أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - صناعة الفكر الأمني في العراق الواقع والتحديات














المزيد.....

صناعة الفكر الأمني في العراق الواقع والتحديات


رياض هاني بهار

الحوار المتمدن-العدد: 8447 - 2025 / 8 / 27 - 00:44
المحور: المجتمع المدني
    


الأمن ليس مجرد مظاهر عسكرية أو إجراءات ميدانية لابراز مظاهر القوة بل هو في جوهره فكر ومنظومة عقلية تحدد كيف تفهم التهديدات وكيف تدار الاستجابات، في العراق حيث تتشابك التحديات الأمنية مع الأزمات السياسية والاجتماعية يصبح إنتاج (الفكر الأمني) عملية معقدة يشارك فيها السياسيون والاجهزة الأمنية والمراكز البحثية والخبرة الدولية ، غير أن غياب مرجعية فكرية موحدة يجعل الجهد الأمني يتسم بالتشتت أحيانًا ويفتقر إلى العقيدة الوطنية الجامعة.
روافد الفكر الأمني العراقي
1. صناع القرار السياسيون وعلى رأسهم القائد العام للقوات المسلحة يشكلون المستوى الاستراتيجي لصناعة الفكر الأمني من خلال البرامج الحكومية، استراتيجيات الأمن الوطني، والسياسات العامة، تحدد الأولويات الأمنية، مثل مكافحة الإرهاب، ضبط الحدود، الأمن المجتمعي، أو محاربة الفساد.
2. الاجهزة الامنية والعسكرية وزارة الداخلية ووزارة الدفاع وجهاز مكافحة الإرهاب وجهاز الأمن الوطني والمخابرات والحشد الشعبي، كلها تملك رصيدًا من الخبرة الميدانية تراكم عبر عقود من مواجهة التحديات من الحروب التقليدية إلى مكافحة التمرد والإرهاب والجريمة المنظمة هذه الخبرة العملية تشكل “العقل التنفيذي” للفكر الأمني العراقي.
3. المراكز البحثية والأكاديمية مراكز مثل مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية، كليات العلوم السياسية والقانون، والمعاهد التدريبية للشرطة ، تساهم في التأصيل العلمي للفكر الأمني فهي تقدم دراسات عن الأمن المجتمعي ومكافحة التطرف وإدارة الأزمات، لكنها ما تزال محدودة التأثير في رسم السياسات مقارنة بالقرار السياسي أو الضغط الميداني.
4. الخبرة الدولية من خلال بعثات الاتحاد الأوروبي (EUPOL سابقًا)، التحالف الدولي ضد داعش، الإنتربول، والأمم المتحدة، دخلت إلى العراق مفاهيم حديثة مثل: الأمن المجتمعي، الاستخبارات الجنائية ، الشرطة المدنية، إدارة حقوق الإنسان في العمل الأمني، هذه الخبرة ساعدت على تحديث بعض الاجهزة ، لكنها بقيت متقطعة ولم تُدمج كليًا في العقيدة الأمنية.
ثانياً: التحديات البنيوية
1.غياب العقيدة الأمنية الوطنية الموحدة كل مؤسسة تصوغ رؤيتها وفقًا لظروفها بينما تغيب الوثيقة المرجعية التي تحدد الثوابت والمبادئ العليا للأمن العراقي.
2.التجاذبات الحزبية كثيرًا ما تتدخل السياسة في الأمن فتحول الولاءات الحزبية أو الفئوية إلى بديل عن الولاء الوطني مما يضعف الثقة بين المواطن والاجهزة الأمنية.
3.الفجوة بين النظرية والتطبيق ما يُكتب في المراكز البحثية أو يطرح من خبراء قد لا يجد طريقه إلى التنفيذ العملي بسبب غياب آليات الربط المؤسسي.
4.التبعية المفرطة للخبرة الأجنبية رغم أهميتها إلا أن الاستعانة بالخبرة الدولية أحيانا تفتقر إلى التكييف مع الواقع العراقي فتبقى حلولا مستوردة لا تنسجم مع البيئة المحلية.
ثالثاً: نحو فكر أمني وطني متماسك
1.إقرارعقيدة أمنية وطنية وثيقة عليا تتفق عليها جميع القوى تحدد أولويات الأمن (حماية الدستور، المواطن، وحدة الدولة، سيادة القانون) وتكون مرجعا لجميع المؤسسات.
2.تعزيز التكامل المؤسسي إنشاء مجالس مشتركة بين وزارة الداخلية والأجهزة الاستخبارية والمراكز البحثية لضمان تبادل الخبرة وصياغة سياسات وهذه من مهام مستشارية الامن القومي
3.ربط البحث العلمي بالقرار الأمني اعتماد نتائج الدراسات الأكاديمية في التخطيط الأمني وإشراك الجامعات ومراكز الفكر في صياغة الاستراتيجيات.
4.إعادة الاعتبار للأمن المجتمعي التركيز على دور الشرطة المجتمعية والعشائر ومنظمات المجتمع المدني في تحقيق الأمن الوقائي، لا الاقتصار على القوة المسلحة.
5.توطين الخبرة الدولية استثمار التدريب والدعم الخارجي بطريقة تراعي الخصوصية العراقية وتنسجم مع القيم الدستورية والثقافة الوطنية.
خاتمة
الفكر الأمني العراقي اليوم هو نتاج تلاقي عدة موسسات منها السياسة والاجهزة الأمنية والبحث العلمي والخبرة الدولية لكنه يظل متفرقا ومتأثرا بالظروف الآنية ، التحدي الحقيقي هو صياغة مرجعية فكرية موحدة تشكل “عقيدة أمنية وطنية” تقود العمل الأمني بعيدا عن التجاذبات السياسية والطائفية وتؤسس لأمن مستدام يحمي المواطن والدولة معًا.



#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم الأسرة في العراق… أرقام تحتاج إلى وقفة
- الأمن يعيد الحياة ..الموصل نحو صدارة السياحة
- في الشرطة لا يُبدع الخائفون
- كيف تؤثر القوى الممانعة للتغييرعلى قرارات التحول الرقمي لدى ...
- الأمن فكر وليس قوة
- ما بعد الحريق الحاجة إلى نظام سلامة لا يعرف الوساطة
- حريق الكوت أزمة سلامة أم فشل رقابي ام فساد مؤسسي
- الوشاية الناعمة والسلطة الصامتة
- الاستباق الأمني مفتاح الوقاية وبناء الثقة المجتمعية
- إعادة توجيه الإنفاق العسكري: من ساحات القتال إلى أمن المجتمع
- ضمير لا ينام... وحساب لا يسقط بالتقادم
- شجاعة المسؤول حين يصحح قراره
- الفجوة الرقمية في الشرطة العراقية تحدٍّ أمني يستوجب المعالجة
- مَن هي القوات الأمنية إشكالية المصطلح في غياب النص
- في اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب: السياسات الأمنية في ا ...
- الذكرى الثانيه عشرلفرار اخطر المحكومين بتاريخ البشرية
- أثر الحروب الإقليمية على الأمن الداخلي العراقي
- القاضي القدوة..حين يكون الضمير قاضياً
- دور هيئة الراي بوزارة الداخلية بين حقبتين
- نقد لثقافة الفكر الدكتاتوري (رغبة الأمر. أمر)


المزيد.....




- زعيم حزب الإصلاح البريطاني يعرض خطته لترحيل اللاجئين
- اليونيسيف: الهجمات المستمرة على غزة أصبحت جزءا مرعبا من الوا ...
- اليونيسف: هجمات إسرائيل باتت جزءا مرعبا من يوميات أطفال غزة ...
- اليونيسف: هجمات إسرائيل باتت جزءا مرعبا من يوميات أطفال غزة ...
- الأمم المتحدة تدين بشدة الهجوم الإسرائيلي على مستشفى ناصر بغ ...
- الكابينت الإسرائيلي ينعقد دون بحث صفقة الأسرى والمعارضة تنتق ...
- أوتشا يحذر: المجاعة في غزة تتفاقم بوتيرة سريعة
- الأونروا: إسرائيل تقتل 30 طفلا يوميا في غزة.. و90% من المدار ...
- الدبكة الفلسطينية وسط المجاعة.. خطوات الصغار تتحدى الاكتئاب ...
- -أطباء بلا حدود-: يمكننا مواجهة المجاعة في غزة لكن إسرائيل ت ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - صناعة الفكر الأمني في العراق الواقع والتحديات