رياض هاني بهار
الحوار المتمدن-العدد: 8447 - 2025 / 8 / 27 - 23:53
المحور:
المجتمع المدني
دراسات انتخابية في دول عدة منها العراق والأردن ولبنان أظهرت أن أقل من 12% من الناخبين يتأثرون بالملصقات والشعارات المعلقة في الشوارع، في المقابل يرى أكثر من 65% من الناخبين أن قرارهم الانتخابي يتشكل عبر متابعتهم للمنصات الرقمية وما يتداول فيها من مقاطع ومقالات وحملات.
على سبيل المثال في الانتخابات العراقية 2021 انتشرت صور آلاف المرشحين في بغداد وحدها لكن استطلاع رأي أجرته مؤسسة بحثية أشار إلى أن أغلب المشاركين لم يذكروا أسماء مرشحين لم يتعرفوا عليهم من الملصقات بل من خلال مقاطع مصورة على فيسبوك ويوتيوب.
اليوم السوشيال ميديا اللاعب الحقيقي في الوعي الانتخابي لا يكفي ان يعلق المرشح صورته في شارع مزدحم بل عليه أن يتواجد على منصات التواصل الاجتماعي حيث تدور المعركة الحقيقية:
- في الولايات المتحدة عام 2020 أنفق المرشحون أكثر من 2.8 مليار دولار على الإعلانات الرقمية مقابل تراجع كبير في الإعلانات الورقية.
- في العراق يتابع أكثر من 28 مليون شخص فيسبوك وقرابة 15 مليون شخص تيك توك ما يجعل هذه المنصات أكثر تأثيراً من أي وسيلة تقليدية.
- مقطع قصير على تيك توك أو فيسبوك قد يحقق نصف مليون مشاهدة خلال ساعات وهو رقم لا يمكن لأي ملصق ورقي أن يقترب منه.
التحول من الدعاية الورقية إلى الحملات الرقمية الوعي الانتخابي اليوم يتشكل عبر الفيديوهات التفاعلية، البث المباشر، والتحليلات الرقمية أكثر مما يتشكل عبر صورة جامدة على جدار، المرشح الذي لا يستثمر في التسويق الرقمي وتحليل بيانات جمهوره يجد نفسه في عزلة مهما كانت شوارع مدينته ممتلئة بصوره.
الخلاصة
لم تعد الانتخابات صراع صور في الشوارع وهي محط استهجان من المواطن واستخفاف بالصورة وصاحبها التي تشوه شوارع المدن ، ومن الضروري ان يدرك المرشح ان عصر الصور واللافتات قد ولى واصبح صراع أفكار ورسائل في فضاء رقمي مفتوح، وان المستقبل يصنعه الترند والتفاعل والمحتوى الرقمي، لا الورق الملون على أعمدة الكهرباء، ومن يصرّ على الاكتفاء بالملصقات فإنه عملياً يعيش في الماضي بينما يتشكل وعي الناخب على شاشة هاتفه
#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟