عادل صالح الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 8477 - 2025 / 9 / 26 - 16:59
المحور:
الادب والفن
ترجمة: عادل صالح الزبيدي
اغا شهيد علي (1949—2001) شاعر كشميري أميركي من مواليد مدينة سريناغار في الهند هاجر الى الولايات المتحدة عام 1976. تلقى تعليمه في جامعتي كشمير ونيودلهي ونال شهادة الدكتوراه باللغة الانكليزية وآدابها من جامعة بنسلفانيا عام 1984 والماجستير في الفنون الجميلة من جامعة أريزونا في عام 1985 ليقوم بعدها بالتدريس في تسع جامعات هندية وأميركية. من عناوين مجموعاته الشعرية: "نزهة بين صـفحات صــفراء" ؛ "الهمالايا بحجم نصف بوصة"؛ "خارطة لأميركا من تّواق إلى الوطن" ؛ "البلد الذي ليس فيه مكتب بريد"؛ و "الغرف لا تنجز أبدا". رشحت هذه الأخيرة لجائزة الكتاب الوطني في عام 2001.
عزيزي شاهد،
انني اكتب اليك من بلدك البعيد. البعيد حتى عنا نحن الذين نعيش هنا. حيث لم تعد موجودا. كل شخص يحمل عنوانه في جيبه كي يصل جسده الى الوطن في الأقل. تنتشر الاشاعات وهم متجهون الينا في المدينة. لكن الأخبار لا تزال تصل الينا من البلدات الحدودية: يجبر الرجال على الوقوف حفاة في الماء المثلج طوال الليل. النسوة وحدهن في الداخل. يهشم الجنود اجهزة الراديو والتلفزيون. بأيديهم المجردة يمزقون منازلنا اربا. لا بد إنك سمعت ان رضوان قتل. رضوان: حارس بوابات الفردوس. عمره ثماني عشرة فقط. أمس في الملجأ 6 (الجميع هناك يسأل عنك)، قال أحد الأطباء—وكان قد انتهى توا من معالجة فتى بعمر السادسة عشرة أطلق سراحه من مركز الاستجواب--: اريد ان اسأل العرافات: هل كشف شيء في خط قدره عن ان عروق يديه ستقطع بسكين؟ ستصلك هذه الرسالة ان شاء الله لأن ابني سوف يذهب الى الجنوب غدا ويبعثها في البريد. هنا لا يستطيع المرء ان يحصل حتى على طوابع بريدية. اكياس واكياس-مئات من اكياس القماش-كلها بريد غير مستلم. صدفة نظرت وإذا بي أجد هناك على الأرضية هذه الرسالة المعنونة اليك. لذلك فإنني اقوم بوضعها في الظرف. ارجو ان تكون من شخص تتوق لمعرفة اخباره. الأمور هنا كعادتها، ولو اننا نتحدث عنك دائما. هل ستأتي قريبا؟ انتظارك مثل انتظار الربيع. نحن بانتظار براعم اللوز. وبمشيئة الله، اوه! يا لأيام السلم تلك حين كنا جميعا عاشقين والمطر في اكفنا اينما نلتقي.
#عادل_صالح_الزبيدي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟