رياض هاني بهار
الحوار المتمدن-العدد: 8401 - 2025 / 7 / 12 - 10:42
المحور:
المجتمع المدني
في ظل التحولات السريعة في طبيعة الصراعات المسلحة والحروب الحديثة بات من الجلي أن جزءًا كبيرًا من منظومات التسلح التقليدي قد فقدت جدواها العملياتية، فلم تعد الحروب تخاض بالدبابات والمدافع والطائرات القديمة، بل أصبحت تدار بالتقنيات الذكية والطائرات المسيّرة والقدرات السيبرانية، وخير شاهد على هذا التحول ما نشهده في النزاعات الجارية بين الكيان وإيران، أو روسيا وأوكرانيا.
وفي ضوء هذا الواقع الجديد يطرح سؤال جوهري: هل من الحكمة الاستمرار في إنفاق الموارد على معدات لم تعد فعالة ميدانيًا فقد اننفق العراق من عام 2003 ولغاية الوقت الحاضر وحسب ماورد بالموازنات اكثر من ( 170 مليار) ؟ اصبحت اغلبها عن خردة اتجاه ما يحصل من تطور
الحروب الحديث أدوات جديدة وعقلية مختلفة
لم تعد التهديدات الأمنية تعتمد على الجيوش النظامية فحسب بل على حروب غير متماثلة، وهجمات إلكترونية، وصراعات داخلية، وهي تهديدات تتطلب قوات مرنة جاهزية معلوماتية تقنيات مراقبة وتحليل متقدمة واستجابة سريعة، في هذا السياق لم يعد السلاح التقليدي سوى عبء مالي بل شكلًا من الهدر غير المبرر.
لذلك فإن إعادة توجيه الموارد العسكرية المهملة نحو تعزيزموارد الأمن الداخلي لا يُعد ترشيدًا ماليًا فحسب، بل خيارًا استراتيجيًا يعزز من صلابة الدولة في مواجهة التحديات المعاصرة، فالأمن اليوم يُبنى بكفاءة إدارة الموارد لا بكثرة العتاد.
من فائض عسكري إلى رصيد أمني
بدلًا من إهمال المعدات الثقيلة أو تركها عرضة للتقادم يمكن الاستفادة منها عبر:
- تحويل العربات المصفحة لخدمة الشرطة الاتحادية ومهام الأمن المناطقي ومكافحة المخدرات.
- تجهيز المركبات الثقيلة لدعم عمليات الإغاثة والطوارئ للاستفادة منها بالدفاع المدني .
- استخدام البنى التحتية العسكرية المهجورة كمراكز تدريب أو غرف عمليات مشتركة.
- دمج المعدات المعدلة ضمن منظومات الأمن الوطني للاستجابة للأزمات والكوارث.
عوائد التحويل أمن وتنمية واستقرار إن هذا التوجه يحمل آثارًا إيجابية مباشرة من أبرزها:
- خفض التكاليف: من خلال تقليل الاعتماد على شراء معدات جديدة.
- رفع كفاءة الأجهزة الأمنية عبر تزويد قوات النجدة والدفاع المدني والشرطة بمعدات عملية تخدم المواطن مباشرة.
- الاستثمار في الاستقرار بتحويل الإنفاق من التسلح الخارجي إلى الداخل في خطوة واقعية تحمي الأمن وتعزز التنمية.
الخلاصة
في زمن الحروب الرقمية والصراعات الذكية لم يعد التسلح التقليدي أداة ردع فعالة، أما تحويل الفائض العسكري إلى دعم مباشر للأمن الداخلي فهو الخيار الأذكى والأكثر استدامة إذ يجمع بين الحكمة في الإنفاق والفاعلية في الأداء والرؤية في التخطيط لمستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا.
#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟