رياض هاني بهار
الحوار المتمدن-العدد: 8395 - 2025 / 7 / 6 - 08:26
المحور:
المجتمع المدني
في بيئة العمل الامني يخطيء من يظن أن الاعتراف بالخطأ والتراجع عن القرار علامة على الضعف أو التردد على العكس تمامًا إنّها قمة الشجاعة والمسؤولية حين يمتلك القائد الجرأة الكافية ليقول: “لقد كنت مخطئًا” ويتخذ قرارًا جديدًا يصحح المسار.
المسؤول الحقيقي لا يُقاس بقدرته على فرض قراراته بل بقدرته على مراجعتها بموضوعية خاصة إذا ظهرت نتائج غير متوقعة أو تعارضت مع المصلحة الوطنية العليا فالثبات على الخطأ لا يعبرعن قوة بل عن مكابرة، بينما يظهر التراجع الحكيم نضجًا إداريًا وقيادة واثقة .
مثل هذه المواقف تعزز ثقة المواطنين باجهزة الدولة وتؤكد أن هناك من يصغي ويقيّم ويتصرف بإخلاص ، إنها رسالة بأن الكرسي ليس غاية بل وسيلة لخدمة الناس وأن القرارات ليست نصوصًا مقدسة بل أدوات يجب تعديلها حين لا تحقق أهدافها
شجاعة التراجع تكمن في إدراك أن القرارات ليست نصوصًا مقدسة بل أدوات متغيرة تصحّح وتُراجع حين تتطلب الحاجة، وهي أيضًا تعبير عن احترام الرأي الآخر وقبول النقد البناء واستعداد دائم لتحسين الأداء.
وقد أثبتت التجارب أن القادة العظام كانوا أكثر احترامًا عندما اختاروا الاعتراف بخطأ وتعديله بدلًا من التمسك به بدافع الكبرياء أو الخوف من النقد، فالمجتمعات لا تطلب من المسؤول أن يكون معصومًا بل أن يكون صادقًا شجاعًا ويملك إرادة التصحيح.
ختامًا الرجوع إلى الحق فضيلة لا سيما حين يصدر عن من بيده القرار إنها فضيلة تعكس وعيًا حقيقيًا بدور المسؤول وسمو هدفه وتجعل من التراجع عن الخطأ خطوة إلى الأمام في طريق بناء الثقة والمؤسسات الرشيدة.
#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟