رياض هاني بهار
الحوار المتمدن-العدد: 8406 - 2025 / 7 / 17 - 17:55
المحور:
المجتمع المدني
فاجعة الكوت لا ينبغي أن تدرج ضمن قائمة الحوادث الطارئة والعابرة بل تمثل جرس إنذار صاخب يدعو إلى وقفة وطنية حقيقية وجادة لمراجعة مجمل البنية التشريعية والإدارية والرقابية ذات الصلة بسلامة المواطنين في الأماكن العامة والتجارية ومما ينبغي التوقف عنده بإلحاح
- إجراءات السلامة والوقاية في المباني التجارية والعامة
يتطلب الأمر فرض التزام صارم باشتراطات السلامة سواء في تصاميم الأبنية أو في تجهيزاتها التشغيلية مثل مخارج الطوارئ وأجهزة الإنذار المبكر وأنظمة إطفاء الحريق والتهوية ويجب أن لا يُمنح أي ترخيص نهائي لأي منشأة ما لم تجتز اختبار السلامة الفنية والميدانية تحت إشراف جهات متخصصة محايدة
- دور الجهات الرقابية في متابعة اجازات البناء والتفتيش الدوري
كشفت هذه الفاجعة كما غيرها عن ضعف في أداء الرقابة البلدية والوقائية سواء من حيث تراخي بعض الجهات في منح الاجازات أو غياب التفتيش الفعّال على التمديدات الكهربائية والمطابخ ومخازن المواد القابلة للاشتعال وهذا يستدعي تاسيس دور مؤسسي رقابي مستقل وفاعل لا يتأثر بالضغوط أو المجاملات.
- سرعة استجابة الطوارئ في حالات الكوارث
رغم الجهود البطولية التي بذلتها فرق الدفاع المدني إلا أن هذه الحادثة تُبرز الحاجة إلى تسريع زمن الاستجابة وتعزيز الجاهزية التقنية والبشرية ، ويتطلب ذلك إعادة النظر في توزيع مراكز الدفاع المدني في المدن وتوفير المعدات المتخصصة للإنقاذ من الأبنية العالية والمغلقة، وتكثيف التدريبات على سيناريوهات الكوارث المعقدة.
- وعي أصحاب المنشآت بحقوق وسلامة الزبائن والعاملين
لا يمكن تجاهل مسؤولية المالكين والمستثمرين في توفير بيئة آمنة إذ يفترض أن يُنظر إلى سلامة الناس كأولوية أخلاقية وقانونية لا مجرد عبء مالي وينبغي أن تتضمن عملية الاجازات دورات إلزامية للتوعية بمسؤوليات السلامة، إضافة إلى غرامات رادعة لكل من يتجاهلها أو يستخف بها.
لقد كشف هذا الحريق كما كشفت حوادث مماثلة قبله من مستشفى الحسين في الناصرية إلى كارثة مركز العزل في بغداد عن فجوات خطيرة ومتكررة في منظومة السلامة المدنية في العراق.
فجوات لا يمكن ترميمها بالتصريحات وحدها بل تستوجب
-إصلاحات قانونية وهيكلية فوري
-توحيد معايير السلامة الوطنية
-إطلاق حملة توعية شاملة بحقوق الناس وسلامتهم
-وبناء ثقافة مجتمعية لا تساوم على حياة الإنسان
إن الاستراتيجية الوطنية للسلامة العامة لم تعد خيارا مؤجلًا بل أولوية إنقاذ وطني لابد من إنجازها قبل أن نجد أنفسنا أمام فواجع أخرى نندم بعدها حيث لا ينفع الندم
#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟