رياض هاني بهار
الحوار المتمدن-العدد: 8478 - 2025 / 9 / 27 - 12:02
المحور:
المجتمع المدني
تستعمل بعض القيادات الحزبية في العراق لقب (الزعيم ) في الخطاب الاعلامي والسياسي وكأنه صفة ترفع من مكانتها بينما يغيب عن الكثيرين الاصل التاريخي لهذه الكلمة ودلالاتها السلبية
الجذور المافيوية للقب الزعيم
في الثقافة المافيوية الايطالية والصقلية كانت تستخدم الفاظ مثل Don او Capo للاشارة الى رئيس العائلة او الشبكة الاجرامية وعندما انتقلت المافيا الى الولايات المتحدة صار يقال Boss او Godfather ومع انتشار الافلام والكتب المترجمة الى العربية في القرن العشرين جرى اختيار لفظ الزعيم كمعادل عربي لهذه الالقاب وبذلك ارتبط المصطلح في المخيال الشعبي العربي بصورة رئيس المافيا اكثر مما ارتبط بصورة القائد النزيه او السياسي المسؤول
التاريخ العسكري للمصطلح
في الجيش العراقي القديم كانت هناك رتبة عسكرية تسمى( الزعيم ) لكنها استبدلت لاحقا برتبة العميد ضمن اصلاحات النظام العسكري وتسميات الرتب هذا التغيير عكس ادراكا رسميا بان المصطلح يحمل شحنة تاريخية غير مناسبة لسياقات الانضباط العسكري فما بالك بالسياسة المدنية
الخلط السياسي واستخدام خاطئ
اليوم لا نجد اي قائد عربي رسمي يحمل هذا اللقب في خطاباته او وثائقه باستثناء العراق يتداول بعض رؤساء الاحزاب هذا اللقب عن انفسهم او يشيعه الاعلام الحزبي من دون وعي بان جذوره مترجمة عن ثقافة المافيا وانه لم يعد لقبا رسميا في اي مؤسسة نظامية
رسالة الى الساسة والاعلام
ان استمرار استخدام كلمة الزعيم في الخطاب السياسي العراقي يكرس صورة سلبية عن القيادة ويشبهها برؤساء المافيا او رئيس عصابه اكثر من ربطها بالقيم الديمقراطية او المؤسساتية لذلك يستحسن ان يستبدل الساسة هذا اللقب بالقاب اكثر دقة واحتراما للمعايير الحديثة مثل رئيس الحزب او الامين العام او القائد السياسي وهي مصطلحات متعارف عليها عالميا وتخلو من الدلالات المشبوهة
الخلاصه
اللغة ليست مجرد زخرفات لفظية بل هي مرآة الثقافة استخدام مصطلح (الزعيم ) في سياق العمل السياسي المدني يحمل لصاحبه دلالة سلبية من حيث لا يدري واذا كان الجيش العراقي قد استبدل هذا اللقب قبل عقود فالأجدر بالطبقة السياسية والاعلامية ان تراجع خطابها ايضا وتختار تسميات تعكس قيادة مسؤولة لا سلطة مافيويه
#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟