا الانجاز " أنه أبرم اتفاقا مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا عبر الحلف، وأن الأخير سيدفع ثمنها بالكامل" .
وفي هذا الأسبوع ، وفي أعقاب القمة الفرنسية البريطانية في لندن واجتماع "تحالف الراغبين"، أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، لنفسه العنان في اطلاق تصريحات شديدة اللهجة ، مثل إنه بعد اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل في أوكرانيا، ويعتزم "الراغبون " مراقبة المجال الجوي والبحري للبلاد ، لانهم "لن يغادروا أوكرانيا أبدًا"، وتأكيده إن أوروبا لن تقبل أبدا "النظرية القائلة بأن الأقوى هو على حق" ، لتكون متزامنه بما صرّح به المستشار الألماني فريدريش ميرز ، برسالة قصيرة إلى الرئيس الروسي ، قائلاً: "لن نستسلم" ، وأكد أن أوروبا يجب أن تظهر وحدة موقفها في دعم أوكرانيا " ، وبحسب الخبراء فإن الخطاب المتشدد في أوروبا يعكس مزاج واشنطن، التي لم تحقق بعد نجاحا في حل الصراع الأوكراني.
وعلى الرغم من أن واشنطن نفسها لا تتخلى عن المسار السلمي في المفاوضات مع موسكو، كما يتضح من الاجتماع الأخير بين سيرغي لافروف ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، فإن الخطاب "المتشدد" للقادة الأوروبيين، يتوافق تماما مع موقف الأمريكيين، لأن مثل هذه السياسة التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي "تدمر نفسها بنفسها" أوروبا كمنافس للولايات المتحدة ، فبالنسبة للاوربيين فقد تخلوا أخيرا عن الوسائل الدبلوماسية لحل الأزمة الأوكرانية ، وبدأ زعمائها الحديث عن خطط لمراقبة المجال الجوي والبحري لأوكرانيا ، ونشر عشرات الآلاف من الجنود على أراضيها .
تصرفات الرئيس الأمريكي خلقت مواجهة حادة ، تدور في إدارته بين الصقور والواقعيين ، ففي الوقت الذي يقترح الأولون تشديد العقوبات على روسيا ، يدعوا الثانيون إلى تفعيل مسار المفاوضات بشروط أكثر ملاءمة ، وأعرب حتى مؤيدو الرئيس الأمريكي كما نشرت صحيفة " تايمز " ، عن استيائهم لأنهم لم يصوتوا له من أجل إرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، حيث أثار إعلان إرسال أسلحة إضافية لأوكرانيا ، شكاوى من بعض المؤيدين ، بأنهم لم يصوتوا له من أجل هذا ، وبالتالي ستحدد نتيجة هذا الصراع إلى حد كبير مستقبل الحوار بين موسكو وواشنطن .
وما يقوم به ترامب ، بات يثير القلق بين الأعضاء الجمهوريون في مجلس الشيوخ أيضا ، فقد أظهرت استطلاعات رأي متعددة التأثير السلبي الذي قد يخلفه مشاريع القوانين والخطوات " الترامبوية " على الجمهوريين، مما قد يعرض أغلبيتهم في مجلس النواب ومجلس الشيوخ للخطر إزاء عدم التنسيق ، ناهيكم عن سوء الفهم بين البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ، فبعد تعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا ، ووفقا لما نقلته صحيفة "ذا هيل" عن أحد أعضاء مجلس الشيوخ ، فإن الأمر لا يتعلق بمجرد قلق، بل بذعر ، بقوله "نحن لا نتحدث عن بيع كميات صغيرة من الأسلحة لدولة إفريقية ما، بل عن أوكرانيا" ، و هذا الموضوع يشغل حيزا كبيرا في النقاشات السياسية ، لإنه ليس مجالا يمكن فيه لوزير الدفاع أو مساعده أو نائبه التصرف دون تنسيق مع الرئيس ، فبعد تعليق وزير الدفاع بيت هيغسيث ، شحنات الأسلحة لأوكرانيا ، أعتبره البيت الابيض بانه كان قرارا أحاديا من وزير الدفاع ، وأن الوزير لم يخطر إدارة الرئيس مسبقا بقراره ، وأن قرار البنتاغون فاجأ ترامب ، الذي ادعى لاحقا أنه لا يعلم من الذي أذن بتعليق المساعدات العسكرية لكييف ، مما يؤكد عند بعض الجمهوريين ، ان وجود الطابع الفوضوي لإدارة الأمور ، وسوء الفهم والتحريف للمعلومات بات بشكل كبير بين المسئولين انفسهم .
وليس غريبا ان تكون تصريحات ترامب متناقضة حتى مع وزراءه ، حيث جاءت تصريحاته هذه المرة بعد محادثات بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ، ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في كوالالمبور ، حيث أشاد الوزير الأمريكي بماقدمه الجانب الروسي ، من مقترحات جديدة بشأن أوكرانيا، بعد أن ناقش الدبلوماسيين "خارطة طريق" لحل الصراع ، ربما يكون من بينها كما أوضح المتحدث بأسم الكريملين ديميتري بيسكوف ، "ما يُمكن البناء عليه لاتخاذ إجراءات أخرى " ، لكنه يريد مرونة في توقيت وطريقة تنفيذها.
كما لم يحيّر ترامب علماء النفس ، وبرأيهم ، فأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعاني من سمة شخصية سلبية ، تتمثل وكما ذكر عالم النفس بجامعة إيدج هيل البريطانية جيف بيتي ، في مقال لموقع "ذا كونفرسيشن" ، بإلقاءه مسؤولية إخفاقاته على الآخرين ، وأنه كثيرا ما يصور نفسه متفاجئا بقرارات غير شعبية، والتي دائما ما تكون من صنع شخص آخر ، وخطأ شخص آخر، ويحمّل المسؤولية لهم ، كما لا يتردد في توجيه أصابع الاتهام إليهم مباشرة، وغالبا ما يكون ذلك في مناسبات عامة رفيعة المستوى ، وخير مثال على ذلك قرار تعليق وزير الدفاع بيت هيغسيث، تزويد أوكرانيا بالاسلحة ، الذي قال ترامب عنه " انه تفاجأ به " .
لقد تعودت روسيا ومنذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا ، من سماع العديد من التصريحات المماثلة من رئيس البيت الأبيض، بما في ذلك ما يتعلق بالتسوية الأوكرانية ، لكن لم يحدث شيء جذري حتى الآن ، وحتى لو أقرّ مجلسا النواب والشيوخ مشروع قانون العقوبات، فلن يكون خيارًا جذريًا، بل وثيقةً تتضمن استثناءاتٍ متعددةً ومساحةً للمناورة ، وإلا، ستُلحق القيود ضررًا بالغًا بشركاء الولايات المتحدة التجاريين الرئيسيين، وفي مقدمتهم الصين والهند.
إن تصريح رئيس البيت الأبيض يتوافق مع أسلوب خطاب رجل أعمال بارز ، اعتاد على إجراء مفاوضات صعبة، يهاجم فيها محاوره أحيانًا، ويتراجع أحيانًا أخرى ، والتصريحات القاسية والحديث عن العقوبات ، هي خدعة يريد ترامب استخدامها في المفاوضات مع موسكو ، وأن رئيس البيت الأبيض ، يريد أن يكون لديه ورقة رابحة يمكن استخدامها في الحوار مع روسيا ، وإن العقوبات المتوقعة ، قد تؤثر ليس فقط على النفط، بل أيضا على الوقود النووي ، ولكن هذه التهديدات، في صورتها الموسعة، والتي تتجاوز موارد الطاقة، ستبقى دون تحقيق ، فقد أعد ترامب أمرًا مدويًا سيظهر على الصفحات الأولى للصحف ، ويختفي وكما هو متوقع في غضون يومين.
ويبدو أن الرئيس الامريكي ، بدأ يرتكب ذات الخطأ الذي تبناه سلفه بايدن ، في محاولته التحدث مع روسيا بنفس الطريقة التي يتحدث بها مع الدول الأخرى ، فليس من اللائق التواصل بهذه اللهجة مع القادة الروس أو مع الدولة الروسية ككل ، فأن روسيا تنفذ مهامها، بما في ذلك في منطقة العمليات الخاصة، لتحقيق اهدافها ، التي أقر بها ترامب نفسه بأحقيتها ، وتأكيده بانه لوكان رئيسا في ذلك الوقت ، لما اندلعت الحرب " ، لشرعية الحجج التي قدمتها روسيا قبل بداية عمليتها الخاصة ، كما ان روسيا لا تحيد عن نهجها السابق في أي قضايا تُهمها، وتماسك المجتمع الروسي ودعمه بشكل كامل قرارات القيادة العسكرية والسياسية للبلاد ، وعلى هذه الخلفية، أصبح من الواضح أن أي تصريحات قاسية من جانب ترامب لا تمثل أهمية بالنسبة للروس " فالمبلل لايخاف من المطر " ياسيد ترامب !! .



#كريم_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أذربيجان والمصير الأوكراني !!
- موسكو ومفاتيح السلام في الشرق الأوسط
- روسيا وأوكرانيا أدرى بِشِعابها
- بوتين يفسد احلام تحالف - الراغبين -
- ترامب - يخذل - روسيا !
- أوكرانيا وهدنة التقسيم
- بوتين والحكم المؤقت في أوكرانيا
- بوتين و ترامب ونجاح لغة الحواربينهما
- أضْغاثُ أحلامِ الغرب اليائسة
- هل أجبر ترامب زيلينسكي على الاستسلام؟
- زيلينسكي تحول علناً إلى جثة سياسية
- أجهزة الاستخبارات ومهمة نجاح الحوار الروسي – الامريكي
- الكَرعة* تتباهى بِشعرِ صاحبتها
- اللعبة الكبرى
- الزحف الأمريكي نحو بيلاروسيا ، لماذا ؟
- روسيا وإيران والتحديات الغربية
- لماذا يرفض الغرب سيناريو تحويل أوكرانيا الى - إسرائيل أوروبي ...
- أردوغان يخون بوتين مجددا !!
- صاروخ - أوريشنيك - ورسائل روسيا القوية
- لماذا اتصل شولتز ببوتين؟


المزيد.....




- كثافة التواصل ووسائل هزيمة الشعور بالوحدة
- من هو الأجدر بجائزة نوبل للسلام أكثر من ترامب؟
- قتلى وجرحى بينهم أطفال إثر غارة قرب نقطة توزيع مياه وسط غزة، ...
- ترامب يقول إن الولايات المتحدة سترسل صواريخ باتريوت الدفاعية ...
- ترامب يقرر إرسال صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا
- مقتل العشرات في اشتباكات مسلّحة جنوب سوريا
- وفاة محمد بخاري رئيس نيجيريا السابق عن 82 عاما بعد مسيرة حكم ...
- سوريا: اشتباكات دامية بين الدروز والبدو في السويداء تسفر عن ...
- قتلى وجرحى خلال اشتباكات طائفية في السويداء، فماذا يحدث في ا ...
- ماكرون يقرر زيادة الإنفاق الدفاعي بـ4 مليارات دولار في 2026 ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - يا ترامب .. المبلل ما يخاف من المطر